استكمالا لمقال الأسبوع الماضى، حول التعديل الوزارى المرتقب، والذى اتخذ وقتا طويلا هو الأول من نوعه، وكذلك البحث عن وزير يقبل المنصب بكل أعبائه، حيث اعتذر الكثير من المرشحين لأسباب مختلفة، بالإضافة إلى السؤال التقليدى الذى يطرح عن معايير الاختيار وأصحاب العلم والكفاءة والخبرة، والمطلوب من الوزير الجديد وأسباب استبعاد الآخرين؟. نعرف أن الإجابة صعبة، خاصة أن التعديل أو التغيير خلال السنوات الطويلة الماضية وحتى اليوم لم يغير من الوضع شيئا، وتظل المشكلات دون حلول بل وتزداد مما يعقد من الإحساس بالتغير أو التطوير، مع استمرار الأزمات الاقتصادية المتتالية والمرتبطة بنفس المشكلات، والتى تدور جميعها فى دائرة واحدة لارتباطها مع بعضها البعض، فتنتج الأزمات. نعرف شخصيات رفضت الدخول فى التشكيل الوزارى سواء الجديد أو السابق، والأسباب ترجع معظمها لرفض الزوجة والأولاد، خوفا من الاتهامات التى توجه للوزير والعنف والنقد الشديد واللاذع، مما يؤثر على الأسرة وعلاقاتها بالآخرين من الأقارب والأصدقاء والجيران وغيره، والعمر القصير للوزير فى وزارته، مما يفقده القدرة على الإنجاز، والذى يحتاج إلى وقت وجهد وموارد مالية وتخطيط على مراحل زمنية. كذلك العمل الشاق من الصباح الباكر وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى، مما يفقده القدرة على التركيز والمتابعة، وعدم المساندة من الدولة والآخرين والوزراء، والصبر على الإصلاح، بالإضافة إلى حتمية إغلاقهم أعمالهم الخاصة، والتى تدر عليهم دخلا للإنفاق على معيشتهم، فيكون الرفض والهروب من المنصب، الذى مازال يتكالب عليه المشتاقون فقط . [email protected] لمزيد من مقالات محمد حبيب;