تباينت ردود فعل القوي السايسية ازاء خطاب الرئيس الدكتور محمد مرسي في ميدان التحرير ففي حين وصفه البعض بأنه كان خطابا شعبويا استهدف مشاعر المواطنين قال آخرون إنه ركز علي أمور إيجابية كالمصالحة الوطنية, وإنه لا سلطة فوق إرادة الشعب. وأكد سامح عاشور نقيب المحامين ورئيس الحزب الناصري أن كلمة الرئيس محمد مرسي في الميدان التي ألقاها امس الاول في مليونية تسليم السلطة خطبة حماسية للتواصل الجماهيري. ورأي ان الدكتور مرسي سار علي درب عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الاسبق عندما جاء الي الميدان عقب توليه منصب رئاسة الوزراء بعد ان أتي به الثوار ثم لم يتحمل غضب الميدان واطاح به عندما فشل في تحقيق مطالبهم. ومن جانبه اكد حسين عبد الرازق الامين العام لحزب التجمع ونائب رئيس الحزب ان خطاب الرئيس المنتخب ليشكر المتجمعين في الميدان علي مساندتهم له فهو يتحدث عن المصالحة الوطنية. وفيما يتعلق بحلفه لليمين الدستوري بنصه في الميدان اوضح أن ذلك يكشف عن نوع أو بداية للتضاغط غير المباشر بينه وبين المجلس العسكري الذي لم يحول السلطة التأسيسية حتي قيام الدستور مؤكدا ان هذا امر لابد من التنبيه له. ومن ناحيته رأي عبدالغفار شكر وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي أن خطاب الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي الذي ألقاه أمام الحشود في ميدان التحرير تدارك سلبيات الخطاب الأول وما فاته في هذا الخطاب بالإشارة إلي الفنانين والأدباء والمثقفين ورجال الإعلام والعاملين بالسياحة إلي جانب بعض المحافظات التي لم يذكرها. وأكد أنه اضفي علي الخطاب طابعا سياسيا وأوجد تفاعلا وجدانيا بينه وبين المواطنين بالتأكيد أنه من الثورة من خلال ترديده أهم شعاراتها, مشيرا إلي أن هناك قضايا مهمة تم الإشارة إليها وهي موضع توافق مثل العفو عن المدنيين الذين حوكموا أمام محاكم عسكرية والالتزام بالدولة المدنية الدستورية ورفض التبعية وإحياء الدور الإقليمي لمصر. وقال شكر إن الفيصل بيننا هو أن يتخذ مواقف عملية وان يكون أول قرار له بعد حلف اليمين هو العفو عن المدنيين المحكوم عليهم عسكريا. وبدوره رأي حلمي سالم رئيس حزب الأحرار أن الخطاب حماسي جماهيري حاول من خلاله الدكتور محمد مرسي أن يوجد صلة مباشرة مع الجماهير ويؤكد لهم أن الشعب هو مصدر السلطات في إشارة إلي أنه لاسلطة في مصر إلا للشعب وانه إذا كانت هناك أي ارهاصات أو مؤشرات تشير إلي ان هناك أي مؤسسة في الدولة لها سلطة فإن سلطاتها تذوب مع سلطة الشعب الذي وعده بان يكون مرجعيته وانه سيعود إليه لو حدث أي خلاف بينه وبين أي سلطة أو مؤسسة من مؤسسات الدولة. وقال إن ذلك كان واضحا عندما اقسم القسم الذي من المفترض أن يؤديه أمام المحكمة الدستورية العليا كما هو مرتب له فاذا به يقسم ويؤديه امام الجماهير التي احتشدت في ميدان التحرير في اشارة إلي انه يؤكد ان الشرعية الحقيقية هي بين هؤلاء الجماهير التي أتت به رئيسا للجمهورية. وأوضح أنه لم ينطق كلمة ميدان التحرير طوال خطابه بل سماه ميدان الشهداء ميدان الثورة, لافتا إلي انه بدأ خطابه بهذه العبارات الحماسية بالحرية والثورية وهكذا استمر خطاب الرئيس مرسي حريصا فيه علي أن يؤكد التحية لمن اغفل تحيتهم في خطابه السابق وتأكيده انه رئيس لكل المصريين باختلاف انتماءاتهم وطوائفهم ودياناتهم وأعمارهم وإعلانه انه سيكون للشعب كله الذين لم يؤيدوه والذين أيدوه أيضا. وأعرب عن أمله في أن يكون برنامجه عمليا شاملا لكل ما تضمنه الخطابان الأول والثاني وأن نري ذلك في خطة عمل نستطيع من خلالها أن تعالج ونصحح كل مآسي الماضي الأليم. وشدد علي أن الدكتور مرسي مطالب بعد أداء اليمين أمام الدستورية العليا بأن يبادر ويعلن عن بعض المطالب الجماهيرية التي تحقق العدالة الاجتماعية وفي مقدمتها العلاوة الاجتماعية التي ينتظرها العاملون بالدولة وأصحاب المعاشات التي موعدها المحدد هو أول يوليو علي أساس انه اختبار حقيقي علي مدي مصداقية التوجهات التي وردت في خطابه. وطالبت حركات ثورية الرئيس محمد مرسي بالالتزام بتعهداته والدفاع عن صلاحياته واختصاصاته بتحقيق اهداف الثورة. وطالب بترجمة هذا الخطاب علي الأرض والسرعة في قيادة وتنفيذ التحول الديمقراطي بجميع مراحله تمهيدا للتوجه نحو بناء الجمهورية المصرية الثانية بالاضافة إلي وضع البنية التحتية للدولة الديمقراطية الحديثة التي تحدث عنها الرئيس في خطابه واعادة المحاكمات لرموز النظام السابق والقصاص من قتلة الشهداء وعدم السماح بالانتقاص من سلطاته التي منحها له الشعب. كما طالب عامر الوكيل المنسق لتحالف ثوار مصر مرسي بأن يوضح موقفه لشباب الثورة ويصدر قراره بإلغاء الاعلان المكمل لانه بحكم منصبه لم يعد مقبولا منه أن يرفض أو يشجب لكن عليه أن يصدر قرارات يلتزم بها الجميع لانه اصبح صاحب الشرعية الوحيدة في مصر الان نتيجة انتخابه من الشعب المصدر الوحيد للسلطات.