فى تطور جديد لتأزم العلاقات التركية الأمريكية هددت تركيا بإغلاق قاعدة إنجرليك فى جنوب شرق تركيا، والواقع أن التلويح بإغلاق قاعدة إنجرليك هو تطور فى أزمات متعاقبة فى العلاقات بين البلدين منها الأزمة الكبرى التى أشارت فيها تركيا إلى تورط أمريكا والغرب فى محاولة الانقلاب الفاشلة التى شهدتها تركيا فى 15يوليو الفائت ولعب فيها سلاح الطيران الدور الأكبر، أما ثانى الأزمات فهو فى اعتماد الولاياتالمتحدة على قوات الحماية الكردية فى العمليات بسوريا أو العراق على الرغم من أن تركيا ترى فى تلك القوات سواء كانت (سوريا الديمقراطية) أو غيرها ذلك أن تركيا تعتبرها إحدى أذرع حزب العمال الكردستانى العدو رقم واحد لتركيا وترفض قضايا الأكراد برمتها وعلى رأسها إقامة وطن قومى للأكراد فى إيرانوسورياوالعراقوتركيا، أما الأزمة الأخيرة التى أثارتها تركيا فهى ذلك الدور الخجول الذى لعبته طائرات التحالف فى دعم عملية درع الفرات ولم تسند القوات التركية كما ينبغى أن تكون المساندة وأن فى ذلك ازدواجية فى المعايير فأنقرة تسأل: كيف تقف الولاياتالمتحدةتركيا وفقا لعقيدة أطلسية تربطهما معا وتفرض عليهما التزامات مشتركة فى حلف الناتو، وكيف تساند الأكراد الذين هم أعدى أعداء تركيا؟ ثم كيف انبنى هذا الجديد بين إيرانوتركياوروسيا وعلى أى أساس فيما روسيا مازالت العدو رقم واحد لحلف الناتو، ومازال الوقوف ضدها أولوية أولى للدول الأعضاء فى الحلف؟ ووصلنا إلى نقطة الآن تهدد فيها أنقرة بإغلاق قاعدة إنجرليك تلك التى اشتهرت بالأدوار التى لعبتها فى عدد من التطورات حين استخدمتها الطائرات الأمريكية فى هجمات شنتها بالمنطقة أشهرها فى غزو العراق.. والسؤال هل تستطيع تركيا..؟ نعم تستطيع لأن فرنسا عام 1966 استطاعت وأغلقت ما لديها من قواعد (29قاعدة) يعمل فيها مائة ألف شخص وأجبر الجنرال ديجول أمريكا على ذلك ولم يخرج من حلف الناتو، يعنى أغلق القواعد واحتفظ بعضويته فى الحلف. وربما كان ذلك المثل حاضرا فى ذهن الأتراك وهم يلوحون بإغلاق قاعدة إنجرليك، وإذا بحثت عن الأسباب التى تدعمت بها القيادة التركية فاسأل عن تأثير بوتين. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع