أدانت الدول الغربية استخدام روسيا «الفيتو» فى مجلس الأمن الدولى ضد مشروع قرار أمريكى بريطانى فرنسى بإدانة الحكومة السورية على استخدام "الكيماوي" فى قصف بلدة خان شيخون، فى حين أصرت روسيا على أنها لن تقبل أى قرار من هذا النوع من دون أدلة أو إجراء تحقيق، فى الوقت الذى اتهمت فيه دمشق علنا كلا من فرنسا وقطر وتركيا بتسليم غاز السارين إلى الإرهابيين فى سوريا لاستخدامه. ففى موسكو، أكد سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى أن موسكو قلقة لسعى شركاء فى مجلس الأمن للتملص من تحقيق منصف فى الهجوم الكيميائى المفترض فى سوريا، وقال إن موسكو مستعدة لإجراء تحقيق بشأن هجوم خان شيخون، ولكن يجب أن يكون هناك خبراء من روسيا ودول الغرب ضمن المحققين، وأضاف أن بلاده لن تقبل أى قرار دولى يدين دمشق دون أدلة أو تحقيق. وتابع أن روسيا لا تراهن على الرئيس السوري، مشيرا إلى أنها ستستغل علاقاتها مع دمشق لحثها على التعاون الكامل حول حادث خان شيخون. وفى باريس، اعتبر الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أن روسيا "تتحمل مسئولية ثقيلة" بعد استخدامها حق الفيتو، متهما موسكو بأنها تحمى "حليفها الأسد، وتعرقل التوصل إلى حل للأزمة". وقال أولاند "إنها المرة الثامنة التى تختار فيها روسيا الوقوف ضد الأغلبية فى مجلس الأمن الدولي"، مؤكدا أن "فرنسا لم تدخر جهدا، بما فى ذلك إزاء روسيا، للتوصل إلى توافق على هذا النص". من جانبه، أعرب بوريس جونسون وزير الخارجية البريطانى عن "استيائه" من لجوء روسيا إلى الفيتو، وقال جونسون فى بيان صدر فى لندن إن "هذا الأمر يظهر أن حجة روسيا خاطئة". وفى برلين، حثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على اتباع الحلول السياسية والدبلوماسية مع سوريا، مشددة على أن القضية لا يمكن أن تحل بالطرق العسكرية. وفى واشنطن، اعتبر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن الفيتو الروسى كان متوقعا، ودعا إلى "تفاهم" بين الولاياتالمتحدةوروسيا تجاه سوريا. وقال ترامب على هامش لقائه مع ينس ستولتنبيرج أمين عام حلف شمال الأطلنطى "الناتو" إنه "سيكون أمرا رائعا إذا استطاع حلف شمال الأطلنطى وبلادنا التفاهم مع روسيا حاليا، لسنا متفاهمين مع روسيا إطلاقا، بل يمكن أن نكون قد تراجعنا إلى أدنى مستوى فى التاريخ". وأكد ترامب أنه لن يتردد فى الرد عسكريا إذا استخدم الأسد مجددا أسلحة كيميائية، كما شدد على أنه لن يغير قراره بشأن منع اللاجئين السوريين من دخول الولاياتالمتحدة، مقترحا أن تشارك دول الخليج فى إقامة مناطق آمنة محتملة فى سوريا، قائلا "لدى دول الخليج كميات كبيرة من المال لا ينفقون الكثير منها". وكان بشار الجعفرى مندوب سوريا فى مجلس الأمن قد وجه اتهامات إلى فرنسا وقطر وتركيا بالتواطؤ فى حادثة "خان شيخون"، قائلا إن "فرنسا وقطر وتركيا سلمت غاز السارين إلى الإرهابيين". وسرد المندوب السورى فى الأممالمتحدة تفاصيل عن نقل غاز السارين من ليبيا، مشيرا إلى أن "عملية النقل تمت عبر طائرة مدنية تركية". وقال الجعفرى إن الولاياتالمتحدة فبركت هجوم خان شيخون بمساعدة الإرهابيين بهدف "التدخل فى سوريا على غرار ذريعة الحرب على العراق". وفى تصريحات مقتضبة لشبكة "سى إن إن" الأمريكية، علق الجعفرى على وصف ترامب للرئيس الأسد ب"الجزار"، وقال عقب جلسة مجلس الأمن "الأمر لا يستحق التعليق على مثل هذه التصريحات .. شيء يرثى له أن نسمع مثل تلك التصريحات غير المسئولة والاستفزازية من أهم قائد فى العالم الغربى .. أشعر حقا بالخزي". وفى غضون ذلك، وصل فريق خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى تركيا أمس، للتحقيق فى الهجوم بالغازات السامة فى بلدة خان شيخون. وذكرت مصادر أن مهمة الفريق هى "تقصى الحقائق"، حيث ستجمع عينات حيوية وتجرى مقابلات مع الناجين.