لأن البيئة تلعب دورا مهما في إنعاش السياحة في الدول التي تعني بها, اعتبرت الدول السياحية عملية صيانة الموارد البيئية أمرا حاسما لتحقيق التنمية السياحية التي تنعكس بدورها علي مختلف مجالات التنمية. حيث إن السياحة من منظور اقتصادي هي قطاع إنتاجي يلعب دورا مهما في زيادة الدخل القومي. ولأهمية السياحة البيئية للمنطقة العربية, نظم الاتحاد العربي للشباب والبيئة بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة( الأيسيسكو) وجامعة القاهرة ملتقي السياحة البيئية لمناقشة الجوانب المهمة لها وأثرها علي تنمية الاقتصاد القومي وفرص تنميتها والتعرف علي ما يواجهها من عوائق, اشتمل الملتقي علي جانب نظري تمثل في عرض أوراق عمل ومحاضرات علمية بالمكتبة المركزية بجامعة القاهرة, وجانب عملي تمثل في انتقال الملتقي لمحافظة الفيوم لزيارة أهم معالمها البيئية والسياحية. شارك في المنتدي80 شابا وفتاة يمثلون12 دولة عربية وافريقية وعدد من خبراء البيئة والسياحة والتنمية وممثلو الاتحاد العام لبيوت الشباب ومركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا( سيداري) ورجال الإعلام. استهدف الملتقي كما يقول د. ممدوح رشوان, الأمين العام للاتحاد العربي للشباب والبيئة, مشاركة الشباب العربي والإسلامي في الأحداث البيئية الدولية وتفعيل دور الشباب تجاه القضايا البيئية, وتبادل الخبرات الدولية في مجال العمل البيئي بين قطاع الشباب,ومناقشة اتخاذ الخطوات اللازمة نحو ادماج السياحة بالأقتصاد الأخضر, وكانت أهم محاور النقاش هي: قواعد السياحة البيئية, ودور السياحة البيئية في الحفاظ علي حماية التراث الطبيعي وفي تدعيم التواصل الثقافي والتفاهم بين الشعوب, ودورها في إيجاد فرص عمل للشباب في القاهرة افتتح أعمال الملتقي كل من د. مجدي علام رئيس الاتحاد العربي للشباب والبيئة ود. مصطفي عيد ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ود. حسام كامل رئيس جامعة القاهرة. في كلمته أكد د. مجدي علام أن مسيرة العمل البيئي تحتاج إلي المزيد من المجهودات, وذلك حتي يستطيع العالم العربي تعويض ما أضاعه خلال الأعوام السابقة من فرص كانت سانحة لتوفير حماية للبيئة العربية, حيث تمت إضاعة20 عاما منذ1992 لم يتم خلالها تحقيق برامج حقيقية لحماية البيئة حتي وصلنا إلي ما نحن فيه الآن, فكان لازما سرعة التحرك حتي نصل إلي الهدف المنشود وهو التنمية المستدامة وأشار الدكتور حسام كامل إلي أن السياحة البيئية هي أحد عناصر التنمية المستدامة التي تسهم في الحد من الفقر, وتعتبر البنية التحتية التي تتعلق بمكافحة التلوث وتحافظ علي التنوع البيولوجي والتراث الطبيعي, مؤكدا دور الجامعات والمؤسسات التعليمية في مواجهة قضايا البيئة والتنمية. وفي جلسات العمل تحدث الدكتور مصطفي فودة, خبير حماية الطبيعة, عن السياحة الخضراء كنمط سياحي جديد يعتمد علي المحافظة علي البيئة من خلال اعتماد نهج الاقتصاد الأخضر في جميع الأنشطة المتعلقة به وكذلك تشجيع الاستثمارات السياحية في مجال المباني الخضراء واستخدام الطاقات البديلة, بينما تحدث د. عبد المنعم القيسوني خبير السياحة البيئية عن سياحة الصحراء التي تشكل المساحة الأكبر من الاراضي العربية ويمكن من خلال تنميتها مع الحفاظ علي ما تزخر به من ثروات تحقيق عائد اقتصادي يخدم بدوره مجالات التنمية الاخري بالبلدان العربية. وفي جلسة العمل الثانية تحدث د. مجدي علام عن الموقف العربي من الانضمام إلي اتفاقيات البيئة الدولية الرئيسية موضحا أن الدول العربية مازالت تعاني التأخر في الاستجابة للانضمام للاتفاقيات الدولية مما كان له بالغ الأثر في التدهور البيئي في معظم قطاعات البيئة بالعالم العربي. وانتقل الملتقي إلي الفيوم حيث أكد المهندس أحمد علي محافظ الفيوم أنه يجري وضع مخطط عام لتنمية السياحة البيئية بالفيوم, وهذا المخطط سيكون منهج عمل لكل المسئولين عن المحافظة مستقبلا,إلي جوار الاهتمام بالعشوائيات التي تفتقر للنظافة والحاجات الأساسية. وعرض عويس سعيد مدير فرع جهاز شئون البيئة بالفيوم والباحث جبيلي عبدالمقصود بإدارة محميات الفيوم عرضا تفصيليا لأهمية الفيوم سياحيا وبيئيا, وأوضحا أن المحميات تشكل نحو40% من مساحة الفيوم, وأنها مقصد214 نوعا من الطيور المهاجرة وتضم وادي الحيتان الذي يعود إلي40 مليون سنة ويضم عددا كبيرا من هياكل الحيتان المتحجرة وجبل قطراني الذي يوجد به أكبر غابة متحجرة في العالم, بالإضافة إلي ما تضمه الفيوم من حرف تقليدية وعناصر جذب أخري تؤهلها لأن تكون المقصد السياحي الأول في مصر عام.2025 وفي النهاية أعلن الدكتور ممدوح رشوان الأمين العام للمنتدي توصيات الملتقي وكان أهمها ضرورة عمل حصر لمقومات السياحة البيئية بالمنطقة العربية وإصدارها في دليل بالتعاون مع الإيسيسكو باللغات المختلفة ومخاطبة وزارة التعليم بالدول العربية لإدماج مفاهيم السياحة البيئية ضمن مناهج التعليم المختلفة.وتنظيم برنامج تدريبي بالتعاون مع وزارة السياحة لتدريب الشباب العربي علي الإرشاد السياحي البيئي مع الاستفادة من بيوت الشباب بالمنطقة العربية في عمل رحلات للشباب العربي بهدف تنمية الوعي البيئي لديهم. أما في مجال الحفاظ علي البيئة السياحية فقد تضمنت التوصيات ضرورة تحديد القدرة الاستعابية للأماكن السياحية حتي لا تؤثر علي البيئة الطبيعية. وتوعية السائحين والزوار بأهمية المحافظة علي المناطق الطبيعية مع دمج السكان المحليين وتوعيتهم وتثقيفهم بيئيا وسياحيا.