يتزايد الازدحام المروري في كل شوارع الإسكندرية بصورة مخيفة حتي وصل إلي80% شتاء وصيفا, لتقترب الإسكندرية من إختناقات القاهرة, كما تعيش المدينة حالة من الفوضي المرورية لم تستوعبه التوسعات الكبيرة للكورنيش بسبب إنتشار المواقف العشوائية وغياب واضح لرجل المرور في بعض المناطق, الأمر الذي أدي إلي فوضي وعدم إحترام قواعد المرور مما دفع المسئولين والمهندسين إلي محاولةإيجاد حلول لإنقاذ الإسكندرية وإذابة الكولسترول المروري, فطرح البعض فكرة إنشاء مترو أنفاق أسوة بالقاهرة وذهب البعض الآخر الي أن المونو تقول الدكتورة ريم عبد الحميد أستاذ مساعد بالمعهد العالي للصحة العامة جامعة الإسكندرية إنه لابد من إيجاد حل سريع وعملي لمشكلة الاختناقات المرورية التي تعاني منها المدينة والتي أصبحت مشكلة صعبة, فالإسكندرية دائما مزدحمة في كل الأوقات, وأعتقد أن مترو الأنفاق قد لا يصلح في مدينة مثل الإسكندرية بسبب الآثار الموجودة تحت الأرض والتي تظهر عند بناء العمارات أو عند القيام بحفائر آثرية وقد تعوق المشروع, بالإضافة الي أن نسبة المياه الجوفية عالية وسوف تحتاج الي طلمبات شفط عالية تربة الإسكندرية أكثر صلابة من القاهرة أما الأثري أحمد عبد الفتاح فيؤكد أن حل مشكلة الآثار بالإسكندرية التي تقف حائلا دون إتمام مشروع مترو الأنفاق هو النزول بنفق المترو للطبقة الصخرية أسفل الطبقات الأثرية وفي حالة العثور علي أي أثر مهم جدا مثل قبر الإسكندر أو قبور البطالمة لا مانع من تغيير المسار قليلا أو الهبوط لعمق أسفل ويتم وضع الآثار التي سوف يتم العثور عليها أثناء الحفر داخل فتارين زجاجية يشاهدها ركاب المترو أثناء الرحلة كما فعلت أثينا. مشيرا إلي أن مسار المترو يمكن أن يبدأ من محطة فيكتوريا حتي محطة الرمل أسفل مسار الترام الحالي. ثم خط ثاني من محطة الرمل حتي رأس التين ولدينا هنا مرحلتان أثريتان في المسار الأول وهي وجود جبانة الإسكندريةالشرقية من بولكلي تقريبا وحتي منطقة الشاطبي وهو أمر يملي علينا تخطيطا جيدا لتلافي تدمير أي أثار موجودة في المسار, وذلك بدراسة الأعماق المطلوبة خلال مراحل الحفر ودراسة الاحتمالات وخاصة قبر الأسكندر والبطالمة. ويضيف أن تربة الإسكندرية أفضل حالا وأكثر صلابة من أرض القاهرة التي يخترقها المترو حيث أن ارض الإسكندرية صخرية جيرية-رملية وأحيانا تصبح بالغة الصلابة أي أنها تسمح بالهبوط لأعماق آمنة, وأدعو من يجادل فكرة الأعماق البعيدة أن يشاهد مترو موسكو المقام علي أعماق كبيرة ويضيف عبد الفتاحأن مترو الأنفاق سوف يساعد علي إرتباط المواطنين بآثارهم بالإضافة إلي الخدمات المرورية التي سيقدمها للمواطنين كما أنه سيؤدي إلي نقل المدينة لآفاق المستقبل؟ المونوريل صديق للبيئة أماالمهندس محمد شريف العباسي الرئيس التنفيذي لمركز الدراسات العمرانية والتخطيطية فيقول, إننا في الإسكندرية لانحتاج اليهفالعالم المتقدم ومنذ عام1964 لم ينشئ مترو أنفاق واحدا أو مد شبكة له قائمة لارتفاع تكلفته لأن الكلفة الاقتصادية هي أساس الجدوي للمشروعات الهندسية. فكل كيلو متر أنفاق لمترو تحت الأرض يمكن بتكلفته إنشاء حوالي أربعة كيلومترات مسار للمونوريل وهو الترام المعلق الذي يسير علي سكة واحدة فوق سطح الأرض, وهو بهذه المناسبة أسرع كثيرا من المترو. وأضاف العباسيأن مشروعات مترو الأنفاق( تحت الأرض) تتم عادة تحت سرة المدينة كما حدث في القاهرة, ثم بعد ذلك تكون المسارات سطحية, مما يستلزم عمل حلول هندسية مكلفة لتلافي تقاطعها مع مسارات وسائل النقل السطحية الأخري. كما أن عمل الطريق السطحي لن يحل مشاكل المرور نظرا لكثرة التقاطعات العرضية علي هذا المسار, أي أننا لن نرتقي بالأداء المروري المنشود. علاوة علي أننا يجب أن نضع في الحسبان كفاءة التشغيل لهذا المترو تحت الأرض, والعلاقة بين سرعته والمسافة البينية بين محطاته, والمسافة اللازمة للمشاة للوصول إليها ولهذا فالمشروع الأمثل لمدينة مثل الإسكندرية هو المونوريل ألذي يتميزبقلة التكلفة.. بالمقارنة مع مترو الأنفاق تحت الأرض, تقريبا ربع تكاليف الكيلومتر الطوليةقصر فترة الإنشاء.. الفترة اللازمة من بداية التصميم حتي بداية التشغيل لمسافة عشرة كيلومترات( محطة الرمل/محطة النصر) حوالي أربعة سنوات, كما أنه صديق البيئة وبدون اهتزازات أو ضوضاء( يسير علي عجلات مطاطية) ويعد الإستخدام الأمثل للحيز المكاني من حيث الأداء العالي والتقنية المتقدمة كما أنه مريح وآمن من حيث الاستخدام. كما يمكن إعداد خطة متكاملة للنقل الجماعي للمدينة والمحافظة.. تعتمد علي تسيير خطوط أخري تفي بالاحتياجات المستقبلية. ويقول الدكتور أسامة الفولي محافظ الإسكندرية إن الفكرة جاءت حينما تقدم مستثمر مصري يعيش في أمريكا لتنفيذ مشروع لإنشاء خط مونوريل في الإسكندرية,, وأضاف أنه قد تم بالفعل تخصيص مبلغ نصف مليون يورو كمنحة من الإتحاد الأوروبي لدراسة إمكانية تنفيذ هذه الفكرة كما تم تشكيل لجنة برئاسة الدكتور علي عبد المنعم أستاذ المواصلات بكلية الهندسة وتضم ممثلين من النقل والهندسة والمواصلات لدراسة مدي جدوي هذا المشروع وإمكانية تنفيذه ومدي استفادة المدينة منه وتحديد التكاليف والتعريفة المقترحة وخط السير وهل يمتد الي خارج المدينة وحتي برج العرب ؟ وتقوم فكرة المشروع علي مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات المهمة بنظام الBOT ومن المقرر أن يبدأ المشروع بخط يبدأمن محطة فيكتوريا وحتي محطة الرمل علي قضيب معلق يمتد تحته طريق عادي للسيارات وتحته جراحات لإستيعاب العدد الضخم من السيارات لتحقيق سيولة مرورية علي أن تضم المحطات الرئيسية وعددها لا يقل عن خمس( الرمل- سبور تنج- زيزنيا- فيكتوريا- بولكلي) مراكز تجارية أو مولات أسوة بخطوط المونوريل في الخارج يمكن إستغلالها تجاريا لتحقيق عائد للمشروع وفي نفس الوقت لتقديم خدمة راقية للمواطن السكندري بتكلفة بسيطة يستطيع المواطن استخدامها في تنقلاته أو في تحقيق بعض الترفيه له ولآسرته, ويقول الفولي أن التقديرات الأولية تشير الي أن تكلفة إنشاء كيلومتر من خط المونوريل تصل الي عشرة ملايين دولار أي ما يقارب ال06 مليون جنية مصري وبالتالي فلابد من دراسة أفضل السبل لتنفيذ هذا المشروع لتحقيق أفضل عائد خدمي ومادي منه. فمتي تبدأ الإسكندرية في تحقيق حلمها ويتحول مشروع القطار الطائر الي حقيقة ؟!