مازال الإهمال الطبى الشديد والأخطاء الطبية الجسيمة التى لا تغتفر تحصد أرواح الأبرياء واحدا تلو الآخر بلا شفقة أو رحمة وكأننا مازلنا فى عصور الجاهلية الأولي، ولم يكن الشاب الجامعى البسيط زكريا أمين الذى أصيب فى حادث انقلاب دراجته النارية على طريق كفرالشيخ سيدى سالم بإصابات طفيفة فى الأنف والفك يدرى أنه سيكون على موعد مع خطأ طبى فادح وإهمال شديد سيؤدى الى وفاته. وتربع التلاعب بأرواح الابرياء على العرش وبلغت اللامبالاة ذروتها من جانب الأطباء الذين لم يكلفوا انفسهم ويعرفوا فصيلة دم الشاب المصاب ونقلوا إليه دما مخالفا لفصيلة دمه داخل غرفة العمليات اثناء اجراء جراحة له فى الانف وفارق الشاب الحياة على يد اصحاب البالطو الأبيض الذى تلطخ بدمائه. هو الشاب الطالب الجامعى زكريا أمين زكريا عسكر من سيدى سالم بمحافظة كفر الشيخ فى لمح البصر تحولت حياة اسرته الى جحيم وسكنت العتمة والوحشة جدران البيت المتواضع بعد ان رحل عنه زهرة العمر والشباب. واقعة الأهمال الطبى كما يرويها شقيقه الأكبر محمد سائق ترجع ليوم 17 أكتوبر حينما كان يسير شقيقه زكريا الطالب بالفرقة الثانية بكلية الآداب جامعة طنطا بدراجته النارية، وقبل أن يصل للقرية فوجئ بمطب صناعى تم استحداثه لم يكن على دراية به، فحاول تفاديه، ولكنه سقط أرضاً على الأسفلت بالدراجة النارية، وتم نقله لمستشفى كفر الشيخ العام، والتى قامت بتحويله لمستشفى الطوارئ الجامعى بطنطا، والتى شخصت حالته بأنه كسر مضاعف فى الفك والأنف وجرح بالرأس، وتم اسعافه وتقرر إجراء عملية جراحية له فى الفك بنفس المستشفي. وطلب الاطباء شراء أكياس دم ومتبرعين وتم احضارهم للمبادلة، رغم أننا دفعنا ثمن أكياس الدم، وحينما سألنا عن فصيلة أخي، أخبرونا بالمستشفى أنهم قاموا بعمل تحليل دم وأن فصيلته A موجب فقلنا للمستشفى أنتوا متأكدين قالوا أكيد، وطلبوا منا عمل توافق فى بنك الدم بالمستشفى الفرنساوى الجامعى المجاور لهم والذى يوجد به معمل الدم. وتوجهنا هناك وقلنا لهم نريد عمل توافق وهو عمل يستغرق 10 دقائق على الأقل، ولكننا بعد دقيقتين أخبرونا بأن الفصيلة هى نفس الفصيلة التى تم التأكيد عليها بمستشفى الطوارئ A موجب. وبناء عليه تم اعطاء أخى كيس دم وكيس بلازما من نفس الفصيلة، وبعد أن أتم أخى الحصول على كيس الدم ، فوجئنا بحركة مريبة وتوتر فى القسم الذى يعالج فيه شقيقى وطلبوا منا عمل تحليل لعينة دم أخرى بمعمل خارجي. قلنا ليه قالوا اعملوا وخلاص، وتوجهنا لمعملين خاصين بعينة من دم أخى واستدعيت زوج شقيقتى طبيب تحاليل، وحضر وقمنا بعمل 3 تحاليل اظهرت مفاجأة مدوية، أن فصيلة دم أخى هى O + وليس A + كما قال العاملون بمستشفى الطوارئ وبنك الدم بالمستشفى الفرنساوى فقمنا بالعودة إليهم وفوجئنا بحدوث مضاعفات خطيرة لصحة شقيقى تمثلت فى حدوث نزيف له بأماكن متفرقة بالجسم وتعرضه لفشل كلوى يتطلب غسيلا. وحينما ناقشناهم فى كيفية حدوث ذلك ردوا علينا معلش أصل الفصيلة طلعت غلط، ثم طلبوا كيس بلازما لأن الكيس اللى حصلنا عليه من نفس المعمل غير صالح، ورفض بنك الدم تبديل كيس البلازما وقالوا مش هنخذه واللى عايزين تعملوه اعملوه. وبعدها فارق شقيقى الحياة وطالبت أسرة زكريا بالتحقيق فى الواقعة، واثبات مدى الاهمال والجرم الذى تعرض له ابنهم ليسدل الستار على حياة شاب دفع حياته ثمنا للاهمال الطبي.