العلاقات المصرية السعودية يصنفها الخبراء والساسة ومحللو العلاقات الدولية بأنها إستراتيجية وقوية وتضرب بجذورها فى عمق التاريخ، كما أنها لا تتأثر باى عارض، ولكل بلد منهما قدره ومكانته فى محيطه الإقليمى والدولى والإسلامي إذ أنهما بكل المقاييس قطبان رئيسيان فى النظام الإقليمى العربي، وتلعبان دورا مهما فى تحقيق التضامن العربي، كما تتشابه التوجهات بين السياستين المصرية والسعودية حيال العديد من المشكلات والقضايا الدولية كما تتلخص سياسة البلدين تجاه بعضهما باحترام سيادة كل دولة والوقوف معها. وكانت المملكة العربيه السعودية فى مقدمة الدول الداعمة لمصر بعد ثورة 30يونيو وقادت ضغوطًا كبيرة على الغرب للاعتراف بالثورة، وشدد العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز فى ذلك الوقت وعقب الثورة على دعم الاقتصاد المصرى وأن مصر لن تكون بحاجة للغرب . وكان للزيارات المتبادلة بين قيادتى البلدين ووزيرى الخارجية بجانب الوفود الرسمية لمناقشة جميع الملفات سواء السياسية أو الاقتصادية دور مهم فى استمرارية تقوية العلاقات بين البلدين حيث كان اللقاء المهم للملك السابق عبد الله بن عبد العزيز فى مطار القاهرة بعد تولى الرئيس السيسى مقاليد السلطة بمثابة الرسالة الأكثر وضوحا فى تأكيد عمقها وأيضا وحدة أهدافها فى المرحلة الحالية، ثم قام الرئيس السيسى بزيارة للمملكة العربية السعودية حيث التقى الملك عبد الله بن عبد العزيز، وعُقدت بينهما جلسة مباحثات تناولت مجمل الأحداث التى تشهدها الساحات الإسلامية والعربية والدولية، ثم تكررت زيارة الرئيس للسعودية لعقد لقاءات ومباحثات مع العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد توليه السلطة واستقبل مبعوثين عدة من المملكة حاملين رسائل من العاهل السعودى ثم كانت الزيارة المهمة للعاهل السعودى لمصر خلال ابريل 2016 والتى تم خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة . وجاءت الزيارة الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسى الى السعودية لتعيد تأكيد العلاقات الثنائية التاريخية للبلدين و التحديات الكبرى التى تواجه الأمة العربية وسُبل دعم العلاقات الثنائية والاقتصادية بين البلدين وكذلك تعزيز العلاقات الاستراتيجية والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها مكافحة الإرهاب الذى بات يمثل تهديداً لأمن واستقرار الأمة العربية بل والمجتمع الدولى بأكمله. وكشف لقاء قيادتى البلدين على هامش القمة العربية بالأردن عن قوة العلاقة بينهما بما يعود بالنفع المشترك على البلدين فى إطار روابطهما التاريخية القوية كما، تم تبادل دعوات الزيارات بين العاهل السعودى والرئيس السيسى وتم تأكيد تطابق الرؤى بين السعودية ومصر فى كل المجالات و الأزمات التى تواجه المنطقة . كما لعبت الدبلوماسية المصرية دورا مهما فى تقوية العلاقات ودعمها بين البلدين حيث شهدت فترة ما بعد ثورة 30يونيو لقاءات وزيارات ومشاركات مكثفة من الجانبين سواء فى المحافل الدولية أو الاقليمية أو على المستوى الثنائى وقام عادل الجبير وزير الخارجية السعودى بعدة زيارات لمصر التقاه خلالها الرئيس السيسى وسامح شكرى وزير الخارجية، كما قام وزير الخارجية المصرى بدوره بزيارات عديدة للسعودية لبحث الملفات السياسية المختلفة على الساحتين الاقليمية والدولية وأخيرا اتفق الجانبان على عقد جولة مشاورات سياسية قريباً لتناول كل القضايا ذات الاهتمام المشترك. وكانت تأكيدات وزير الخارجية سامح شكرى فى لقاءات عديدة إن العلاقات السعودية المصرية وثيقة وقوية والرباط الذى يربط الشعبين رباط قوي، كما أن العلاقة الإستراتيجية بين البلدين لا غنى عنها لتحقيق الاستقرار فى المنطقة ومواجهة التحديات المشتركة .