أرجو ألا تسقط الأمة فى براثن حديث آخر لزج للنخبة عن تقصير الشرطة فى إجراءات التوقى للحادث الإرهابى الذى عصف بقاعة السيدات بالكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية صباح يوم المولد النبوى الشريف الأحد الفائت.. صحيح أن التقصير موجود قطعا ولكنه ليس السبب الوحيد فى حادث العباسية الذى أعقبه حادث آخر فى ساحة مسجد بالهرم جرى قبل حادث الكاتدرائية بيومين، فالشرطة حققت خلال السنوات الثلاث الماضية نجاحات كبرى فى ملاحقة عناصر الإرهاب وتفكيك تنظيماته، كما أن الإرهاب يضع كل قوته فى تصنيع أحداث تحاول تعويق مسيرة التقدم التى تحرزها مصر فى المجال الاقتصادى وفى تحريك ودفع مسيرة السياحة المصرية، وبالتالى لا يمكن إلقاء كل اللائمة على من يجاهدون فى ظرف استثنائى للحفاظ على القانون والنظام.. لابد من تسريع وسائل فرض العدالة، إذ ليس من المقبول أن يتم أخيرا تأييد الحكم على حبارة بالموت بعد ثلاث سنوات بالتمام والكمال، وليس من المعقول أن يتم ضبط نجل مرسى (أول جاسوس مصرى منتخب) ولا نتوقع حادثا إرهابيا آخر.. بل وليس من المعقول أو المقبول أن تبلغ المواجهة مع الإرهاب فى المنطقة هذا الحد المخيف دون أن نتوقع لونا من ردود الفعل. المقصود بحادث الكاتدرائية إلى جوار توصيفه الإرهابى المطلق إحداث لون من الفتنة الطائفية تربك الحالة العامة فى مصر وهو مالم يحدث بسبب يقظة الشعب والتحام طوائفه. وبالتالى فإن ما حاولت عملية يناير أن تثبته عن العلاقة بين حادث كنيسة القديسين فى الأسكندرية وتدبير المؤسسة الأمنية فى مصر سقط نهائيا، وأصبح علينا ألا ننساق وراء أحاديث التقصير أن تعمد التقصير أن عقوبة التقصير وإنما ندرس على نحو علمى واحترافى كيف نواجه التحديات الأمنية الماثلة أمامنا فى المرحلة الحالية. التقصير سبب لحادث انفجار الكاتدرائية ولكنه ليس السبب الوحيد وهكذا يكون الفهم الذى تنبنى عليه أولى خطوات المواجهة لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع