تحولت محافظة الإسماعيلية إلى خلية نحل منذ عصر الجمعة الماضي، مع بدء توافد عدد من الأسر المسيحية من محافظة شمال سيناء إلى الإسماعيلية بسبب الاعتداءات الإرهابية، وقد سخرت الدولة جميع إمكاناتها للعمل على توفير أقصى سبل الراحة الممكنة للإخوة المسيحيين، وذلك بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتقديم كل الرعاية للأسر الوافدة. كما تجلت الوحدة الوطنية فى أبهى صورها من خلال تضافر الجميع سواء على مستوى المواطنين العاديين أو المسئولين التنفيذيين بالمحافظة، لتقديم جميع الخدمات المتاحة للأسر الوافدة من شمال سيناء. وقد أعلن اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية أن وزارة الإسكان قد حددت 5 عمارات سكنية ضمن المشروع القومى للإسكان الاجتماعى بمدينة المستقبل السكنية، لاستضافة الأسر الوافدة من شمال سيناء . وأشار المحافظ إلى أنه يجرى توصيل الكهرباء والمياه لهذه الشقق لتكون جاهزة للسكن الفوري، وذلك بناء على توجيهات الرئيس بتوفير مقار إقامة لاستضافة الأسر بشكل مؤقت لحين العودة إلى منازلهم. وأضاف أن أعمال الحصر الخاصة بالأسر المسيحية الوافدة من شمال سيناء إلى الإسماعيلية قد بلغت 114 أسرة بمدينتى الإسماعيلية والقنطرة شرق، مشيرا إلى أنه يجرى التنسيق مع مديرية التضامن الاجتماعى بسيناء لتدقيق البيانات الخاصة بهذه الأسر. وفيما يتعلق بأصحاب الأعمال الحرة، يشير المحافظ إلى أن غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى قد وجهت بعمل حصر للمضارين فى هذه الشريحة حيث تجرى الآن أعمال الحصر وسيتم دفع تعويضات لهم لفقد الأعمال الخاصة بهم. وأضاف المحافظ أن الشريحة الثالثة تتعلق بالمواطنين الراغبين فى الحصول على فرصة عمل ، وفى هذا الإطار سيتم الاستفادة من ملتقى التوظيف الذى تم افتتاحه بالإسماعيلية والتواصل مع الشركات المشاركة فى الملتقى لتوفير فرص عمل للراغبين . ويؤكد أنه يجرى التعامل مع الأزمة على عدة مراحل حيث تم التركيز فى البداية على توفير مقار الإقامة ، ثم توفير الرعاية الطبية، ثم حل مشكلة التعليم للأبناء سواء فى المدارس أو الجامعات، ثم حل مشكلة الوظائف وفرص العمل، فضلا عن حل جميع المشكلات التى تواجه الأسر. وفى سياق متصل قام جمال محمود وكيل وزارة القوى العاملة بالإسماعيلية أمس ، باصطحاب 80 شابا وفتاة من الأسر الوافدة لتسلم أعمالهم بمصانع المنطقة الحرة بالإسماعيلية . وقال وكيل وزارة القوى العاملة فى تصريحات خاصة «للأهرام» أن الوظائف فى أماكن إدارية وفى مجال الأعمال المساعدة للخياطة والتشغيل ومراقبة الجودة وفى مجال البويات، وذلك برواتب تتراوح ما بين 1200 إلى 1500 جنيه شهريا، وأضاف أنه سيتم تحرير عقود لهؤلاء الشباب تتضمن جميع المزايا التأمينية والاجتماعية . ومن جانبه أعلن المهندس مصطفى أبو حديد رئيس جمعية المستثمرين بالإسماعيلية، أن مجلس إدارة الجمعية قرر فى اجتماعه الأخير، اتخاذ جميع التدابير لتوفير فرص عمل للشباب الوافدين إلى الإسماعيلية بمصانع المنطقة الصناعية. وأعلن خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى أن جامعات قناة السويس وبورسعيد وسيناء قد أبدت استعدادها لتسخير جميع إمكاناتها لاستقبال الطلاب، وكذلك جميع الجامعات الخاصة قد أبدت استعداداتها لاستقبال جميع الطلاب دون أى نفقات . ونبه وزير التعليم العالى إلى أن هذه التيسيرات لن تكون بابا خلفيا للآخرين للاستفادة منها، أو لتفريغ العريش من مواطنيها حيث إن هذا الأمر وضع مؤقت وسوف يعود الجميع إلى أماكنهم. وأوضح الوزير أن الأزمة تتعلق بعدد 111 طالبا فى سيناء منهم 105 طلاب بجامعة سيناء الخاصة من بينهم 57 طالبا بكلية الصيدلة و22 فى كلية الهندسة و19 فى طب الأسنان، بالإضافة إلى 6 طلاب من جامعة العريش الحكومية . وبدوره أكد الدكتور ممدوح غراب رئيس الجامعة أنه تم توفير 40 مكانا فى المدينة الجامعية لطلاب وطالبات العريش منهم 20 طالبا فى مدينة الطلبة و20 طالبة فى مدينة الطالبات . وفى هذا الإطار أكد اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية أنه تم الانتهاء من تسكين 107 طلاب وطالبات فى مرحلة التعليم قبل الجامعى من المضارين من الأحداث بمدارس الإسماعيلية بمراحل التعليم المختلفة، مشيرا إلى أن جميع إمكانات الدولة والمحافظة مسخرة لاستقبال الأسر الوافدة من سيناء . وقد التقت «الأهرام» بعدد من الأسر الوافدة من شمال سيناء فى بيت الشباب المطل على بحيرة التمساح، حيث يؤكد قدرى فارس «70 عاما» من حى الصفا بالعريش، أن الدولة لم تقصر على الإطلاق فى توفير جميع سبل الراحة للمواطنين القادمين من سيناء من خلال توفير المأكل والمشرب والوجبات الثلاث بصورة يومية، بالإضافة إلى توفير المسكن المناسب، وطالب بسرعة نقل الوافدين من نزل الشباب إلى الشقق التى تم الإعلان عن تخصيصها إلى الوافدين لحين عودتهم إلى منازلهم بالعريش.