ساعات من الرعب عاشها سكان منطقة العباسية، صباح أمس عقب وقوع انفجار عبوة ناسفة داخل الكاتدرائية المرقسية، وأكد شهود العيان أنهم سمعوا دوى انفجار فى العاشرة صباحا، وقال بعضهم إن صوت الانفجار سمعه أهالى ميدان العباسية الذى يبعد عن الكاتدرائية، وذلك من شدة صوت الانفجار. ووسط انتشار أمنى كثيف تجمع العديد من سكان المنطقة وأهالى الضحايا، أمام الكاتدرائية الذين انتابتهم حالة من الغضب الشديد، ومستنكرين وقوع مثل هذه العمليات الإجرامية، وهم يواسون بعضهم البعض، فيما تجمع عدد من الشباب أمام السياج الأمنى الملاصق للبوابة الرئيسية للكاتدرائية، وسط ترديد العديد من الهتافات المنددة للحادث الإرهابى الغاشم الذى هز جدران المنازل المجاورة، وكان أبرزها «مسلم ومسيحى إيد واحدة»، مطالبين بسرعة القبض على منفذى هذه العمليات الإرهابية والقصاص منهم. وقال بائع فى المخبز فى الجهة المقابلة للكاتدرائية إنه أثناء اندماجنا فى العمل فوجئنا بدوى انفجار هائل يهز المكان، فهرعنا إلى داخل الكاتدرائية، حيث وجدنا العديد من الضحايا والمصابين على الأرض ومعظمهم فى حالة حرجة، فسارعنا إلى حمل المصابين إلى الخارج، وقام الشباب من أهالى المنطقة بإيقاف السيارات الملاكى والميكروباص لنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة، إلى أن وصلت سيارات الإسعاف التى قامت بنقل الضحايا والمصابين إلى مستشفيات الدمرداش ودار الشفاء والزهراء، وأضاف أن العديد من الضحايا تحولوا إلى أشلاء ومعظمهم من السيدات والأطفال، وكانت أكثر الرويات تداولا بين العديد من شهود العيان هى أن هناك سيدة تركت حقيبة داخل الكاتدرائية، مما اثار اندهاش الموجودين وبعدها بدقائق حدث الانفجار. وعلى رصيف مستشفى الدمرداش الجامعى جلس «إلينى فرج» وعلى قميصه آثار دماء الأبرياء يبكى زوجته «سميحة توفيق» التى كانت معه داخل الكاتدرائية أثناء وقوع الانفجار، واختفت الزوجة عقب الانفجار، وراح الزوج المسن يبحث عن زوجته أملا ان يجدها بين المصابين، وأخذ يروى اللحظات العصيبة التى عاشها قائلا إن الانفجار حدث قبل انتهاء الصلاة بربع ساعة. وداخل مستشفى الطواريء الجديد اصطف العديد من أهالى الضحايا والمصابين، يبحثون عن ذويهم داخل المستشفي، وبعضهم توجه إلى داخل المستشفى للإطمئنان على الحالات الموجودة إلا أن معظمهم خرجوا منهارين وفى حالة حزن شديد بعدما تأكدوا أن ذويهم من ضمن الذين لقوا مصرعهم، واتشحت النساء بالسواد وملأ البكاء أرجاء المكان، وتعالت صرخاتهن حزنا وألما، واختلطت دموع المسلمين والمسيحيين، فى ظل مشهد يسجل ترابط الوطن ومشاركة مسلميه وأقباطه الأحزان قبل الأفراح، ووسط هذا الحشد من السيدات لاحظنا سيدة محجبة انهارت من البكاء، وعندما اقتربنا منها وبسؤالها، ردت بحسرة وأسى إنها فقدت أعز صديقة لها وهى «إيمان»، التى كانت من ضمن الضحايا، ونعتها بحزن قائلة «هى اللى كانت أول واحدة بتعيد على فى جميع المناسبات، وأقربها مناسبة المولد النبوى الشريف». وامتلأت طرقات المستشفى «بالجوارب الطبية» الملطخة بدماء الأبرياء، وعندما سألنا أحد الأطباء قال إن الحالات التى أتت إلى المستشفى كانت كبيرة واضطر بعض الأطباء إلى إخراج أسرة احتياطية إلى خارج مبنى الطوارئ لمحاولة إسعاف أكبر عدد ممكن من المصابين، وأكد لنا أن المستشفى به العديد من الحالات الخطرة، وأنه يتم إجراء عمليات جراحية لبعضهم، وبعضهم أصيب بإصابات طفيفة وتم تقديم الإسعافات اللازمة لهم، وخرجوا من المستشفي. واضافت زوجة حارس الكنيسة واسمه نبيل إنهم اعتادوا الجلوس أمام الكنيسة من الخارج لتوزيع القربان وأنها فوجئت بسماع صوت انفجار ضخم وشاهدت سقوط حطام جدران الكنيسة وإصابة زوجها جراء الموجة الانفجارية ونقله الى المستشفى حتى علمت بوفاته.