« أهم أوقات حياتى هى تلك التى قضيتها بداخله» .. هكذا عبر الكاتب الراحل يوسف إدريس عن ولعه بالمركز الثقافى الروسى، الذى يعتبره كثيرون من المثقفين بمثابة الأب الروحى للمراكز الثقافية فى مصر خاصة بعد أن أتم عامه الستين. تأسس فى عام 1956 بشارع جلال الموازى لشارع عماد الدين بقلب القاهرة ثم انتقل مقره إلى المبنى الحالى بالدقى فى الفيلا الأثرية التى اشتراها الروس من تاجر قطن يونانى عام 1966 ب 120 ألف جنيه ، ثم قاموا ببناء مسرح تشايكوفسكى، والمكتبة، ومبنى اللغات، وتضم مكتبته آلاف الكتب باللغات الروسية والعربية والإنجليزية، وكلاسيكيات الأدب الروسى من بينها أعمال دوستوفسكى الكاملة، وتولستوى وبوشكين وتورغنيف وتشيكوف و جوجول وغيرهم. يقع مسرح تشايكوفسكى بجوار المكتبة، حيث عروض السينما وأفلام تاركوفسكى وايزنشتين وصولوفيوف وبندرتشوكو ، بينما يضم المبنى الرئيسى الصالون الموسيقى، حيث يمكنك أن تسبح بعيدا مع موسيقى تشايكوفسكى وخاتشادوريان، وقاعة المعارض للاستمتاع بالفنون التشكيلية الروسية ، وهناك صالون بوشكن الأدبى. ورغم أن الهدف الرئيسى للمركز الثقافى الروسى هو نقل الفنون والثقافة الروسية للشعب المصرى، فإنه منذ اليوم الأول لنشاطه، وهو ساحة متسعة للتفاعل الثقافى المشترك، بالحرص على تقديم الفنون والثقافة المصرية، ومن المناسبات التى لا تنسى، تكريم السفير الروسى السابق جوديف للمخرج الكبير يوسف شاهين ومنحه وساما رفيعا . يتصدر حديقة المركز تمثال الأديب الروسى الكبير أنطون تشيكوف رائد القصة القصيرة فى العالم ، و هو أول تمثال لأديب روسى على أرض مصر، أهدته للمركز الجمعية المصرية لخريجى الجامعات الروسية والسوفيتية، ونحته الفنان أسامة السروى.