أظهرت الحملات التى قامت بها الأجهزة الرقابية أخيرا على الأسواق، وجود تلاعب كبير من قبل بعض التجار ورجال الأعمال فى حركة السلع الغذائية خاصة الاستراتيجية مثل القمح والسكر والأرز وغيرها بالأسواق، سواء باحتكار استيراد أو إنتاج وتوزيع بعض هذه السلع، أو بجمعها وتخزينها للاتجار بها فى السوق السوداء. والحقيقة أن الأجهزة الرقابية خاصة الرقابة الإدارية وشرطة التموين والأمن العام، تمكنت خلال تلك الحملات من ضبط ملايين الأطنان من السلع التى يتلاعب بها المتاجرون بأقوات الشعب، الأمر الذى يؤكد ضرورة الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التلاعب بالسلع الأساسية. وفى الوقت نفسه، نحن بحاجة إلى إعادة النظر فى منظومة الإنتاج والاستيراد والتوزيع لتلك السلع، لمنع أى عمليات احتكار وضمان وصولها إلى الأسواق بسلاسة ودون تلاعب وفقا للأسعار العادية بدون زيادات غير مبررة أو جشع من بعض الفاسدين. كما أنه من المهم استمرار حملات الأجهزة الرقابية على الأسواق، وعدم اقتصارها على أوقات الأزمات فقط، ليشعر الجميع بأن الدولة تراقب باهتمام حركة الأسواق وتحاسب كل من يتجاوز فى حق المواطنين أو يحاول التلاعب بأقواتهم. إن التصدى لعمليات الاحتكار وجشع التجار ليس مهمة الدولة فقط، ولكن هناك دور أساسى أيضا للمواطنين وجمعيات حماية المستهلك ومنظمات المجتمع المدنى من خلال التوعية المستمرة للجماهير للتمسك بحقوقهم، والإبلاغ الفورى عن أى تلاعب فى السلع والأسواق، حتى نقضى على أى انحراف فى هذا المجال، وتستقر الأحوال المعيشية للمواطنين بدون احتكار أو جشع. لمزيد من مقالات رأى الاهرام