كتب علي سالم إبراهيم: لا شك أنه من بين أسباب الوعكة الصحية التي تمر بها الحركة المسرحية, هو غياب المسرح القومي( الأب الروحي) للمسرح المصري, بسبب حالة الإغلاق الدائم لمبناه؟ أحيانا بسبب التجديدات, وأحيانا أخري بسبب الحرائق, ودائما الفاعل مجهول, مما يجعلنا نتسائل, هل هناك تعمد لتغييب المسرح القومي؟ حملنا هذا التساؤل إلي ثلاثة يمثلون أجيالا مختلفة ممن تولوا إدارة المسرح القومي. تقول سميحة أيوب سيدة المسرح العربي, لم نتعامل مع المسرح القومي, علي انه مبني فقط, لكنه مؤسسة ثقافية وفنية وبيت عريق, وقد أضطررنا لنقل عروضه من مكانه العريق إلي مسرح ميامي المخنوق بزحام المحال التجارية, وعدم وجود أماكن للسيارات, كما أن قرب مسرح ميامي من ميدان التحرير, الذي يشهد منذ أكثر من عام ونصف العام, الكثير من مظاهرات التأييد والاعتراض, أدت إلي إلغاء الكثير من فعالياته الثقافية, كل ذلك ساهم في إضعاف مكانة المسرح القومي وبالتالي أثر علي الحركة المسرحية. ويؤكد المخرج عصام السيد, أن المسرح القومي رمز للحركة المسرحية وليس جهة انتاج فحسب, له قيمة معنوية كبيرة, لكن عدم استقراره في مكانه وموقعه له تأثيره المعنوي في الحركة المسرحية بالإضافة إلي الأحداث التي اعقبت ثورة يناير كان لها تأثير سلبي, وتوقف النشاط المسرحي, وكان منها مسرحية في بيتنا شبح تأليف لينين الرملي, كما أن المسرح القومي لم يقدم كل انشطته وفعاليته مما أثر في المسرح المصري بصفة عامة. أما الفنان خالد الذهبي, المدير الحالي للقومي, يقول, رغم اني توليت الإدارة في توقيت غاية في الصعوبة, قدمت3 عروض كبيرة هي خالتي صفية والدير ثم حكايات الناس في ثورة19 و في بيتنا شبح, أعادت هذه العروض الثقة لجمهور المسرح, بتحقيق أعلي الايرادات, رغم أنها تقدم علي مسرح ميامي القريب من أحداث ميدان التحرير, والكل يعرف مدي تأثير هذه الاحداث علي نفوس الجمهور قبل الفنانين فالمسرح موجود ويعمل والجمهور يحرص علي حضور عروضه لثقته فيما نقدم له من اعمال متنوعة ومتميزة.