كشفت الندوة الإعلامية لمشروع «النقل المستدام»، التى شهدتها مدينة شبين الكوم عاصمة المنوفية، فى الأسبوع الماضي، الكثير من المعوقات التى تقابل المشروعات التى تهدف للحد من الانبعاثات المضرة الملوثة للهواء والبيئة بصفة عامة، الناجمة عن احتراق الوقود، لا سيما المشروعات الداعية للعودة إلى استخدام الدراجات كوسيلة مواصلات صديقة للبيئة، التى يحتضنها الشباب. على الرغم من سعى مصر، وجهود جهاز ووزارة البيئة، ونجاحها عن طريق التعاون الدولي، فى كسب منحة دولية بتمويل من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، وبرنامج المنح الصغيرة بمرفق البيئة العالمي، وتنفيذه بمتابعة من الوزير الدكتور خالد فهمي، وبالتعاون مع عدد من المحافظات والوزارات، إلا أن هناك عراقيل كثيرة تحول دون أن يتم ذلك على الوجه الأكمل ، خاصة فيما يتعلق بالتعدى على مسارات الدراجات داخل مدينة شبين الكوم، وهى إحدى مدينتين تم تنفيذ المشروع فيهما، بينما المدينة الأخرى هى الفيوم. مشروع الدراجات وفى افتتاحها للفعاليات قالت الدكتورة منى كمال، وكيل أول وزارة البيئة ومنسقة المشروع: «من أهم مشكلات النقل فى مصر أعداد السيارات التى تضاعفت خلال العقدين الأخيرين، لأكثر من عشرين ضعفاً، مما أدى لزيادة عوادم السيارات حتى أصبحت تشكل خطورة كبيرة على نوعية الهواء. وأضافت أن وزارة البيئة تنفذ حالياً عددا من المشروعات، بهدف خفض معدلات استهلاك الطاقة، وبالتالى خفض الانبعاثات، ومنها تشجيع رياضة المشي، والاعتماد على الدراجات الهوائية. وأردفت أن الوزارة تعاونت أيضا مع الوزارات والجهات المعنية فى مشروعات جادة مثل استبدال التاكسيات القديمة بأخرى صديقة للبيئة، بحيث يتم فى المستقبل التغلب على مشكلة الموتوسيكلات ثنائية الأشواط، وهى الأكثر تلوثاً، بوقف استيرادها تماماً، ومن خلال آلية محددة يمكن استردادها من حائزيها، ومساعدتهم ليتمكنوا من حيازة موتوسيكلات رباعية الأشواط. وقالت: «نتمني، كما كان تعاوناً مثمراً ومستمراً مع محافظة المنوفية بقيادة الدكتور هشام عبد الباسط، أن يستكمل مشروع مسارات الدراجات كل عوامل النجاح». ومن جهته، أكد المهندس محمد فتحي، مدير المشروع، أن الدعوة لاستخدام الدراجات دعوة عالمية بل فى الكثير من الدول الأوروبية الآن أصبح مؤشر استخدام الدراجات فى تصاعد مستمر حتى بين الوزراء ورؤساء الوزارات أنفسهم. وأضاف أنه إذا كان البعض عندنا يرى فى الدعوة لاستخدام الدراجات عودة للوراء فهذا خطأ، وكذلك مطالبة البعض بتوجيه ما يتم إنفاقه على مشروع «استدامة النقل»، وتحديداً إنشاء مسارات مخصصة للدراجات، «والاستفادة بتلك الأموال فى مشروعات أخري، فهذا غير منطقي؛ لأن المنحة المخصصة من برنامج الأممالمتحدة وصندوق المنح الصغيرة بمرفق البيئة العالمي؛ ملزم بتوجيهها لهذا الهدف فقط دون غيره، ويستحيل توجيهها لأى أغراض أخري. مكونات.. وعقبات واستطرد المهندس فتحى أن المشروع يشمل ستة مكونات رئيسية ومتكاملة تهدف لتقليل الوقود، والحد من الانبعاثات. وعلى الرغم من النجاح الذى تحقق؛ إلا أننا نشاهد الكثير من العقبات، ومنها احتلال بعض مسارات الدراجات، ووقوف السيارات فيها، أو إزالة الفواصل من بعض المسارات. وأوضح أنه تم من خلال المشروع تنفيذ مشروعين رائدين على محاور ستة طرق رئيسة بمدينتى شبين والفيوم لتشجيع رياضة المشي، واستخدام الدراجات. وفى سبيل تحقيق ذلك تم تطوير الأرصفة بطول 14 كيلومترا وإنارتها وتشجيرها، وإنشاء مسارات موازية لاستخدام الدراجات مع عمل فواصل أرضية لتحديد حارات سير الدراجات ولافتات جانبية وعلامات أرضية للتوجيه وتأمين الحركة، وتصنيع وحدات انتظار للدراجات، وتثبيتها عند المواقع التى يرتادها مستخدمو الدراجات مثل المدارس والكليات والهيئات والإدارات الحكومية، بمشاركة الجمعيات الأهلية، ومنها فى شبين الكوم 271 وحدة انتظار تسع 2015 دراجة بالتعاون مع جمعيتي التقوى والجمعية المصرية للنهوض بالمرأة والطفل. وأضاف أنه تم فى الفيوم، بالتعاون مع الجمعية العربية للتنمية البشرية، تنفيذ 118 وحدة انتظار تتسع لعدد 350 دراجة، وبالنسبة لتسهيل حصول الطلبة والشباب من الجنسين والمواطنين بصفة عامة على الدراجات، فقد تم، من خلال برنامج القروض الدوارة، بالتعاون مع الجمعيات الأهلية نفسها؛ تيسير حصول 310 من أبناء الفيوم، و514 من أبناء شبين الكوم؛ على دراجات، وبدون فوائد. ندوات.. وجمعيات وعن نجاح المشروع فى حملات التوعية بأهمية الاعتماد على الدراجات ورياضة الممشي، تقول ندا طنطاوي، المستشار الإعلامى للمشروع: «تم تنظيم 15 ندوة توعية فى شبين الكوم، وعشر ندوات فى الفيوم، كما نظم المشروع 19 جولة بالدراجات فى شبين، وعشر جولات فى الفيوم، كما نظمنا لقاءات مع نواب البرلمان فى المدينتين، لإطلاعهم على أهداف المشروع وأهميته، وآخرها هذه الندوة مع إعلاميى وصحفيى المحافظة، لإيماننا بدورها فى التوعية، وفق قولها. ومن جهته، تناول كل من: الدكتور محمد طاحون ولبنى نجم، دور الجمعيات الأهلية فى المشروع، والتوعية بالأهمية الاقتصادية والبيئة والمجتمعية له. وفى الختام، تناولت المناقشات السلبيات التى يعانى منها المشروع خاصة نزع فواصل مسارات الدراجات فى أماكن عدة؛ من أمام إحدى النقابات، وعدم الاهتمام الكافى من المسئولين والمحافظة، بالتصدى لهذا التجاوز الخطير.