في استفتاء شبه رسمي علي اليورو, يتوجه الناخبون اليونانيون اليوم إلي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة لاختيار300 نائب برلماني, بعد أسابيع قليلة من إخفاق الأحزاب اليونانية في الحصول علي الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة جديدة في الانتخابات. التي جرت الشهر الماضي. وتشير استطلاعات الرأي إلي أن حزبي الديمقراطية الجديدة المحافظ, وسيريزا اليساري المتطرف يخوضان منافسة ضارية, فالاختيار الأول يعني الاستمرار في اليورو والالتزام بسياسة التقشف المتفق عليها مع أوروبا, أما الثاني فيحمل رفضا للتقشف ويطالب بفتح باب التفاوض من جديد مع أوروبا ويخيم عليه ظلال الخروج من منطقة اليورو. وفي نظرة متفائلة للمستقبل قبل ساعات من حسم اليونانيين لموقفهم من اليورو عبر الانتخابات, أكد الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس أن تغلب اليونان وأوروبا علي أزماتهم الاقتصادية مسألة وقت, وأكد أن اليونان تمر الآن بفترة عصيبة, مشيرا إلي أن الأزمة الاقتصادية ليست ظاهرة يونانية فقط, وإنما ظاهرة أوروبية. ومن ناحيته, حذر جان كلود يونكر رئيس مجموعة اليورو اليونانيين من إعطاء ظهورهم لليورو, محذرا من أن فوز يساريين راديكاليين يعارضون خطة الإنقاذ ستكون له تداعيات لا يمكن التنبؤ بها بالنسبة للوحدة النقدية. وفي برلين, سعي الساسة والاقتصاديون الألمان للتخفيف من حدة المخاوف المرتبطة بفوز اليسار اليوناني في الانتخابات البرلمانية وما قد يترتب عليه من خروج اليونان من منطقة اليورو. وصرح وزير الاقتصاد الألماني ونائب المستشارة أنجيلا ميركل فيليب روسلر في برلين بأن مستقبل منطقة اليورو ليس مرتبطا بنتائج الانتخابات اليونانية, ولكن اليونانيين سيقررون مستقبلهم في هذه الإنتخابات. وفي الوقت ذاته, أكدت لايل برينارد وكيلة وزارة الخزانة الأمريكية للشئون الدولية أن زعماء مجموعة العشرين سيركزون في قمتهم التي تبدأ بعد غد الاثنين في لوس كابوس بالمكسيك علي تعزيز الطلب والنمو العالمي وتشجيع الاقتصادات الصاعدة علي تعزيز النمو ودعم مرونة العملة. كما ستحتل أزمة اليونان ومنطقة اليورو جانبا رئيسيا من القمة, حيث سيجري الرئيس الأمريكي باراك أوباما مباحثات هامة مع نظيرته الألمانية أنجيلا ميركل حول مستقبل اليورو وتأثيره علي الاقتصاد الأمريكي. وفي روما, نظمت ثلاث اتحادات عمالية كبري في إيطاليا مظاهرات احتجاجية علي تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد وتزايد وتيرة الفصل التعسفي عن العمل. وشارك في المظاهرات عشرات الآلاف من المواطنين الذين طالبوا أيضا حكومة التكنوقراط بزعامة رئيس الوزراء ماريو مونتي بتحقيق تحول مهم في مكافحة التهرب الضريبي.