شيخ العمود «إلكتروني».. شرح 60 كتاباً على يد كبار العلماء أسبوعياً بالأزهر    افتتاح الملتقى التوظيفي الأول لطلاب جامعة الفيوم    آخر تحديث.. تراجع جديد للدينار الكويتي مقابل الجنيه في البنوك    «صديقة الخباز» فى الصعيد.. رُبع مليار دولار استثمارات صينية    كتائب القسام في لبنان تعلن إطلاق عشرات الصواريخ تجاه أهداف عسكرية إسرائيلية    الهند.. مخاوف من انهيار جليدي جراء هطول أمطار غزيرة    طلب مفاجئ من محمد صلاح يقلب الموازين داخل ليفربول.. هل تحدث المعجزة؟    إمام عاشور يمازح جماهير الأهلي قبل نهائي أفريقيا.. ماذا فعل؟    رسميا.. المقاولون يطلب إعادة مباراة سموحة ويستشهد بالقانون وركلة جزاء معلول أمام الزمالك    آخر تطورات الحالة الجوية بالإمارات.. توقعات بسقوط أمطار غزيرة على عدة محافظات    مصري بالكويت يعيد حقيبة بها مليون ونصف جنيه لصاحبها: «أمانة في رقبتي»    تعرف على موعد عزاء المؤلف عصام الشماع    باسم خندقجي.. الأسير الفلسطيني الذى هنأه أبو الغيط بحصوله على «البوكر»    الأربعاء.. قصور الثقافة تحتفل بعيد العمال على مسرح 23 يوليو بالمحلة    إيرادات الأحد.. فيلم شقو يتصدر شباك التذاكر ب807 آلاف جنيه.. وفاصل من اللحظات اللذيذة ثانيا    خالد الجندي: «اللي بيصلي ويقرأ قرآن بيبان في وجهه» (فيديو)    «الرعاية الصحية»: نتطلع لتحفيز الشراكة مع القطاع الخاص بالمرحلة الثانية ل«التأمين الشامل»    رئيس جامعة كفر الشيخ يطمئن على المرضى الفلسطينيين بالمستشفى الجامعي    لجنة الصلاة الأسقفية تُنظم يومًا للصلاة بمنوف    برلماني: زيارة أمير الكويت للقاهرة يعزز التعاون بين البلدين    صندوق تحيا مصر يطلق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم الفلسطينيين في غزة    محمد حفظي: تركيزي في الإنتاج أخذني من الكتابة    استعدادًا لامتحانات نهاية العام.. إدارة الصف التعليمية تجتمع مع مديري المرحلة الابتدائية    انطلاق القافلة «السَّابعة» لبيت الزكاة والصدقات لإغاثة غزة تحت رعاية شيخ الأزهر    إخلاء سبيل المتهمين فى قضية تسرب مادة الكلور بنادى الترسانة    السفير محمد العرابي يتحدث عن عبقرية الدبلوماسية المصرية في تحرير سيناء بجامعة المنوفية    الإصابة قد تظهر بعد سنوات.. طبيب يكشف علاقة كورونا بالقاتل الثاني على مستوى العالم (فيديو)    تأجيل نظر قضية محاكمة 35 متهما بقضية حادث انقلاب قطار طوخ بالقليوبية    الصين تشارك بتسعِة أجنحة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ال33    تأجيل محاكمة مضيفة طيران تونسية قتلت ابنتها بالتجمع    لتطوير المترو.. «الوزير» يبحث إنشاء مصنعين في برج العرب    زكاة القمح.. اعرف حكمها ومقدار النصاب فيها    مايا مرسي: برنامج نورة قطع خطوات كبيرة في تغيير حياة الفتيات    بعد انفجار عبوة بطفل.. حكومة غزة: نحو 10% من القذائف والقنابل التي ألقتها إسرائيل على القطاع لم تنفجر    تردد قنوات الاطفال 2024.. "توم وجيري وكراميش وطيور الجنة وميكي"    طريقة عمل الكيك اليابانى، من الشيف نيفين عباس    صحتك تهمنا .. حملة توعية ب جامعة عين شمس    النشرة الدينية .. أفضل طريقة لعلاج الكسل عن الصلاة .. "خريجي الأزهر" و"مؤسسة أبو العينين" تكرمان الفائزين في المسابقة القرآنية للوافدين    تنظيم ندوة عن أحكام قانون العمل ب مطاحن الأصدقاء في أبنوب    بعد أنباء عن ارتباطها ومصطفى شعبان.. ما لا تعرفه عن هدى الناظر    وزير المالية: نتطلع لقيام بنك ستاندرد تشارترد بجذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر    وزير التجارة : خطة لزيادة صادرات قطاع الرخام والجرانيت إلى مليار دولار سنوياً    رئيس الوزراء الإسباني يعلن الاستمرار في منصبه    تجليات الفرح والتراث: مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم 2024 في مصر    أمير الكويت يزور مصر غدًا.. والغانم: العلاقات بين البلدين نموذج يحتذي به    شروط التقديم في رياض الأطفال بالمدارس المصرية اليابانية والأوراق المطلوبة (السن شرط أساسي)    الصين فى طريقها لاستضافة السوبر السعودى    بشرى سارة لمرضى سرطان الكبد.. «الصحة» تعلن توافر علاجات جديدة الفترة المقبلة    السيسي عن دعوته لزيارة البوسنة والهرسك: سألبي الدعوة في أقرب وقت    فانتازي يلا كورة.. دي بروين على رأس 5 لاعبين ارتفعت أسعارهم    إصابة 3 أطفال في حادث انقلاب تروسيكل بأسيوط    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتفقد وحدات "سكن لكل المصريين" ومشروعات المرافق    فضل الدعاء وأدعية مستحبة بعد صلاة الفجر    اتحاد الكرة: قررنا دفع الشرط الجزائي لفيتوريا.. والشيبي طلبه مرفوض    مصطفى مدبولي: مصر قدمت أكثر من 85% من المساعدات لقطاع غزة    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الاثنين 29-4-2024 بالصاغة بعد الانخفاض    حالة وفاة و16 مصاباً. أسماء ضحايا حادث تصادم سيارتين بصحراوي المنيا    شبانة: لهذه الأسباب.. الزمالك يحتاج للتتويج بالكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى افتتاح الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بين البلدين
السيسى: مصر والسودان يجمعهما تاريخ مشترك وامتداد بشرى متصل عبر الحدود

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس أن مصر والسودان يجمعهما تاريخ مشترك، وامتداد بشرى متصل عبر الحدود، على نحو يجعل من الشعبين المصرى والسودانى أشبه بشعب واحد فى بلدين يشكلان موطنا مشتركاً لهما.
وأضاف الرئيس، خلال كلمته التى ألقاها بمناسبة افتتاح الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان على المستوى الرئاسي، أن العلاقات بين مصر والسودان تمر بلحظة مهمة فى تاريخها، مؤكدا أهمية البناء على الترابط الاجتماعى والثقافى الفريد بين الشعبين، والذى يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ، نحو آفاق مستقبلية أرحب، وذلك من خلال تكثيف التعاون المشترك فى شتى المجالات، بما يسهم فى تعزيز مساعينا نحو التنمية والرخاء.
وأوضح الرئيس أن رفع مستوى اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتكون على المستوى الرئاسي، يعبر عن إرادة سياسية واضحة للوصول بمستويات التعاون المشترك إلى الآفاق التى تتسق مع ما يربط بيننا من تاريخ، وكذلك مع الإمكانات الهائلة لتعميق وتعزيز العلاقات المصرية السودانية.
وقال الرئيس: «نحتفل اليوم بتعزيز العلاقات المصرية السودانية عبر خطوات عملية واضحة وثابتة، بدأت بافتتاح منفذ «قسطل أشكيت» فى أبريل 2015، وتواصلت بالافتتاح التجريبى لمنفذ «أرجين» الحدودى بين البلدين، وسنواصل جهودنا نحن أبناء شعبى وادى النيل لدعم هذا البناء المتين من الأخوة والمصالح المشتركة الراسخة عبر التاريخ، وللتغلب على أية عقبات قد تظهر خلال الطريق».
وأضاف أن المتغيرات والتحديات الإقليمية والدولية تدفعنا إلى التكاتف وتضافر الجهود، والتمسك بإعلاء دوائر الاتفاق والبناء عليها.
وأكد الرئيس أنه لا غنى عن التعاون المشترك الصادق والمخلص بين مختلف مؤسساتنا من أجل مكافحة قوى التطرف والإرهاب فى المنطقة، سواء من خلال الوسائل الأمنية، أو من خلال معالجة جذور هذه الأفكار السامة بالفكر وبتعزيز التنمية، كما سيكون من المهم أيضاً استمرار التعاون والتنسيق من أجل دعم جهود السلام ومساعى التسوية الشاملة للنزاعات فى منطقتنا العربية والأفريقية، بما يسهم فى إرساء الأمن والاستقرار الإقليمى والدولي.
وأكد الرئيس السيسى لنظيره السودانى مساندة مصر لكل الجهود التى تبذلها الحكومة السودانية لإرساء الاستقرار والسلام فى أرجاء السودان، داعيا كل القوى المخلصة من أبناء السودان لدعم هذه الجهود كما أكد أن مصر لن تألو جهداً من أجل دعم سيادة السودان وضمان وحدته وسلامة أراضيه.
ومن جانبه ، أكد الرئيس السودانى عمر حسن البشير، خلال كلمته ، أن الاجتماعات المشتركة بين مصر والسودان تظهر مدى رغبة البلدين فى تعزيز فرص التعاون والتواصل بينهما، ويؤكد الخصوصية التى ميزت دوما العلاقة بين البلدين الشقيقين.
وأعرب البشير عن ترحيبه باسمه وباسم حكومة وشعب السودان عن بالغ سعادته بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وما لمسه من دقة فى الترتيب والتنظيم فى هذه الاجتماعات المهمة على مستوى اللجان العليا بين البلدين وعلى المستوى الرئاسي.
وأضاف: «أرجو أن أعرب عن سعادتى بأن نكون ضيوفا على بلدكم وهو يحتفل بنصر السادس من أكتوبر والذى لا يمثل نصرا لمصر فقط وإنما لقضية العرب ولشعب السودان على الخصوص الذى سالت دماء أبنائه على ضفتى القناة صونا لمصر وعزتها وكرامة الأمة العربية».
وأكد الرئيس السودانى أن عقد اجتماعات آليه التعاون المشترك بين البلدين يعد تطورا حميدا وإيجابيا، وأكده اجتماع القمة السابق بالقاهرة وهو إجراء يجلى رغبة البلدين المشتركة فى تعزيز فرص التعاون والتوصل بينهما، ويؤكد الخصوصية التى ميزت دوما علاقة السودان بمصر، لذلك وجب علينا أن ننظر إليها بتطلع واهتمام كبيرين، عاقدين العزم والآمال أن تخرج بالنتائج المرجوة، تلبية لرغبات الشعبين وتطلعهما لعلاقات متميزة وفريدة وتعاون بناء.
وأوضح الرئيس السوداني: «أننا أمام رصيد كبير من اللجان المشتركة المتخصصة والتى بلغت 31 لجنة تدلل بجلاء على أهمية علاقات البلدين وتشير إلى قيمة كل لجنة فى القطاع الذى يمثلها وما يمكن أن يؤدى إلى مردود وقوة دفع لمسيرة العلاقات البلدين إذا ما أحسنا الخطط والبرامج التنفيذية، وأحكمنا آلية التنسيق والمتابعة لها، ووفرنا متطلبات التنفيذ من رعاية وتقييم وتقويم لمساراتها المختلفة، وأين نجحت وما هى إخفاقاتها وما تواجهه من صعوبات من أجل تذليلها».
وأشار البشير إلى أننا اليوم أكثر عزما على مواجهة التحديات فى مسيرة تعاوننا المشترك وأن نجد الأطر والسبل ما يؤسس لعلاقات سياسية واقتصادية على الصعيد الثنائى نملك أدواتها ومطلوباتها قوامها هذا الإرث الكبير والرصيد الكبير فى تاريخنا والاحترام المتبادل للسيادة والخصوصية التى تحيط بكل بلد.
وشدد على ضرورة العمل على تبادل المنافع من خلال مشروعات ضخمة مدروسة ومحددة تطرح الأفكار والخطط والبرامج والمدى الزمنى لها من قبل الوزارات المختصة فى البلدين لتكون هى اللبنة الحقيقية من اجل تجاوز المواقف والمحطات الراهنة والتعاون الاقتصادى يصوب نحو رفع المعاناة عن كاهل مواطنينا وإنعاش حياتهم ورفاهياتهم، بما يقود إلى تكامل استراتيجى ومشروعات ربط عظيمة الجدوى سريعة الأثر والتفاعل تكفل الاستدامة والاستقرار، مشيرا إلى أنه لا تنقصنا القدرات ولا الكفاءات للوصول إلى هذه الغاية.
وقال الرئيس السودانى إن افتتاح معبرى «اشكيت - قسطل» خلال العام المنصرم و»أرقين» بالأمس القريب، يأتى كجسور ذات قيمة وأثر كبير للتواصل الحميم والتعايش السلمى والمجتمعى الذى ظل يزين حياة الشعبين عبر تاريخهم الطويل.
وأعرب البشير عن قناعته أن هذه المعابر لها فوائد مستقبلية كبيرة تتجاوز البلدين إلى الانفتاح الموجب تجاه إقليمها الإفريقى وامتداداتها العربية إلى أوروبا وغيرها من التجارب الشجاعة الرائدة والتى يتوجب علينا رعايتها وتطويرها ودعمها والمواكبة لكى تؤدى مهامها فى سهولة ويسر وتفى بالأغراض المرجوة منها خلوصا إلى استكمالها.
وأكد أهمية الدفع المشترك لإنفاذ اتفاقية الحريات الأربع الموقعة بين البلدين كخطوة لازمة ترفع الحواجز أمام التواصل الشعبى وتزيل الصعاب والعوائق أمام مواطنى البلدين.
وقال البشير «يسعدنى أن أنقل لكم وعبركم للشعب المصرى الشقيق تحيات أشقائكم فى السودان وهم يستشرفون مرحلة جديدة فى تاريخنا بانعقاد مؤتمر الحوار الوطنى فى 10 أكتوبر الحالى، بعد حوار معمق شمل الغالبية العظمى من القوى السياسية فى السودان، تناول بالبحث والتمحيص أهم القضايا التى تهم بلادنا فى السياسة والحكم والاقتصاد والأمن والاجتماع وغيرها، فى جو حر توافقت فيه هذه القوى على توصيات ستخرج بلادنا إلى بر الأمان».
وأكد الرئيس السودانى أن علاقات البلدين تعتبر محط أنظار واهتمام الكثيرين فى جوارنا والإقليم والعالم من حولنا، وهذا أمر محمود فى ذاته ومحسود فيما نواجه من ضغوط وأزمات تصنع باتجاهنا وقرارات أمنية جائرة تؤثر على أمننا وراحة شعوبنا واستقرار بلدينا.
وأشار البشير إلى أن كل هذا وغيره يدعونا إلى تعظيم التعاون الثنائى فيما بيننا بأطر وآليات عملية وواقعية محكمة تحقق منظورنا الكبير لأمننا الاستراتيجى الشامل والمشترك والتوصل إلى تفاهمات وتقارب يساعد فى حل العقد البينية بتقديرات مرضية للطرفين تعظم المصالح المشتركة وتنأى عن الاستغلال والمزايدات وإيجاد أنجح السبل لمخاطبة مشاكل الإقليم والمنطقة العربية والأفريقية بحلول مشتركة تستصحب كل الرؤى وتجد القبول والتعاون والتفهم للآخرين.
كما أشار إلى أن الدولتين فى حاجة مثلى لإحكام آليات التنسيق المشتركة فى المنظمات الإقليمية والدولية والمساندة وتبادل الدعم فى المواقف المتصلة بقضايانا واهتماماتنا الملحة على أعلى المستويات.
وأضاف أن بلدينا بخلاف مواجهتهما لتحديات البناء والإعمار فى الداخل يجابهان تحديات السعى المشترك لإشاعة السلام والاستقرار فى محيطنا، ومن هذا المنطلق فإننا نؤمن بأهمية وضرورة تضافر جهود كل دول الجوار لحل المشكلة فى ليبيا وتعزيز قدرة الحكومة المعترف بها دوليا إثر اتفاق «الصخيرات»، والعمل معا على تعزيز التقارب والتوافق بين مكونات الشعب الليبى العظيم.
وأكد البشير أن السودان ومصر يشيدان بجهود دولة الكويت إزاء المشكلة اليمنية، وعلى نحو يعزز الشرعية فى ذلك القطر الذى ندعمه بالغالى والنفيس. وأضاف «لقد كانت مشاركاتنا فى عاصفة الحزم ترجمة لذلك الالتزام، وفى هذا السياق فإن أمن المملكة العربية السعودية خط أحمر لن نسمح بالمساس به».
وهنأ البشير حكومة السعودية على تنظيم موسم الحج بشكل متميز بفضل الرعاية والعناية المتميزة التى ظلت المملكة العربية السعودية توفرها دوما لضيوف الرحمن، مدينًا كل من يشكك بالتقليل أو الانتقاص من ذلك الدور.
وفى الشأن السوري، قال الرئيس السودانى إن بلاده تعمل على أن تكلل الجهود المبذولة عربيا بما يحقق الاستقرار لشعب سوريا ووحدة أراضيها وشعبها من خلال حل سلمى للنزاع فى القطر الشقيق، معربا عن يقينه بأن المنطقة والعالم يواجهان وضعا استثنائيا تجاه أمنه واستقراره يتمثل فى الإرهاب الذى يضرب العديد من الدول، الأمر الذى يستوجب حلولا عاجلة لمواجهاته والتصدى له مع مراعاة بحث مسبباته ودوافعه وصول لاجتثاثه من جذوره بما يؤمن العيش الأمن والمستقر للبلاد التى تجتاحها موجة الإرهاب.
كما أكد أهمية إيجاد حلول ناجحة لإحدى أبرز السلبيات وهى الهجرة غير المشروعة، وما أفردته من إشكالات دولية وممارسات داخلية على مجتمعاتنا، أهمها الاتجار بالبشر بصورة بشعة.
وأشار إلى أن السودان تسعى إلى تعزيز السلام والاستقرار فى القارة الإفريقية، ودعم جهود الاتحاد الإفريقي، ودول القارة ثنائيا وجماعيا لتعزيز السلام، وتحقيق التنمية المستدامة، وإزالة الفقر، ومكافحة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، فى إطار الاهتمام العالمى بهذا الأمر، الذى لم يعد أمرا مناخيا صرفا، وإنما تعددت تبعاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف أن السودان تتطلع فى هذا الإطار أيضا إلى النجاح الكامل للقمة العربية الإفريقية المرتقبة التى ستعقد فى نوفمبر المقبل بغينيا الاستوائية، كما تتطلع لإجراء مباحثات أخوية هادفة وصادقة، تحقق نوايانا وتنقذ مستقبلنا من واقع ما يحاط ويجرى إقليميا ودوليا، وينطوى على إرادة ونيات صادقة ومخلصة تضع علاقات السودان ومصر فى المصاف التى ننشدها على الصعيد الثنائى خاصة والإقليمى والدولى عامة.
واختتم البشير كلمته بتوجيه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى والوزراء والمختصين فى مصر، متمنيا لهذه الدورة الرئاسية مداولات مثمرة ونهائيات موفقة تحقق طموحات الشعبين الشقيقين وتجسد رغبتهما، كما وجه الشكر لشعب مصر.
وكان الرئيسان عبد الفتاح السيسى وعمر البشير قد ترأسا ظهر أمس اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وذلك بعد أن تم ترفيعها إلى المستوى الرئاسي، بعد أن كانت تعقد برئاسة رئيس مجلس الوزراء المصرى والنائب الأول للرئيس السوداني.
فيما يلى نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي
فخامة الرئيس والأخ العزيز عمر حسن البشير
رئيس جمهورية السودان الشقيق
السادة الوزراء
السيدات والسادة الحضور
اسمحوا لى أولاً أن أرحب بكم أخى الرئيس البشير والوفد السودانى المرافق فى بلدكم مصر... ولا أقول «بلدكم الثاني» وإنما أقول «بلدكم» مصر، تماماً كما يستقر فى وجدان كل مصرى وكل سوداني، وبما يؤكد العلاقة الخاصة التى طالما ربطت بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يجمعهما من تاريخ مشترك، وامتداد بشرى متصل عبر الحدود، على نحو يجعل من الشعبين المصرى والسودانى أشبه بشعب واحد فى بلدين يشكلان موطناً مشتركاً لهما.
أخى الرئيس البشير
السادة الحضور
تمر العلاقات بين مصر والسودان بلحظة مهمة فى تاريخها، إذ ندرك جميعاً نحن أبناء وادى النيل أنه يتعين علينا البناء على هذا الترابط الاجتماعى والثقافى الفريد بين الشعبين، الذى يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ، نحو آفاق مستقبلية أرحب، وذلك من خلال تكثيف التعاون المشترك فى شتى المجالات، بما يسهم فى تعزيز مساعينا نحو التنمية والرخاء الذى نتطلع جميعاً إليه.
من هنا جاء الحرص الذى أبديناه معا، أخى الرئيس، على رفع مستوى اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتكون على المستوى الرئاسي، تعبيراً عن إرادة سياسية واضحة للوصول بمستويات التعاون المشترك إلى الآفاق التى تتسق مع ما يربط بيننا من تاريخ، وكذلك مع الإمكانات الهائلة لتعميق وتعزيز العلاقات المصرية السودانية، والتى نوليها من جانبنا اهتماماً خاصاً، ونحرص على متابعتها بشكل مكثف.
السيدات والسادة
إننا نحتفل اليوم بتعزيز العلاقات المصرية السودانية عبر خطوات عملية واضحة وثابتة، بدأت بافتتاح منفذ «قسطل أشكيت» فى أبريل 2015، وتواصلت بالافتتاح التجريبى لمنفذ «أرجين» الحدودى بين البلدين. وسنواصل جهودنا نحن أبناء شعبى وادى النيل لدعم هذا البناء المتين من الأخوة والمصالح المشتركة الراسخة عبر التاريخ، وللتغلب على أى عقبات قد تظهر خلال الطريق.
وأود أن أؤكد فى هذا السياق الأهمية الخاصة لبذل كل الجهد من أجل تذليل جميع العوائق والصعوبات التى تحول دون الانسياب الكامل لحركة السلع بين البلدين والتحرير الكامل للتجارة بينهما فى إطار جهود تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وكذا فى إطار السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا)، وهو الأمر الذى يتعين أن يكون على قائمة أولوياتنا فى إطار مسعانا لتحقيق المصالح المشتركة والعمل معا لتحقيق تطلعاتنا التنموية، وكذا فى إطار أهمية تفعيل وإنجاح التكتلات الإقليمية التى ننتمى إليها.
أخى الرئيس
الحضور الكريم
إن ما نواجهه من متغيرات وتحديات إقليمية ودولية يدفعنا إلى التكاتف وتضافر الجهود، والتمسك بإعلاء دوائر الاتفاق والبناء عليها. والواقع أنه لا غنى عن التعاون المشترك الصادق والمخلص بين مختلف مؤسساتنا من أجل مكافحة قوى التطرف والإرهاب فى المنطقة، سواء من خلال الوسائل الأمنية، أو من خلال معالجة جذور هذه الأفكار السامة بالفكر وبتعزيز التنمية، كما سيكون من المهم أيضاً استمرار التعاون والتنسيق بيننا من أجل دعم جهود السلام ومساعى التسوية الشاملة للنزاعات فى منطقتنا العربية والإفريقية، بما يسهم فى إرساء الأمن والاستقرار الإقليمى والدولي.
أخى الرئيس
أود أن أؤكد لكم مساندة مصر لكل الجهود التى تبذلونها لإرساء الاستقرار والسلام فى أرجاء بلدكم الحبيب، وقد تابعت بتقدير تحركاتكم وإنجازاتكم اتصالاً بذلك، لاسيما فيما يخص مبادرتكم لعقد حوار وطني، وكذا مبادرتكم بتوقيع اتفاق خارطة الطريق أخيرا. وأثق فى أن حكمتكم سيكون من شأنها أن تعيد الأوضاع فى دارفور وفى النيل الأزرق وجنوب كردفان إلى سيرتها الأولي، بما يحقق لأهلنا هناك ما يصبون إليه من أمن وأمان ورخاء. وأنتهز هذه الفرصة لأدعو جميع القوى المخلصة من أبناء السودان لدعم جهودكم، كما أؤكد لكم أن مصر لن تألو جهداً من أجل دعم سيادة السودان وضمان وحدته وسلامة أراضيه، ودرء أى محاولات للتدخل فى شئونه الداخلية، وكذا دفع جهود تحقيق التنمية والازدهار والسلام فى جميع ربوع السودان.
أخى الرئيس
السيدات والسادة الحضور
أخيراً، أود أن أؤكد أن إرادة شعبى وادى النيل، وكذلك صدق النيات والعمل بإخلاص، هى الركائز الضرورية لتحقيق ما نصبو إليه جميعاً من تقدم وازدهار فى علاقات البلدين.
وتعبيراً عن ذلك، ولدفع علاقاتنا إلى آفاق أرحب، فإننى أدعوكم أخى الرئيس عمر البشير إلى إطلاق شراكة إستراتيجية شاملة بين بلدينا لتجسد العلاقات الوثيقة والروابط التاريخية العريقة الممتدة، وترسم الأطر اللازمة لإحراز التقدم فى شتى مجالات العلاقات الثنائية، وبما يرسخ المصالح المشتركة بين البلدين.
سيدى الرئيس
أنتهز هذه المناسبة لأجدد الترحيب بكم والوفد السودانى المرافق لكم فى القاهرة وأقول لكم أهلاً بكم فى بلدكم مصر.
شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله.



السيسى والبشير يوقعان وثيقة الشراكة الاستراتيجية الكاملة
توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم للتعاون فى مختلف المجالات
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره السودانى عمر البشير أمس توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين للتعاون فى مختلف المجالات، وذلك خلال افتتاح اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان على المستوى الرئاسي.
وقام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية الكاملة مع نظيره السوداني، كما وقعا المحضر الختامى للدورة الأولى على المستوى الرئاسى للجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان.
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره السودانى حسن البشير، التوقيع على محضر اجتماعات الشق السياسى والأمنى لأعمال اللجنة المصرية السودانية العليا المشتركة، الذى وقعه وزير الخارجية سامح شكري، ومن الجانب السودانى إبراهيم غندور وزير الخارجية.
وشهد الرئيسان أيضا توقيع اتفاقية تعاون فى مجال التعليم العالى ومحضر اجتماعات قطاع التعليم العالى والبحث العلمي، وقعهما من الجانب المصرى د.اشرف الشيحى وزير التعليم العالى والبحث العلمى ومن الجانب السودانى إبراهيم غندور وزير الخارجية.
كما شهدا توقيع مذكرة تفاهم فى المجال الزراعى ومحضر اجتماعات قطاع الزراعة والموارد المائية والرى وقعهما د.عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومن الجانب السودانى د. إبراهيم آدم وزير الزراعة والغابات.
كما شهد السيسى والبشير توقيع البرنامج التنفيذى للتعاون فى مجال الصحة للأعوام من 2017 إلى 2019 ومحضر اجتماعات قطاع الخدمات، وقعهما د. أحمد عماد الدين وزير الصحة والسكان، ومن الجانب السودانى د. تهانى عطية وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وشهد السيسى والبشير كذلك توقيع برنامج تنفيذى للتعاون فى مجال الرياضة وبرنامج آخر للتعاون فى مجال الشباب للأعوام 2017 إلى 2019، وقعهما المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، ومن الجانب السودانى إبراهيم غندور وزير الخارجية.

رفع مستوى اللجنة المشتركة يعبر عن الإرادة السياسية للبلدين
علاء يوسف: تأكيد تنسيق المواقف الثنائية وتوثيق المصالح المشتركة مع إثيوبيا
صرح السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى استهل أمس اجتماع اللجنة العليا المشتركة بإلقاء كلمة رحب فيها بالرئيس السودانى عمر البشير والوفد المرافق، مؤكداً على العلاقة الخاصة التى تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يجمعهما من تاريخ مشترك.
ودعا الرئيس إلى إطلاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، والتى تجسد العلاقات الوثيقة والممتدة، وترسم الأطر اللازمة لإحراز التقدم فى شتى مجالات العلاقات الثنائية.كما أشار إلى أن رفع مستوى اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتكون على المستوى الرئاسى يأتى تعبيراً عن إرادة سياسية واضحة للوصول بمستويات التعاون المشترك إلى الآفاق التى تتسق مع ما يجمع البلدين من أواصر مشتركة،وأضاف المتحدث أن اجتماع اللجنة العليا المشتركة شهد تباحثاً حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، حيث أشار الرئيس إلى تطلع مصر لزيادة التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين، مؤكداً على أهمية النظر فى إزالة عدد من العوائق التجارية القائمة بين البلدين.كما تم التأكيد على أهمية مواصلة تنسيق المواقف بين الجانبين فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية أخذاً فى الاعتبار تطابق مصلحة الدولتين، ومن ضمنها ملف الأمن المائي، حيث أكد الجانبان حرصهما على توثيق المصالح المشتركة التى تجمعهما بأثيوبيا، فضلاً عن تطلعهما لعقد قمة ثلاثية قريباً مع رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى مريام ديسالين، يتم خلالها الاتفاق على إطلاق مشروعات مشتركة وفقاً لما تم الاتفاق عليه فى شرم الشيخ فى فبراير الماضي. وأوضح المتحدث أن الوزراء من الجانبين المصرى والسودانى عرضوا خلال الاجتماع نتائج المباحثات التى تمت بين الجانبين على مدار الأيام الماضية فى 31 لجنة قطاعية منبثقة عن اللجنة العليا المشتركة، والتى أسفرت عن الاتفاق على تعزيز التعاون فى مجالات التعاون السياسى والتجارى والزراعى والصحى والسياحي، بالإضافة إلى التعاون فى قطاعات الاتصالات والكهرباء والتعليم العالى والبحث العلمي.وعقب انتهاء الاجتماع، قام الرئيسان بالتوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وكذا على المحضر الختامى للدورة الأولى للجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسي..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.