شهد اليوم الثانى لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للبرتغال أمس، برنامجًا مكثفًا، حيث ألقى محاضرة فى الأكاديمية العسكرية عن كيفية مواجهة الإرهاب الدولى، وقام بزيارة مبنى البرلمان البرتغالى، كما التقى مجموعة من ممثلى مجتمع الأعمال البرتغالى، ضمت قيادات كبرى الشركات هناك، وزار مقر شركة " أوجما" العملاقة للصناعات الجوية فى لشبونة. وفى رده على أسئلة قيادات الجيش البرتغالى بعد المحاضرة، أكد الرئيس السيسى على أن الشعب المصرى، حريص على أمن واستقرار بلده، ويتفهم الإجراءات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة أخيرا، باعتبارها ضرورة للنهوض بالاقتصاد الوطنى، كما شدد على أن مصر عازمة على بناء دولة ديمقراطية حديثة تقوم على سيادة القانون. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة، بأن الرئيس أوضح، خلال المحاضرة، أن المنظمات الإرهابية تتخذ من الدين الإسلامى، ستارًا زائفًا لأعمالها، وأنه لا يوجد فارق جوهرى فى الأفكار التى تؤمن بها، وأن تلك الأفكار تقوم على الإقصاء، ونبذ الآخر، وتكفير المجتمع. وأشار الرئيس السيسى إلى أن مصر تحرص دائمًا وهى تواجه الإرهاب، على أن يكون ذلك فى إطار سيادة القانون، واحترام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان. وشدد الرئيس على ضرورة بناء نموذج بديل للأيديولوجيات المتطرفة، بحيث يصبح هذا النموذج التنويرى، هدفًا أمام الشباب، يحافظ على حريتهم ويحقق الأمن والاستقرار والرخاء لهم ولأبنائهم. وأعرب الرئيس عن قلقه إزاء ما اتسم به النهج الدولى فى التعامل مع ظاهرة الإرهاب والتطرف من قصور، لاسيما أن السنوات الماضية أظهرت عدم قدرة الجهود الدولية على حماية مجتمعاتنا من هذه الشرور. وأوضح الرئيس السيسى أن المتطرفين يتبنون جوهرًا فاشيّا، وقراءة مغلوطة للتاريخ، وهو ما ينتج خطابًا يحث على كراهية الآخرين، ويفضل استخدام العنف لفرض رؤيته. وأكد الرئيس أن المواجهة الأمنية، لن تكفى وحدها للقضاء على تلك الأفكار المنحرفة، بل لابد من المواجهة الفكرية، وهو ما يقوم عليه التحرك المصرى فى هذا الشأن. ولفت الرئيس إلى أن الشعب المصرى، تحمل الكثير من التضحيات، وأن مصر لا تخوض هذه المعركة من أجل نفسها فقط، بل صونًا للاستقرار الإقليمى، وحماية لمقدرات شعوب المنطقة بأسرها، والتى لا يخفى ارتباط أمنها باستتباب السلم والأمن الدوليين.