السيسى يطالب بمحاسبة الدول الراعية للإرهاب

القمة المصرية الأمريكية تناولت تعزيز العلاقات الإستراتيجية ومواجهة التطرف

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن هناك دولًا تورطت فى دعم وتمويل المنظمات الإرهابية وتوفير الملاذ الآمن لها. كما أن هناك دولًا تأبى أن تقدم ما لديها من معلومات وقاعدة بيانات عن المقاتلين الإرهابيين الأجانب، حتى مع الإنتربول.
وقال الرئيس، فى كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية المنعقدة في الرياض، إن كل من يقوم بذلك هو شريك أصيل فى الإرهاب، وتساءل: أين تتوافر الملاذات الآمنة لهؤلاء الإرهابيين، وتدريبهم، ومعالجة المصابين منهم، وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ومقاتليهم؟، ومن الذى يشترى منهم الموارد الطبيعية، ومن أين يحصلون على التبرعات المالية؟، وكيف يتوافر لهم وجود إعلامى عبر وسائل إعلام ارتضت أن تتحول إلى أبواق دعائية لتلك التنظيمات؟.
وطالب الرئيس بصياغة خطة عمل واضحة ذات إطار زمنى محدد لاقتلاع الإرهاب من جذوره تمويلًا وتسليحًا، إلى جانب الإجراءات العسكرية والأمنية، وقال إنه لا مجال لاختزال الإرهاب فى تنظيم أو اثنين، بل إن هذه التنظيمات تنشط عبر شبكة سرطانية تجمعها روابط متعددة فى معظم أنحاء العالم.
وأشار إلى أن مصر تخوض حربًا ضروسًا فى شمال سيناء ضد الإرهاب، وتحرص على استئصاله بأقل خسائر ممكنة، وشدد على أن تفكيك مؤسسات الدولة الوطنية فى المنطقة هو الذى يفرز البيئة الخصبة للتنظيمات الإرهابية، ودعا إلى ضرورة تطوير الخطاب الدينى، لإظهار الجوهر الحقيقى للإسلام.
وقد شهد اليوم الثانى لزيارة الرئيس السيسى الرياض، للمشاركة فى القمة العربية الإسلامية الأمريكية، لقاء القمة بين الرئيس السيسى والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حيث أكد الرئيسان حرصهما على تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وتدعيم التعاون في شتى المجالات.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة بأن الرئيس الأمريكى أعرب عن سعادته بمقابلة الرئيس السيسى، وأكد تقديره ما تقوم به مصر من جهود فعالة لمكافحة الإرهاب والتطرف. وأشاد ترامب بما يبذله الرئيس السيسى من جهود شاقة فى ظل ظروف صعبة، وهى الجهود التى أسهمت بشكل كبير فى إعادة الأمن والاستقرار إلى مصر، وأعلن الرئيس الأمريكى عزمه وتطلعه إلى زيارة القاهرة فى أقرب فرصة.
من جانبه، أشار الرئيس السيسى إلى أن علاقات البلدين هى علاقات إستراتيجية مهمة، وأكد أن التعاون بينهما يسهم فى الحفاظ على أمن واستقرار دول المنطقة كلها، ومن بينها مصر، كما رحب بما أعلنه ترامب عن رغبته فى زيارة مصر، وأشار إلى تطلعه إلى المزيد من التعاون مع واشنطن فى القضايا كافة.
وأوضح السفير علاء يوسف أن اللقاء شهد تباحثًا حول الموضوعات المهمة التى تتناولها القمة العربية الإسلامية الأمريكية، حيث طالب الرئيس السيسى بضرورة إصدار القمة رسالة قوية لحث الدول على عدم التدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة، علاوة على وقف تقديم الدعم والتمويل للجماعات المتطرفة وتنظيمات الإرهاب، سواء بالمال أو السلاح أو المقاتلين، ودعا إلى احترام الاختلاف المذهبى والطائفى ونبذ الفتن. وأعرب ترامب عن تقديره إطلاق سراح المواطنة الأمريكية من أصل مصرى آية حجازى أخيرا.
كما التقى الرئيس السيسى نظيره العراقى فؤاد معصوم أمس على هامش القمة.