أثار الإعلان عن تأسيس جماعة الإخوان المسيحيين التي تشكلت علي غرار جماعة الإخوان المسلمين ردود فعل متباينة في الوسط السياسي. ومع استعداد الجماعة لعقد أول مؤتمر للإعلان عن تدشينها تحت شعار حال أقباط مصر في ظل الحكم الديني, رحبت الجبهة السلفية بتأسيسها. وقال الدكتور خالد سعيد المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية, إنه لا بأس من أن يقوم الأقباط بتأسيس جماعة علي غرار جماعة الإخوان المسلمين, وأضاف: مادام أن( جماعة الإخوان المسيحيين) ستعمل في إطار قانوني يتفق مع الشريعة والعقيدة المسيحية, وتستهدف مصلحة الوطن فلا بأس في ذلك وشدد الدكتور محمد نور المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي علي أنه مادام أن جماعة الإخوان المسيحيين ستنشأ في الإطار القانوني وتهدف لخدمة الوطن فأهلا بها. ومن جهته أكد الدكتور طارق الزمر المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية أن إنشاء جماعة الإخوان المسيحيين لا يمثل إلا رد فعل انفعاليا من بعض رموز المجتمع القبطي لإثارة القلاقل في مواجهة الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي ومحاولة لاثبات الحضور بطريقة طائفية. وقال الزمر إن هذه الفكرة لن يكتب لها النجاح لأن الأقباط في مصر لن يستجيبوا لها. وأشار إلي أن الجماعة دعا لتأسيسها التيار القبطي الرافض للثورة والمؤيد للفريق أحمد شفيق والذي يري ان استمرار ولاية الدكتور محمد مرسي هو استمرار لنجاح الثورة وقال إن تأسيس هذه الجماعة لو تم يجب ان يتحقق من خلال الأطر القانونية وبما لا يتعارض مع مبادئ الدستور ومصلحة الوطن. ومن جانبه, أكد حزب الجبهة الديمقراطية أن تأسيس جماعة الإخوان المسيحيين اسوة بجماعة الإخوان المسلمين يعتبر بداية لتنفيذ مخطط جديد لتقسيم مصر علي أساس عقائدي وتحويلها إلي نموذج آخر من دولة السودان أو لبنان. وقال السعيد كامل رئيس الحزب إن تأسيس جماعة الإخوان المسيحيين سوف يعطي مبررا للدول الأجنبية للتدخل في شئوننا الداخلية, مشيرا إلي أن كل فصيل سيجد من يدعمه بالخارج وربما يكون هناك مخطط أكبر لظهور طوائف أخري كالبهائية. واضاف رئيس حزب الجبهة أن( الطائفية) اصبحت تهدد مصر وهناك أطراف أجنبية تزكي هذه الروح وتزكي النزعة الانشقاقية في مصر وتريد أن تدخل مصر في معارك تثقل كاهلها حتي لا تستطيع أن تحدث نهضة تنموية شاملة وتنشغل بهذه الصراعات. وحذر أحمد بهاء الدين شعبان الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري من أن تأسيس هذه الجماعة وسيزيد الاحتقان الطائفي خاصة بعد تشكيل عشرة أحزاب علي أساس ديني بعد الثورة وسيطرة الإسلاميين علي مفاصل المجتمع. وقال إن هذه الجماعة لن يكتب لها النجاح فالعلاقة بين المصريين المسلمين والأقباط رغم توترها أحيانا, إلا انها قادرة علي تخطي كل الازمات. ومن ناحيته قال المفكر القبطي مدحت بشاي: إن استنساخ جماعة من فكرة جماعة الإخوان المسلمين خطأ كبير, سيشجع فكرة الدولة الدينية وسيقسم الوطن إلي تقسيم طائفي, كما أشار إلي أن هناك العديد من الائتلافات والتشكيلات الأخري التي يمكن دعمها والبدء من خلالها بدلا من استنساخ جماعة الإخوان المسلمين. ولفت بشاي إلي أن الشباب القبطي قد خرج من أسوار الكنيسة وتحرر بعد ثورة25 يناير وأصبح يتكلم في السياسة مثل ائتلاف شباب ماسبيرو, وموقع أقباط متحدون صاحب التجربة الفريدة والناجحة والتي كانت تستحق الدعم فهو ينمي الحوار وتقبل الآخر, كما انه شكل عصري ومناسب للبدء من خلاله في إنشاء جماعة وطنية. من ناحيته رفض الدكتور جمال أسعد المفكر القبطي فكرة تأسيس جماعة الإخوان المسيحيين لأنها ستعطي الفرصة لترسيخ وتأكيد الدولة الدينية, كما ستعطي جماعات الإسلام السياسي حجة إقامة الدولة الدينية, كما ستدعم الانقسام داخل صفوف المجتمع المصري وتصبح جماعة الأغلبية وهم مسلمون وجماعة الأقلية وهم مسيحيون.