صدر كتاب «المتطرفون: نشأة التطرف الفكري، وأسبابه، وآثاره، وطرق علاجه» للدكتور جميل أبو العباس الريان مدرس مساعد الفلسفة الحديثة والمعاصرة بكلية الآداب جامعة المنيا بتقديم الدكتور بهاء درويش رئيس قسم الفلسفة بالكلية، وهذا الكتاب هو بحث نال الجائزة الأولى المتميزة من وقف المستشار محمد شوقى الفنجرى فى مجال خدمة الدعوة والفقه. ولا غَرْوَ أن الشريعةَ الإسلاميةَ وسطٌ بين الشرائعِ وأن المسلمينَ، حقًا هم الأمةُ الوسطُ بين الأمم، بِيِدَ أن العديد من مجتمعات العالم المعاصر، تعيشُ حالةً من التوتر والقلقِ الدائمين؛ بسبب استشراء التطرف الفكرى الذى ازدادت حِدَّتُه فى الآونة الأخيرة؛ لأنه لم يعدْ يقبعُ فى دائرة التنظير المجازى وإنما خرج إلى حيز الوجود الواقعي. ومن ثمَّ جاء هذا الكتاب كصرخةٍ فى وجهِ التطرفِ الفكري، وما نجم عنه من أفكارٍ، ومذاهبٍ، وجماعاتٍ متطرفةٍ، باتت تهدد آمنَ البشريةِ وسلامَها. وقام المؤلف بتقسيم الكتاب إلى خمسة فصول، تسبقها مقدمة وتمهيد وتلحقها خاتمة، الفصل الأول «معنى التطرف الفكرى وعلاقته بالمفاهيم الأخري», وهو إطار مفاهيمى يتناول معنى التطرف فى اللغة والاصطلاح ومعنى الفكر لغة واصطلاحًا وغيرها من المفاهيم، كما يتناول علاقة التطرف الفكرى بالمفاهيم الأخرى كالعنصرية والتعصب والإرهاب.. إلخ. وختم هذا الفصل بسمات الشخصية المتطرفة فكريًا وفى الفصل الثانى «نشأة التطرف الفكري» تناول الباحث تاريخ التطرف منذ تطرف إبليس، مرورًا بتطرف قابيل والنمرود وفرعون ثم يعرض للتطرف الفكرى فى الفكر الغربى منذ اليونان والعصر الوسيط المسيحى وحتى الآن وللتطرف الفكرى فى الفكر العربى منذ بلاد العرب والعصر الوسيط الإسلامى وحتى الآن، بالإضافة إلى إبراز الفارق بين التطرف الفكرى المحلى والدولى وينتهى بعرض لأنواع التطرف الفكرى والدينى والأيديولوجى والسياسى وغيرها. وفى الفصل الثالث: «أسباب التطرف الفكري» يقدم تفسيرًا مفصلاً لأسباب التطرف الفكرى المختلفة وهى الأسباب الدينية والتربوية والأسباب الاقتصادية والسياسية والإعلامية والفصل الرابع «آثار التطرف الفكري» فهو عرض لبعض الآثار التى خلَّفها التطرف الفكرى تجاه المجتمع وهى الأثر الذاتى على المتطرف نفسه والأثر السلوكى والأثر السلبى على الأمن المجتمعى والأثر السلبى على المنظومة الفكرية والاجتماعية والأثر السلبى للتطرف الفكرى من وجهة نظر دينية، أما الفصل الخامس «طرق علاج التطرف الفكري» وفيه عرض لطرق علاج التطرف الفكرى من ناحية مستوى الفرد ومستوى الجماعة ومن ناحية المستوى المجتمعي، بالإضافة إلى عرض لأبرز أساليب العلاج على المستوى العام، والمناعة الفكرية. وقد جاءت الخاتمة متضمنة عرضًا مفصلًا لأهم النتائج وهي: أن التطرف الفكرى لم يكن قديمًا قدم التاريخ البشرى فحسب، بل منذ تطرف إبليس وعصيانه لأمر ربه سبحانه وأن الشخصَ المتطرف على استعداد أن يضحى بأثمن ما عنده باسم فكرة، سواء دينية أو سياسية أو أيديولوجية وأن اتهامُ المسلمينَ بالإرهابيين وأن الإسلامَ مصدرٌ للتطرف والعنف، والإرهاب، فيه ظلمٌ وبخسٌ وتشويهٌ لصورة الإسلام الحقيقية لأنه دين السلام والعدل والحق والرحمة والتسامح. الكتاب: المتطرفون المؤلف: د. جميل الريان الناشر: النخبة للطباعة والنشر
