بعد خطوة طرق أبواب مجتمع الشباب والاستماع إليهم والرد عليهم بالحجة والمعلومة دون تسويف أو مبالغة فى تقدير حقيقة الواقع,وهى خطوة من ألف خطوة مطلوبة,لا نجد غضاضة فى المطالبة بفتح حوار آخر لا يقل أهمية مع «المغيبين» ممن سلموا عقولهم وأرواحهم لدعاة الإرهاب. لا يمكن الإكتفاء بالترحم على شهداء الوطن دون مبادرة حقيقية لحفظ الدماء الغالية.لاحوار مع القتلة من عصابات الإخوان وأعوانهم لكن نحن بحاجة لاقتحام سلمى شجاع للبيئة الحاضنة التى تخرج منها جماعات القتل مثل «العقاب الثورى» و«لواء الثورة» التى تضم شبابا غير مسجل أمنيا لم يجد من يحتويه ويسبر أغواره. قد يسقط فى أرض الاشتباك عشرات الإرهابيين لكن يولد من ظهرانيهم المئات من ضحايا عمليات غسيل المخ الإخوانية التى تلعب بخسة على وتر أخطاء سياسية واقتصادية لأجهزة الدولة.ربما لايملك قادة الإخوان سواء خلف الأسوار أوالهاربين شجاعة الإعتذار للوطن عما اقترفته أيديهم,ولا يتوقع أن يقود هؤلاء مراجعات فكرية تنبذ أفكارهم القطبية المتشددة لأنهم يعلمون تماما أن فى ذلك فناء لجماعتهم, لكن لا مفر من الحوار مع المغيبين من أتباعهم الذين تعلموا تحت جنح الظلام أن صحيح الدين فى السمع والطاعة لقادتهم. نتحدث عن الجيران والزملاء,الشركاء فى الوطن من المتعاطفين مع «شرعية مرسى», هؤلاء لا يفلح معهم الحل الأمنى بل يجب أن نكسبهم شركاء حقيقيين فى البناء عبر «الدمج الآمن» بحوار سياسى ناضج تفرض من خلاله دولة القانون مظلتها على الجميع لينضوى الخصوم تحت راية المعارضة السلمية الواعية.الدمج الآمن لا يعنى تراخيا للدولة أو للأمن أو صفقة سياسية فى الظلام,بل يعبر عن دولة قانون قوية وواثقة,قادرة على حصار الجماعة سياسيا وتفكيكها وإتاحة بداية جديدة لمن لم يتورط فى القتل والتحريض. وعلى أنصار الجماعة الاختيار بين الوطن أو حزبهم المحظور الذى يواجه معضلة أيديولوجية ترتكز على أنه ليس مثل الأحزاب الثورية أو الأصولية التى تم دمجها سياسيا فى آليات العمل الديمقراطى فى تجارب شهدتها بلدان عدة بسبب الطبيعة المعقدة لبنيته التى تعظم مبدأ السمع والطاعة للجماعة وإنكار الولاء للوطن ومؤسساته. [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين