في البداية وقبل أي شيء دعونا نقول فيما بيننا و " عندا " في أصحاب اللحى خاصة ذوي العقول المتحجرة منهم , كل " فالنتين " أو عيد حب والمصريين بل والعالم بأجمعه بخير وصحة وسعادة دائما . فهذا فقط ما يهدف إليه " عيد الحب " وهو أن يحتفل الناس في يوما ما وليكن في مثل هذا اليوم من كل عام , وأن يقوم كل منهم بتهنئة الأخر , وقد يزداد الموضوع قليلا عن مجرد التهنئة ليصل إلي شراء الهدايا أو الورود أو الدباديب وتوزيعها علي بعضهم البعض ! إذن ما هو الحرام في ذلك ؟ اللهم إذا اعتبرنا أن الحب خطيئة , وأن التهنئة حرام شرعا , وبالتالي ووفقا لشرعهم يصبح تقديم الهدايا وتوزيعها علي الناس أنما هو رجز من عمل الشيطان ! نعم فهذا هو بالتحديد ما يفتي به بعض شيوخ السلفية المتشددين , الذين دأبوا طوال السنوات السابقة علي عمل حملات مستميتة لمنع وتحريم الاحتفال ب " عيد الحب- فالنتين ". وهاهم شبابهم يدشنون اليوم " هشتاج " " أنا مسلم لا أحتفل بعيد الحب " وغيره من حملات المقاطعة علي مواقع التواصل الاجتماعي للتأكيد على حرمة الاحتفال بما أسموه ب " أعياد الشرك " , وينشروا من خلالها فتاوى بعض الشيوخ من أصحاب مبدأ تحريم كل شيء ! وعلي أية حال فهذا ليس جديدا عليهم وهل ننسي أنهم من حرموا تهنئة المسيحيين في أعيادهم , كما حرموا أيضا الاحتفالات بشم النسيم ! إذن فلماذا نتعجب الآن من تحريمهم للفالنتين وهم لا يروا فيه إلا أنه مجرد بدعة وضلال وإحياء للشر والفساد الكامن في النفوس , ومشابهة للكفار وتقليدًا لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم فيما هو من ديانتهم وفى الحديث " من تشبه بقوم فهو منهم " . هذا بالإضافة إلي باقي حججهم الواهية بأن ما يترتب على هذا الاحتفال من المفاسد والمحاذير كاللهو واللعب والغناء والزمر والأشر والبطر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء أو بروز النساء أمام غير المحارم ونحو ذلك من المحرمات ، أو كل ما هو وسيلة إلى الفواحش ! ولكل ذلك فأنهم يحثوا الناس أن يبتعدوا عن الآثام ووسائلها ، وعليه أيضا فأنهم وبحسب فتواهم لا يجوز بيع الهدايا والورود , خاصة إذا علم البائعون أن المشترى يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام , حتى لا يكون البائع مشاركًا لمن يعمل بهذه البدعة ! الغريب في هذا أنهم يقولون شيء ويفعلون عكسه , وإلا بماذا نفسر استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي ؟ أليس هذا من صنع الغرب الكفار بحسب اعتقادهم ! وبصرف النظر عن صحة أو خطأ فتاويهم فأننا لا يجب أن نخلط بين ما هو ديني أو دنيوي , وبالتالي فما هو المانع من أي احتفال دنيوي طالما أنه لا يخرج عن حدود ومبادئ الأخلاق والآداب العامة ولا تعاليم الدين . واعتقد أنه ما أحوجنا الآن تحديدا إلي " الحب " في وقت سادت فيه الكراهية وعمت الحروب جميع أنحاء الكرة الأرضية , وأصبحنا نتحسس ونتلمس أي لحظة سعيدة تعيدنا إلي زمن الحب والرومانسية , وبالتالي وعندما يكون هناك يوم مخصص " للحب " فهذا شيء يجب أن نلتف جميعا حوله , حتى لو كان يوما واحدا في السنة فهنيئا لنا به . ومرة أخري وليست أخيرة كل عيد حب ونحن بخير وطيبين رغم أنف الحاقدين والمتشددين من أصحاب الفتاوى بالتحريم والترهيب والتي تصل في أحيانا كثيرة إلي حد تكفيرنا وتسويد العيشة وعلي كل من يعيشها ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;