سنة أولى زواج هى الفترة التى يضع فيها الزوجان اللبنة الأساسية لاستمرار الحياة الزوجية، وكلما زاد المجهود المبذول من الطرفين لإنجاح العلاقة بينهما كانت الحياة الزوجية أكثر سعادة واستقرارا. ويقول د. أحمد فخرى استشارى علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس إن الفترة التى تسبق الزواج تكون وردية، لأن كلا الطرفين ليس لديه أي مسئوليات تجاه الطرف الآخر، فضلا عن لحظات السعادة التى يقضيها الطرفان معا فى التنزه والكلمات المليئة بالمشاعر الفياضة.. لذلك فلا توجد ضغوط من أى نوع فى هذه المرحلة وفى السنة الأولى يحدث ارتطام بالواقع واستغراب من كل طرف تجاه الآخر وانتقال من مسكن الوالدين الى مسكن الزوجية، فضلا عن الأعباء والمسئوليات الجديدة الملقاة على عاتق كل منهما. لذلك يقدم د. فخرى روشتة لكل زوجين فى السنة الأولى للزواج تضمن لهما حياة زوجية سعيدة مدى الحياة وفيها: لابد من التدريب على الواقع وتحمل المسئولية من قبل الزواج وفى فترات الخطوبة. تعلم المعنى الحقيقى للارتباط فهو التقاء لحضارتين مختلفتين كل منهما له ثقافته المختلفة، لذلك ينصح دائما بان يكون هناك تقارب بين الأسرتين فى المستوى الاجتماعى والاقتصادى والثقافى وفى سنة أولى زواج يشتد الصراع بين الزوجين نتيجة للفروق الفردية فى التأقلم مع الحياة الجديدة، فلابد أن يتحليا بالصبر وأن يحاول كل منهما التعرف على مفاتيح الآخر ومعرفة إيحابياته وسلبياته والتغاضى عن بعض الأمور الصغيرة حتى لا تتحول الحياة الى صراع. والابتعاد عن الروتين ومحاولة التجديد فى الحياة الزوجية ولو بأبسط الأمور مثل تغيير أماكن الجلوس فى المنزل او تغيير ترتيب حجرة المعيشة من وقت لآخر. ولابد أن يكون لكلا الطرفين قوة الشخصية التى تؤهله للعيش بمفرده وأن تكون لديه القدرة على تكوين علاقات اجتماعية وايضا على إنجاز بعض المهام المطلوبة من أجل تحسين الحياة الزوجية.. مع عدم الاعتماد على الطرف الآخر وتقاسم المسئولية فيما بينهما ومحاولة القيام بأعمال مشتركة وليست فردية لأن المشاركة تزيد من توطيد العلاقة بين الزوجين. وأن يحاول كلا الزوجين التعبير عن مشاعره أولا بأول، وأن تكون هناك مكاشفة ومصارحة ولكن بأسلوب لائق ومقبول ودون التجريح فى الطرف الآخر. واهمية احترام خصوصية الآخر وعدم الاطلاع على المذكرات او الموبايل او الكمبيوتر اوالرسائل إلا بعد الاستئذان الآخر لتدعيم الثقة بين الطرفين. خلو الكلمات المتبادلة بين الزوجين من المعايرة والوقوف على الأخطاء، وأن تكون الكلمات بينهما إيجابية تحمل معانى التقدير والاحترام التى تشبع الحاجة البشرية لمثل هذا النوع من الكلمات. وأن يحرص الزوجان على تخصيص وقت للجلوس معا وفتح الحوار بعيدا عن الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعى ومشاهدة التليفزيون. وكذلك عدم الاستقواء بالآخر كالاستعانة بالأهل فى حل المشكلات. ضرورة تبادل الهدايا ولو بشكل رمزى والاعتماد على عنصر المفاجأة عند تقديم الهدية. حتى عندما تصاب الحياة بالملل والخرس الزوجى وانقطاع المودة بين الطرفين لابد من القيام بإجازة زوجية لا تزيد عن أسبوع ليشعر الآخر بأهمية الطرف الثانى فى الحياة من أجل تجديد الطاقة الزوجية. ويختتم د. فخرى حديثه معربا عن أمله أن تقوم الدولة بتوفير مراكز خاصة بالإرشاد النفسى لتأهيل المقبلين على الزواج وتدريبهم على الثقافة الجنسية ومهارات التواصل الاجتماعى بين الزوجين.