من الصعب أن يحاول المؤرخ رصد لهذه العلاقة بين مصر والقضية الفلسطينية، منذ وعد بلفور عام 1917 إلى العصر الحديث فى عدة مجلدات وصلت إلى خمسة من العمل الضخم وبتوجيه من مجلس الوزراء فى عام 2009؛ وقد استطاع المؤرخ عادل حسن غنيم (المشرف والمحلل) مع غيره من المؤرخين والأساتذة الكبارمنهم (مع حفظ الالقاب العلمية) عاصم دسوقى وأحمد زكريا الشلق وجمال شقرة وعبد المنعم الجميعى وعماد أبوغازى ولطيفة سالم ومحمد عفيفى جمال محمود حجر وعماد جاد ومحمد خالد الأزعروخلف الميرى وزكى البحيرى وعواطف عبدالرحمن ومحمد عبدالمؤمن والسيد فليفل وعبد الناصر حسن.. وغيرهم من المؤرخين المتخصصين؛ بل ومن الباحثين العسكريين فضلا عن المشاركة بهذا الجهد الكبيرعبر توفير الوثائق والبيانات والمعلومات الخاصة من هيئة البحوث العسكرية ووزارة الخارجية وإدارات الأمن المصرى ودار الوثائق القومية .. إلى غير ذلك من «المصادر الحية» المعاصرة التى تؤكد جميعها دور مصر الرائد سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا فى التعامل مع القضية الفلسطينية. وقد حرصت الموسوعة فى أجزائها الأولى أن ترصد أن كثيرين كتبوا عن قضية فلسطين وحرب 1948 إلى غير ذلك من قضاياها؛ غير أن كثيرا من الحقائق التاريخية ظلت غائبه وهو ما حاول هذا الجهد الكبير رصده من الحرب العالمية الأولى (وتحديدا مع وعد بلفور) وقد كان الاهتمام منذ فترة مبكر بهذا الوعد لخطورة الأحداث العربية والدولية التى أعقبت ذلك وهوما كان لابد من رصده فى المقام الأول خاصة من موقف مصر من القضية، حيث تتوالى الأجزاء التى صدر منها المجلد الرابع بجزءيه هذه الأيام. وعلى هذا النحو، فإن المجلدات السابقة الثلاثة - تتناول هذه المرحلة من الحرب العالمية الأولى مرورا – مع الجزء الرابع هنا - بعام العدوان الثلاثى على مصر1956 ثم حرب 1967 والاستنزاف وحرب 1973 وذلك عبر وعى تاريخى شامل، حيث راحت مصر تتبنى العمل الوطنى الفلسطينى ومواقف التنظيم السياسى والشعبى والدبلوماسية المصرية والأدب والفن المصرى من القضية فضلا عن رصد علمى لموقف مصر من الدعم الامريكى والغربى لإسرائيل ودور مصر فى المنظمات المحلية والإقليمية والدولية من القضية. بالرغم أنه تم رصد كل هذه الفترة من القرن العشرين، الا أن الباحثين واجهوا صعوبة فى الاستفادة من الوثائق العسكرية الخاصة بحربي1967 و1973 وخاصة التقارير والدراسات المهمة المتعلقة بالحروب من عام 1948 حتى أكتوبر، حيث إن د. عادل غنيم المشرف على الموسوعة والمحرر لها، لم يتح له تصوير»أية وثائق متاحة» عن حروب هذه الفترة وهو ما دفع د. عادل الى دعوة الجهات المتخصصة بتزويد المؤرخ بمثل هذه الوثائق بما لا ينال من الأمن القومى فقد آن الأوان وفق فى تعبيره «إتاحة الوثائق الخاصة بتلك الحروب لدراسة الباحثين والمؤرخين وتحليلاتهم وإلزام جميع الوزارات بتسليم ما لديها من وثائق إلى دار الوثائق القومية حتى تتعرف الأجيال المتعاقبة على تاريخها الحقيقي».