فى إحدى أبرز المواجهات بين موسكو والغرب داخل أهم أروقة الأممالمتحدة، استخدمت روسيا مساء أمس حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا يدعو إلى وقف عمليات القصف فى حلب، مما حال دون تبنيه فى مجلس الأمن الدولي. وحظى مشروع القرار الفرنسى الذى قدمته باريس إلى مجلس الأمن الدولى بموافقة 11 دولة من بينها 3 من الأعضاء الخمسة الدائمين وهم الولاياتالمتحدةبريطانياوفرنسا، و 8 من الأعضاء العشرة غير الدائمين لصالحه أيضا باستثناء فنزويلا التى رفضت، فى حين امتنعت الصين وأنجولا عن التصويت. ومن جانبه، حث وزير الخارجية الفرنسى جان مارك آيرولت مجلس الأمن الدولى على التحرك فورا لإنقاذ مدينة حلب السورية من الدمار جراء ما سماه بحملة الضربات الجوية للطيرانين السورى والروسي. وكان مشروع القرار الفرنسى يدعو إلى وقف إطلاق النار فى حلب وفرض حظر للطيران فى المدينة بشمال سوريا. ويطلب مشروع القرار الفرنسى من الأمين العام للأمم المتحدة طرح خيارات لرقابة تحت إشراف الأممالمتحدة للهدنة وهدد «باتخاذ إجراءات إضافية» فى حالة عدم التزام «أى طرف من أطراف الصراع داخل سوريا». ورحبت روسيا فى وقت سابق فى مسودتها بمبادرة المبعوث الدولي، ودعت الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون إلى تقديم خطة مفصلة يمكن اعتمادها من قبل مجلس الأمن. وفى المقابل، رفض أعضاء مجلس الأمن الدولى أيضا أمس مشروع قرار روسى يدعو إلى وقف الأعمال القتالية فى حلب ، حيث رفض 9 أعضاء من أصل 15 ضد مشروع القرار الروسى الذى يدعو إلى وقف الأعمال القتالية فى شكل أكثر شمولا فى حلب، ومن أبرزهم بريطانياوفرنساوالولاياتالمتحدة، فى حين أيدته مصر والصينوفنزويلا، بينما امتنعت أنجولا وأوروجواى عن التصويت. وفى برلين، حذر وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير من العودة إلى عصور المواجهة بين الولاياتالمتحدةوروسيا وذلك نظرا لتنامى التوترات بين البلدين. وفى تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية، قال شتاينماير إن « الصراع بين روسيا وأمريكا آخذ فى التصعيد، كما أن بقايا الثقة بينهما تبدو متداعية، وإذا استمرت الحالة على ذلك، سنعود إلى عصور المواجهة بين قوتين عظميين». فى الوقت نفسه، أعرب شتاينماير عن اعتقاده بأن من الخطأ تشبيه الوضع الحالى بالحرب الباردة، وقال إن «العصور الجديدة مختلفة، وأكثر خطورة، ففى الماضى كان العالم منقسما إلى جزئين لكن موسكو وواشنطن كانتا تعرفان خطوطهما الحمراء وكانتا تحترمان هذه الخطوط». وفى سياق متصل، حذر فولفجانج إيشينجر، رئيس مؤتمر ميونيخ الدولى للأمن، من تصعيد الوضع، وقال إن «خطر المواجهة العسكرية كبير، ولم يكن هذا الخطر بمثل هذا الحجم فى العقود السابقة، كما أن الثقة بين الغرب والشرق لم تكن بمثل هذه الضآلة التى هى عليها الآن». وميدانيا، تمكن الجيش السورى من استعادة السيطرة على بلدات وقرى فى محافظة حماة أمس، مما أدى إلى تراجع الإرهابيين الذين كانوا قد حققوا تقدما كبيرا فى المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة.