مع الاسف فان المستفيد الأكبر من انهيار الدولة اليمنية ومن الحرب الأهلية التى تدور هناك منذ ستة أعوام، والانقسام بين شمال اليمن الزيدى وجنوبه الشافعى الذى تسبب فيه الرئيس السابق على عبدالله صالح، هو تنظيم القاعدة، الذى يسيطر الآن على عدد من محافظاتجنوب اليمن ابتداء من أبين حتى حضرموت ويطمع فى ان يمد نفوذه إلى عدن، وما من يوم يمر دون ان يرتكب تنظيم القاعدة جريمة إرهاب كبيرة آخرها اختطاف أحد قادة حرس الرئيس اليمنى عبدربه منصور فى مدينة لوزر فى محافظة أبين. وما يزيد من خطورة تمدد تنظيم القاعدة فى جنوب اليمن كثرة الضحايا المدنيين فى عمليات القصف الجوى لقوات التحالف لأهداف حوثية، يحرص الحوثيون على إحاطتها بتجمعات أهلية تشكل دروعا بشرية تحميها من القصف الجوي!، فضلا عن غارات الطائرات الامريكية دون طيارين التى سقط ضحيتها قبل يومين أكثر من 35قتيلا فى اول عملية عسكرية تتم تحت إدارة الرئيس الامريكى الجديد ترامب..، وبسبب كثرة الضحايا المدنيين نجح تنظيم القاعدة فى ان يخترق عددا من قبائل الجنوب ساعدته على بسط نفوذه على مساحات أوسع من جنوب اليمن، كما نجح تنظيم القاعدة شمال اليمن فى توثيق علاقاته مع جماعة الإخوان المسلمين التى يقودها عبدالمجيد الزنداني. ويعتقد الامريكيون ان تنظيم القاعدة فى اليمن - الذى انتقلت إليه مهام التنظيم فى كل منطقة الخليج - بات أخطر تنظيمات القاعدة على الإطلاق، يملك الآن ادوات متقدمة تمكنه من ترتيب عمليات هجوم خطيرة على أهداف استراتيجية مثل عملية طائرة الركاب الامريكية التى تم تفخيخها بوسائل تفجير متقدمة على امل إسقاطها فوق مدينة ديترويت الامريكية ليلة عيد الميلاد عام 2009، وعملية الهجوم على المدمرة كول قبلها بعدة أعوام، اضافة إلى عمليات أخرى كثيرة لاتزال تتواصل حتى اليوم، أخطرها هجوم الحوثيين الاخير على الفرقاطة السعودية الذى استهدف تعويق الملاحة وتهديد أمنها فى البحر الأحمر..، وبسبب تعاظم خطر تنظيم القاعدة على اليمن وعلى الملاحة فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب يحسن ان تكثف دول المنطقة اليمن والسعودية ومصر تعاونها مع المجتمع الدولى من اجل هزيمة تنظيم القاعدة واجتثاث جذوره بعد ان بات يشكل خطرا على الجميع، وأظن أن نقطة البداية الصحيحة هى إنهاء الحرب اليمنية الأهلية ومساعدة اليمن على مداواة جروحه واستعادة وحدته. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد