عندما يبدأ أى حديث عن مصر والسودان، تقفز للذاكرة مباشرة مياه النيل، فالجغرافيا ومكونات الطبيعة تجمع الشعبين، فى علاقة أزلية لن تنتهي، علاقة تحملها مياه النهر الخالد عبر كل العصور، علاقة لن تنتهى فى الغالب، توصف العلاقات بين دولتين أو أكثر بأنها تاريخية، ولكن هذا الوصف ربما لا ينطبق على مصر والسودان، فالعلاقات تكون بين دول وحدود وشعوب، إن «الحياة» هى التى تربط بين هذين البلدين. وأمس، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى فى ختام أعمال مؤتمر الحوار الوطنى السودانى بالخرطوم ، تلبية للدعوة الموجهة لمصر من الرئيس السودانى عمر البشير، وهى ذات الجلسة التى شارك فيها أيضا عدد من رؤساء الدول الإفريقية، ورؤساء بعض المنظمات الإقليمية والدولية..مشاركة مصر فى مثل هذا الحدث السودانى ممثلة بشخص الرئيس تؤكد طبيعة نظرة كل دولة للأخري، حيث يجمعهما نهر وجغرافيا وتاريخ ممتد ومصير مشترك. فالرئيس السيسى يؤكد دائما دعم مصر ومساندتها لكل الجهود التى يقوم بها الرئيس عمر البشير للحفاظ على استقرار السودان، وتحقيق السلام والأمن فى كل ربوعه، كما دعت كل القوى والحركات السياسية فى السودان الى إنجاح الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس البشير، بما يسهم فى تعزيز وحدة الصف السودانى ويضمن تحقيق آمال الشعب السودانى فى السلام والاستقرار. الهدف إذن هو دعم مصر لجهود الرئيس السودانى لاستقرار بلاده، بلد لا يغيب عن مصر ولا تغيب المحروسة عنه، ويكفى أن الرئيس البشير كان الرئيس العربى الوحيد الذى شارك مصر فى احتفالاتها بذكرى انتصار السادس من أكتوبر الأسبوع الماضي، فى دلالة سياسية على عمق ما يجمع بين البلدين، وهو ما يعكس إرادة سياسية واضحة فى الوصول بمستويات التعاون المشترك إلى الآفاق التى تتسق مع ما يجمع البلدين. لم تكن مجرد احتفالية شارك فيها الرئيس السيسي، ولكن يتعين النظر فى مضامينها السياسية ومدلولاتها فى طبيعة العلاقات بين بلدين جارين، نحن نتحدث عن مصر والسودان، هذين البلدين اللذين ارتبط اسمهما معا فى التاريخ، ومن هذا المنطلق فمن الصعب أن نصف العلاقات بينهما بأى صفة مثل تاريخية، مميزة، أو شيء من هذا القبيل.. ولم لا!! فالعلاقات لا توصف بين أبناء البلد الواحد، حتى وإن ظهرت بعض الفجوات أحيانا، لأنها سرعان ما تنتهى وتعود الأمور إلى سابق طبيعتها. لمزيد من مقالات رأى الاهرام