أكد الدكتور عادل حدجامى أستاذ الفلسفة المغربى أن العالم العربى شعوب ذات ثقافة واحدة..وهى كالأوانى المستطرقة.. مايحدث فى بلد يؤثر فى الآخر. وعلينا أن ننتبه إلى أن هذه القوة الاستراتيجية الخطيرة (الوحدة الثقافية متجسدة فى اللغة العربية) هى الآن مهددة.. ويجب العمل من أجل حمايتها وقال فى حوار مع الأهرام جرى بالقاهرة إن الإسلام يعانى من تصرفات المنتسبين له . وها نص الحوار ◄ قلت إن الدين يعد مشكلة أوعائقا فى سبيل الإصلاح أو النهوض؟ نعم .. بعض التأويلات السلفية والرجعية والتى تعادى الإنسانى وتعادى العلمى والعقلانى تقف حجر عثرة أمام التقدم... ◄ مزيدا من التوضيح؟ إذا تحدثنا عن الإسلام، فالذى يهمنا هنا لأننا كلنا مسلمون شاء من شاء وأبى من أبى، فإن الإسلام الوحيد الممكن الآن هو الإسلام العقلانى الوسطى التحررى الذى يحمل قيما كونية تجعلنا نتصل، ونصل علاقتنا بالآخر. ◄ تقول الإسلام الوحيد ..فكم إسلاما هناك؟ الآن هناك مقترحات فى الإسلام..داعش مقترح، إسلام الأزهرمقترح، إسلام الفقهاء فى تونس أو المغرب مقترح، الإسلام المتشدد مقترح ... ◄ فى رأيك أى إسلام نريد؟ ماينبغى أن يكون واضحا أننا لسنا مختلفين عن باقى البشر، نحن بشر نحب الحياة، ولنا أبناء، ونريد مستقبلا لأبنائنا، ونريد أن نحيا ونموت فى سلام، فالحل الذى ينبغى أن نتبناه هو أن نقدم للعالم إسلاما تنويريا إحيائيا إنسانيا، وهذا ما يعمل لاجله الآن عدد كبير جدا بالآلاف من المهتمين، فى مصر بطبيعة الحال، من قلب الازهر، وفى المغرب وفى إندونيسيا، وغيرها... ◄ ليست لدينا رؤية واحدة وكل صاحب رؤية يراها وحدها الصواب وغيرها بعيد عنه ؟ صحيح ◄ حسنا.. فى الحديث: « والذى نَفْسُ محمَّدٍ بيده لَتَفْتَرِقَنَّ أمتى على ثلاث وسبعين فرقة...» ؟ فى رأيى أن الناجية هى التى تعتبر أن إعمال العقل ومحبة الآخرين واحترام مقاصد الشرع قبل أحكامه التى هى متغيرة فى الزمان والمكان ..هذا هو الإسلام..أما أن أركن إلى رؤية نكوصية، ماضوية، فلايمكن أن أنتج إلا تطرفا..ولاننسى أن التطرف له نتائج عملية عاشتها مصر فى فترة وعاشتها الجزائر قبلها مدة اثنتى عشرة سنة. ◄ هل يكون عامل التدين دافعا نحو الهدف؟ من الممكن جدا... ◄ الإجابة تعنى أنه من الممكن أيضا أن يكون عائقا ونعود الى بداية الحوار! نعم ..إذاكان له تأويل نكوصى داعشى، لكن علينا أولا أن نحاصر امتداد داعش الرمزى.. ◄ ما ذا تقصد بالامتداد الرمزى؟ الظلم الاجتماعى والاقتصادى الذى يعانى منه الناس، وهذه مشكلة سياسية ..وقد رأينا أن هناك حركات ترفض الديمقراطية، وترفض الثورة على الحاكم باسم الدين ...وهنا ينبغى أن نقول إن هذه الحركات ستشكل عائقا..ماذانقول لاتجاه يقول اقبل بالحاكم وإن ظلمك؟ ◄ ألا توافق؟ لا..الإسلام ديانة عظيمة جدا، هو هدية منطقتنا إلى العالم، وقد كلفنا بأن نبلغه، فعلينا أن نبلغه بأفضل ما يكون، بأن أبين للآخر أنى فى سلوكى آتخلق بالقيم العليا للإسلام..وعلينا الآن أن ننتج تصورنا الخاص الذى لايعارض المقصد الشرعى .. ◄ فى رأيك من أين يمكن أن نخرج بهذا التصور .. من مصر مثلا أم من المغرب العربى أم من بلد إسلامى آخر؟ من الجميع .. وعربيا كلنا شعوب ذات ثقافة واحدة..نحن كالأوانى المستطرقة.. مايحدث فى بلد يؤثر فى الآخر. وعلينا أن ننتبه إلى أن هذه القوة الاستراتيجية الخطيرة (الوحدة الثقافية متجسدة فى اللغة العربية) هى الآن مهددة.. ◄ لعلك تومئ إلى صيحات إحياء اللهجات والنعرات العرقية؟ نعم .. نحن مهددون من الداخل بعنف النزعات اللهجوية، ودعوات المقاطعة مع العربية واتباع اللهجات فقط، وهذاموجود، خطاب فى الجزائر والمغرب وأعتقد فى مصر.. والمهم أنه هناك الآن هجوم داخلى خطير، وهجوم خارجى هوتحدى استخدام اللغات الأجنبية خاصة الانجليزية، ولذلك فإن أمامنا تحديا آخر يجب الاهتمام به والالتفات إليه هو هؤلاء الذين يحبون العربية ويحبون هذه الحضارة .. ينبغى أن يكونوا فى مستواها وأن يرفعوا منها ما أمكنهم بإمكاناتهم المتاحة لهم اليوم.