تستقبل مصر اليوم ضيفها الكبير البابا فرانسيس بابا الفاتيكان فى زيارة مهمة وخاصة للغاية، لاسيما أنها تأتى بعد أقل من ثلاثة أسابيع من تفجير كنيستى طنطا والاسكندريه يوم 9 أبريل الجارى، وقد راهن الإرهابيون ورعاتهم على تأجيل الزيارة ولكن خاب سعيهم وظنهم واتفقت ارادة مصر وبابا الفاتيكان على محاربة الارهاب وإتمام الزيارة، التى تستحق أن تسمى زيارة مواجهة الإرهاب بالحب والسلام. وقبل أن يصل البابا_فرانسيس الى أرض مصر وجه رسالة للشعب المصري، جاءت كلماتها غاية فى البساطة والرقى، وقال فيها إنه سيأتي إلى القاهرة اليوم كصديق ورسول سلام، شاكراً دعوته إلى «أم الدنيا»، معربا عن أمله في أن تكون زيارته مساهمة للحوار بين الأديان مع العالم_الإسلامي، والحوار المسكوني مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وقال البابا في نص الرسالة: «شعب مصر الحبيب السلام عليكم، بقلب فرح وشاكر، سأزور بعد أيام قلائل وطنكم العزيز: مهد الحضارة، وهبة النيل، وأرض الشمس والضيافة، حيث عاش الآباء البطاركة والأنبياء، وحيث الله، الرؤوف والرحيم، القدير والواحد، أسمع صوته». وأضاف: «إنني سعيد حقا أن آتي كصديق، وكمرسل سلام، وكحاج إلى الأرض التي قدمت، منذ أكثر من ألفي عام، ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة، عند هربها من تهديدات الملك هيرودس، يشرفني أن أزور الأرض التي زارتها العائلة المقدسة». وتابع: «أحييكم بمودة وأشكركم على دعوتكم لي لزيارة مصر، والتي تسمونها ( أم الدنيا)». وقال بابا الفاتيكان: «جزيل الشكر للرئيس عبد الفتاح #السيسي والبابا تواضروس الثاني، و #شيخ_الأزهر، شكرا جزيلا لكل واحد منكم على دعوتكم لي؛ كما أشكر كل واحد منكم، أنتم الذين ستفتحون قلوبكم لاستقبالي أشكر كذلك جميع الأشخاص الذين عملوا، ويعملون، من أجل تحقيق هذه الزيارة.». وأضاف: «أتمنى أن تكون هذه الزيارة بمثابة عناق تعزية وتشجيع لجميع مسيحيي_الشرق_الأوسط، ورسالة صداقة وتقدير لجميع سكان مصر والمنطقة، ورسالة أخوة ومصالحة بين جميع أبناء إبراهيم، وبصفة خاصة، مع العالم_الإسلامي الذي تحتل مصر فيه مكانة رفيعة.» وأكد أن «عالمنا، الممزق من العنف الأعمى الذي ضرب أيضا قلب مصر، يحتاج للسلام، وللمحبة، وللرحمة، إنه يحتاج لصانعي السلام، لأشخاص أحرار ومحررين، لأشخاص شجعان يعرفون كيف يتعلمون من الماضي ليبنوا المستقبل، من دون أن ينغلقوا في الأحكام المسبقة؛ إنه يحتاج إلى بناة جسور للسلام والحوار والأخوة والعدل والإنسانية». واختتم البابا قائلا: «من فضلكم صلوا لأجلي، شكرا، وتحيا مصر». والبابا فرنسيس ، الذى ولد باسم خورخي ماريو بيرجوليو، هو بابا الكنيسة الكاثوليكية بالترتيب السادس والستون بعد المائتين، بدءًا من 13 مارس 2013. وبحكم كونه البابا، فهو خليفة بطرس، واحد من تلاميذ السيد المسيح وأسقف روما، انتخب البابا فرنسيس في أعقاب مجمع انتخابي هو الأقصر في تاريخ المجامع ويعتبر الحبر الأعظم، أول بابا من العالم الجديد وأمريكا الجنوبية والأرجنتين، كما أنه أول بابا من خارج أوروبا منذ عهد البابا غريغوري الثالث (731 - 741). وقد شغل منصب رئيس أساقفة بيونس آيرس قبل انتخابه بابا، وكان يوحنا بولس الثاني قد منحه الرتبة الكاردينالية عام 2001. اختار البابا اسم فرنسيس تأسيًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، أحد معلمي الكنيسة الجامعة، «والمدافع عن الفقراء، والبساطة، والسلام» وهو يتقن البابا اللغات الإسبانية، واللاتينية والإيطالية،والألماني والفرنسية،والأوكرانية، بالإضافة إلى الإنكليزية . تم تنصيب البابا بشكل رسمي في ساحة القديس بطرس يوم 19 مارس 2013، في عيد القديس يوسف في قداس احتفالي؛ وعرف عنه على الصعيد الشخصي وكذلك كقائد ديني، التواضع ودعم الحركات الإنسانية والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية وتشجيع الحوار والتواصل بين مختلف الخلفيات والثقافات. بعد انتخابه حبرًا أعظم، ألغى الكثير من التشريعات المتعلقة بالبابوية على سبيل المثال أقام في بيت القديسة مرثا لا في المقر الرسمي في القصر الرسولي، ووصف بكونه «البابا القادر على إحداث تغييرات». وبعد انتخاب البابا، رحب رجال الدين المسلمين في الأرجنتين بخبر انتخابه، وقالوا في بيان أنه «أظهر نفسه دائمًا كصديق للمجتمع الإسلامي»، وأنه شخص يقف موقف «الداعم» . كان البابا خلال رئاسته أساقفة بيونس آيرس قد زار مسجد ومدرسة إسلامية في المدينة، ودعا إلى تعزيز العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والإسلام. وقال سومر النوفري، وهو الأمين العام للمركز الإسلامي في الأرجنتين إن الإجراءات التي اتخذها البابا في الماضي جعلت من خبر انتخابه سبب «فرح في المجتمع الإسلامي في الأرجنتين، وتوقع تعزيز الحوار بين الأديان»؛ وقال أيضًا أنه خلال عقد من الزمان ساهم البابا مساهمة فعالة في الحوار بين المسيحيين والمسلمين. في حين دعت منظمة التعاون الإسلامي «لتحسين العلاقات» مع الإسلام وقال أمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلو أنه يجب استثمار المناسبة «لاستعادة الصداقة الحميمية. وأرسل أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، تهانيه للبابا الجديد، وفي اللقاء الأول للبابا مع سفراء نحو 180 دولة حول العالم، قال أنه سيهتم «بشكل خاص، بالحوار ورحب بحضور الكثير من القادة المدنيين والدينيين قداس تنصيبه، وخلافًا للقانون الكنسي خلال استذكار غسل المسيح أرجل تلاميذه، قام البابا بالغسل لاثني عشر شخصًا اثنان منهم مسلمين. كما فعل السيد المسيح لتلاميذه الإثنى عشر.