الأساليب العلاجية الحديثة لعلاج أمراض العيون المنتشرة مثل مشكلات انسداد القناة الدمعية وأمراض الجفون العلوية، بالاعتماد على تقنيات جديدة للتغلب على مشكلات الجراحات المعتادة وتجنب إحداث فتحات خارجية بجفن العين. وهو ما يساعد على تقديم خيارات علاجية أكثر أمانا وقبولا من جانب المريض. وهو ما استعرضه الاجتماع السنوى للجمعية الرمدية المصرية والذى يعد أكبر اجتماع علمى مصرى يستهدف مناقشة الجديد فى مجال تشخيص وعلاج طب العيون، وتبادل الخبرات ونقلها إلى شباب الأطباء. قال د. عصام الطوخى أستاذ العيون بطب القاهرة ورئيس قسم جراحات الجفون والجهاز الدمعى ومدير المركز القومى للعيون سابقا، إنه أسلوب حديث لعلاج أمراض الجفون العلوية دون فتح خارجى ودون ترك آثار أو ندوب مما يشجع المرضى على إجرائها ويضمن العلاج المبكر. مشيرا إلى العديد من المشكلات التى تصيب الجفون العلوية مثل ارتخاء أو ترهلات أو انتفاخات أو أورام وهو مايتطلب التدخل جراحيا بالطريقة المعتادة بعمل فتح خارجى على جلد الجفن ومن ثم خياطته بشكل جمالى. ويضاف لهذه الأسباب حالات انقلاب الجفن وانقلاب الرموش للداخل نتيجة الإصابة بميكروب «التراكوما» المتوطن فى مصر، وتشير التقديرات الطبية لارتفاع نسبة الإصابة لنحو 29% من السكان. وفى حالة تأخر العلاج يتسبب فى حدوث تقرحات وعتامات بالقرنية وربما فقدان البصر. ويتم استخدام الأسلوب الجديد بالكشف أولا على المريض واختبار قوة عضلة الجفن العلوى من أجل تحديد إمكانية التدخل من داخل الجفن دون فتح وكذلك مقدار التدخل. ويعتبر هذا الأسلوب هو الأمثل فى حالات الارتخاء البسيط 2مم أو أقل، وحالات الترهل والانتفاخات غير المصحوبة بضعف عضلة الجفن، وأيضا حالات الارتخاء الناتج عن استخدام العدسات اللاصقة أو التقدم فى السن أو بعد عمليات العيون الأخرى مثل الليزك والمياه البيضاء. ويوضح د. الطوخى أنه تمت دعوته لنشر هذا الأسلوب المبتكر فى فصل كامل بأحد أهم المراجع الأمريكية العالمية فى جراحة الجفون باسم manual of Oculoplastic surgery خلال شهر فبراير الماضى. كما تم وضعه فى كتيب منظمة الصحة العالمية لمكافحة العمى الناتج عن مرض «التراكوما» وتعميمه على دول العالم التى تعانى المرض مع التوصية باعتباره هو الأسلوب الأمثل للتعامل الجراحى مع الجفون العلوية بهدف تقليل احتمالية الإصابة بالعمى والحفاظ على الشكل الجمالى للجفن. كما استعرض د. الطوخى استخدام موسعات “ السيسلر “ كأسلوب بديل عن الجراحات التقليدية فى علاج حالات انسداد القناة الدمعية العليا. والذى يعتبر أخطر الأمراض التى تصيب القنوات الدمعية نظرا للمضاعفات وصعوبة العلاج، وتصل نسبة الإصابة بمشكلات القنوات الدمعية إلى نحو 6% مابين حالات انسداد أو جفاف أو زيادة إفراز للدموع. ويكون الانسداد نتيجة عدة عوامل من بينها العيوب الخلقية فى تكوين القنوات الدمعية منذ الولادة، أو التهابات العين المتكررة، أو الاستخدام المفرط للقطرات وهى عادة خاطئة منتشرة بين المرضى. وهو ما يسبب للمريض الشكوى من الدموع المستمرة والحكة بالعين والتهابات الجفون التى تؤدى بدورها إلى مزيد من الدموع والالتهاب. كذلك يشكل انسداد القنوات الدمعية مشكلة فى التخلص من الإفرازات الضارة والميكروبات حيث تعتبر هذه القنوات مجرى طبيعيا لتصريف هذه الإفرازات للأنف لحماية العين من أضرارها. وفى حالة الانسداد تتراكم الإفرازات مؤدية إلى التهابات شديدة ومتكررة بالملتحمة والقرنية أو ظهور خراج بالكيس الدمعى وقد تصل فى بعض الحالات إلى تكوين الحصوات الدمعية. ويوضح د. الطوخى أن الأسلوب الجديد يعتمد على استخدام موسع خاص للقنوات يسمى موسع “سيسلر” الذى يدخل من خلال فتحة القناة الطبيعية بالميكروسكوب الجراحى دون فتح خارجى ويبدأ فى إزالة التليف المؤدى للانسداد بدقة إلحاق أى ضرر بالأنسجة الطبيعية المجاورة. ويتم بعدها مباشرة تركيب دعامة لينة مؤقتة لضمان استمرار التوسيع. ويناسب هذا الإجراء كلا من المرضى الكبار والأطفال، إذ يتم باستخدام مخدر موضعى باستخدام ميكروسكوب دقيق دون الحاجة لعمل فتحات خارجية. ويؤدى إلى تحسن ملموس فى شكوى المريض ويقلل فرص الالتهاب المتكرر. لافتا إلى أن هذا الأسلوب الحديث ينتشر استخدامه فى الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ 8 سنوات، وتم إدخاله فى مصر منذ ثلاث سنوات وتم استخدامه مع عشرات المرضى بنسب نجاح بلغت نحو 70%. ويمتاز هذا الأسلوب بإعفاء المرضى من اللجوء للطرق المعتادة من جراحة توسيع القنوات أو استبدالها بالكامل ورزع قناة دائمة مصنعة، وهو مايتطلب إجراء توسيع مصاحب فى عظام الأنف إلى جانب ارتفاع التكلفة لهذه القناة الصناعية.