يحيى العالم بالتزامن مع بداية شهر ديسمبر من كل عام التوعية بفيروس نقص المناعة المكتسبة «الإيدز»، وأهمية الوقاية ومكافحة الإصابات الجديدة بعدما وصل عدد المتعايشين مع المرض إلي 36.7 مليون شخص حول العالم وفقا لآخر إحصائيات برنامج الأممالمتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية بنهاية 2015. وتحت شعار «بالوقاية هنوصل» تنظم احتفالية اليوم العالمي للإيدز في مكتبة الأسكندرية بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمات الأممالمتحدة وعدد من منظمات المجتمع المدني من أجل تسليط الضوء على التحديات في مواجهة المرض. وعلى الرغم من كون نسبة الاصابة في مصر هي الأقل علي مستوي العالم، حيث لا يتجاوز عدد المتعايشين مع المرض 11 ألفا بنهاية عام 2015 وفقا لإحصائيات وزارة الصحة. إلا أنه من الملاحظ تزايد عدد الإصابات الجديد المكتشفة سنويا بنحو 20 إلى30 % حيث سجلت نحو 1500 حالة جديدة العام الحالي مقارنة بنحو 1200 حالة العام الماضي. ويقول أحمد خميس مدير برنامج الأممالمتحدة لفيروس نقص المناعة المكتسب بمصر، إن الزيادة السنوية في أعداد المصابين تتطلب تعزيز جهود الوقاية ونشر رسائل التوعية من أجل تشجيع الشباب على إجراء اختبارات فيروس نقص المناعة البشرية كخطوة رئيسية نحو الوقاية والعلاج، خاصة بين الفئات في دائرة الخطر وهم الشباب وأطفال الشوارع. وللأسف هناك غياب لآليات التوعية لهذه الفئات وفي أحسن الأحول لا يتم الوصول إلا ل 15% من إجمالي المستهدفين. ويؤكد خميس أن الاستثمار في الوقاية وتخصيص الموارد المالية لجهود المكافحة ورفع الوعي يعتبر الاختيار الأجدى نفعا والأكثر ترشيدا للموارد بدلا من الاكتفاء بتوفير العلاج، مشيرا إلى أن مصر تمتلك إستراتيجية لمواجهة فيروس نقص المناعة ومنع الإصابات الجديدة إلا أنها تفتقد إلي الموارد المالية اللازمة، لذلك يجب أن تتكامل جهود الدولة والمجتمع المدني لنشر الوعي حول سبل مكافحة العدوى بالفيروس. وعلى خلفية هدف القضاء على العدوى الفيروسية المسببة للإيدز بحلول 2030 كجزء من أهداف التنمية المستدامة، يراقب العالم محاولات الباحثين تطوير دواء يشفي من الفيروس بوصفه أكثر الأمراض التي تهاجم الجهاز المناعي بشراسة، وذلك بعدما أعلن فريق بحثي شفاء أول مريض من الإيدز واختفاء الفيروس من الدم تماما حيث يعكف حاليا باحثون من جامعات أكسفورد وكامبريدج وكينجز بالمملكة المتحدة علي تطوير علاج جديد وتجربته على50 مريضا. ويعمل الدواء الجديد من خلال مرحلتين الأولي هي لقاح يساعد الجسم للتعرف علي الخلايا المصابة بالفيروس، بينما في المرحلة الثانية يتم تنشيط الخلايا الليمفاوية المسئولة عن المناعة. وفي سياق متصل تشهد بدايات شهر ديسمبر بدء أكبر دراسة لاختبار فعالية لقاح للوقاية من الفيروس المسبب للإيدز على عدد 5400 من الرجال والنساء غير المصابين والمتوقع إصاباتهم بالمرض في شمال افريقيا، والتي تعتبر من أعلى نسب الإصابة في العالم حيث تقدر بنحو ألف حالة يوميا. ومن المزمع ان يتلقي المشاركون في الدراسة اللقاح على خمس جرعات خلال عام. أما محليا فتمتد نشاطات الحملة الوطنية للوقاية والتوعية من الفيروس المسبب للإيدز من خلال عدد من الحملات الإعلامية في 15 محافظة بالإضافة للجامعات طوال شهر ديسمبر حيث يقوم المتطوعون بنشر الدعوة والتوعية لأقرانهم باستخدام معلومات بسيطة سهلة الفهم. كما ستقام حملات لمقدمي الرعاية الصحية التابعة لوزارة الصحة في 4 محافظات مختلفة، تحت عنوان «بالمعرفة والوقاية نوقف الوصم والتمييز»، بهدف تعزيز المعرفة لدى الطاقم الطبي بالممارسات الصحيحة للوقاية من فيروس نقص المناعة والأمراض المنقولة بالدم وحق المريض في تلقي العلاج.