وسط أجواء ساخنة يواصل موسم أصيلة الثقافي الدولي34 بالمغرب أعماله اليوم الثلاثاء بندوة المرأة والديمقراطية في العالم العربي, بمشاركة عشرات من الشخصيات المهتمة بقضايا المرأة والديمقراطية من مختلف أنحاء الوطن العربي. تناقش الندوة التي تستمر3 أيام دور الأحزاب والقوي السياسية, وأهمية إشراك المرأة في العمل الديمقراطي, ومشروعات وخطط التنمية التي تنفذ بالعالم العربي, وأهمية مراجعة التشريعات والقوانين ونظم التعليم بما يؤمن حضورا فاعلا للمرأة العربية في مختلف المجالات, بخاصة في ظل المتغيرات والتحولات السياسية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة العربية حاليا, وتستوجب عدم الاكتفاء بمجرد السعي لدخول المرأة البرلمانات, ولكن أيضا الإسهام في إنجاح المؤمنين بقضاياها كي يتبنوا الحقوق الديمقراطية للنساء. وكانت أصيلة قد شهدت افتتاحا ساخنا لموسمها يوم الجمعة الماضي, حيث ألقت أحداث الربيع العربي والتقلبات المالية والاقتصادية التي تحياها بعض دول أوروبا بظلالها علي الندوة الافتتاحية وعنوانها مياه المتوسط المتحركة: أزمة الشمال وحراك الجنوب وشهدت نقاشا ساخنا اتسم بالغني والخصوبة حول العلاقة بين شمال البحر المتوسط وجنوبه ومصير مشروع الاتحاد من أجل المتوسط في ضوء هذه التحولات والمتغيرات بمشاركة نخبة من السياسيين والمفكرين العرب والأجانب. وفيما دعا وزير الخارجية والتعاون المغربي الأسبق والأمين العام لمنتدي أصيلة الثقافي محمد بن عيسي دول البحر المتوسط إلي عدم الانكفاء علي الذات وممارسة جهد متكامل في التفكير, والنظر إلي المشكلات المستعصية في شموليتها وانعكاسها علي الفضاء المتوسطي مشيرا إلي التداعيات الحاضرة الماثلة بقوة في صورة تحديات تجري فوق ضفاف المتوسط الجنوبية والشمالية والشرقية, حيث الأوضاع عالية الضغط, مطالبا بإجراء مراجعة نقدية للسياسات والبرامج التي يرتكز التعاطي مع إشكاليات الديمقراطية والتنمية التي تواجه بلدان ضفتي المتوسط. وأكد رئيس وزراء إسبانيا الأسبق خوزيه لويس ثباتيرو أن أمواج المتوسط لا تزال تتلاطم وتتداخل مع بعضها وتؤثر أزماتها ببعضها البعض كما يحصل الآن في الأزمة المالية في أوروبا,واستطرد: إن التوقعات في دول الغرب كانت تشير الي مزيد من الخلل مع العالم الغربي خاصة بعد عملية11 أيلول2001, مع خشية أن يؤثر ذلك علي علاقات الدول العربية والإسلامية مع الغرب, لكن ما حدث عكس عطشا للديمقراطية لدي العرب, معتبرا الأزمات التي أعقبت الثورات العربية أمرا طبيعيا في تحول ديمقراطي, وتوقع أن تتوسع الديمقراطية من خلال ترسيخ قيمها لدي الشعوب العربية مع مرور الوقت. وأكد الحبيب بن يحيي الأمين العام لاتحاد المغرب العربي وزير خارجية تونس الأسبق ضرورة استيعاب الدروس من التاريخ المشترك لفهم الآخر, مشيرا إلي وجود25 دولة علي ضفتي البحر الأبيض المتوسط عايشت منذ قديم الزمان أزمات بما فيها حروب عالمية, وشاهدت ماذا تفعل الحروب بالمستقبل الأممي. وتحدث عن تأثير أزمات دول الضفة الشمالية الأوربية للمتوسط علي دول ضفته الجنوبية من دول المغرب العربي منذ أزمتي2007 م و2008م, ثم وصول أزمة وول ستريت عبر دول أوروبا لدول المغرب العربي أيضا. ووصف وزير الخارجية الإيطالي الأسبق فرانكو فراتي الاستقرار السابق في الدول العربية بأنه كان مصطنعا علي حساب حرية وحقوق الأفراد, ودعا أوروبا للتكفير عن أخطائها في دعم الديكتاتوريات العربية البائدة, وأن تؤسس لشراكة عميقة مع العرب مشددا علي ضرورة احترام الأقليات والمرأة في سورية ومصر والبحرين.وطالب أن يستبدل بمبدأ التسامح مبدأ التشارك, لأن التسامح يعني تحمل الآخر بدون محبة فيما التشارك يحقق التقدم المطلوب توافره خاصة في دول جنوب المتوسط. وناشد دول أوروبا فتح باب الهجرة الممنهجة لمواطني الجنوب كالطلاب والتجار والصناعيين, من اجل تفويت الفرصة علي المتطرفين لإجهاض ما تحقق في دول الربيع العربي. وعبر محمد الحسن ولد لبات وزير الخارجية الموريتاني الأسبق عن أمله أن يعزز الإسلاميون اقترابهم من أفكار الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان.! ويتم يومي السبت والأحد7-8 يوليو تكريم المفكر المبدع محمد العربي المساري, وخصص يوم الأربعاء11 يوليو لخيمة الإبداع التي تضم مبدعين من شتي الأقطار, وتختتم الندوات بندوة دور النخب في أفق بناء الاتحاد المغاربي التي تقام علي امتداد3 أيام من الخميس12 يوليو وحتي السبت14 يوليو. ويختتم الموسم يوم الأحد15 يوليو الجاري.