هل هي جرأة أم وقاحة؟!.. سؤال طرحته قصتي "هدير مكاوي" و"شرين نور"، بعد نشر "هدير" صورة مولدها، عبر حسابها الشخصي على "فيسبوك"، الذي اعترفت بأنها أنجبته دون زواج رسمي، ويرفض والده الاعتراف به، فضلا عن إنكاره الزواج من الأساس، وتدشين "شرين نور"، صفحة على "فيسبوك" بعنوان "بشتري راجل"، أعلنت خلالها عن رغبتها في شراء حيوانات منوية من أي رجل، حتى تصبح أم بدون زواج، وطلبت متبرع بحيواناته المنوية بمقابل مادي. القصتين أحدثتا جدلًا واسعًا بين رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، وانقسم مستخدمي "السوشيال ميديا" ما بين مساند وداعم ل "هدير" باعتبار أنها وقعت فريسة لرجل لا يهمه سوى تحقيق رغبته الجنسية، ومجتمع يلقي باللوم عليها وحدها، ومعارضين لها يستهجنون فعلتها باعتبار ذلك يتنافى مع مبادئ وتقاليد المجتمع والعقيدة الإسلامية. كما يرى المعارضون أن "هدير" أساءت للمرأة المعيلة التي ينطبق عليها مفهوم "SingleMother" الذي يعني لدى الغرب المرأة المطلقة أو الأرملة التي تتحمل بمفردها المسئولية الكاملة لتربية أطفالها. بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول ما فعلته "هدير" وما كان يجب عليها فعله بطرح قضيتها في المحكمة المكان الطبيعي لإثبات نسب طفلها وليس مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الأهم هو أننا أمام ظاهرة وليست حالة فردية، ويؤكد ذلك قضايا إثبات النسب في المحاكم التي بلغت نحو 13 ألف قضية في العام المنصرم. ولا عجب فيما فعلته "شيرين" التي تلقت صفحتها موافقات من شباب ردًا على رغبتها في شراء حيوانات منوية من أي رجل، بل ويريدون التواصل معها دون استحياء أو مراعاة للعادات والتقاليد المجتمعية والإسلامية، لكن إدارة "الفيسبوك" كانت أفضل حالًا منهم بإغلاقها هذه الصفحة المشبوهة معتبرة إياها تجاوز غير مسموح. القصة الأولى تجعلنا أمام فتاة قررت التحدث بصوت عال غير مبالية بنظرات المجتمع لها، باحثة عن حقوقها وحقوق طفالها، مما يجعل هناك حاجة ماسة لإدخال تعديلات على القوانين المتعلقة بالزواج العرفي وحقوق المرأة المترتبة عليه، للقضاء على هذه الظاهرة. أما القصة الثانية فتؤكد ارتفاع مؤشر الانفلات الأخلاقي وغياب الوازع الديني تمامًا، والسؤال: "كيف نردع أصحاب المبادئ المخالفة للعقيدة الإسلامية والمجتمع؟" .. و"ما الهدف الحقيقي وراء إفصاح "هدير" عن أزمتها على مواقع التواصل الاجتماعي؟" .. و"هل يصبح مصطلح "سينجل ماذر" بقعة سوداء في ثوب المرأة المعيلة؟". [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر;