اليوم عيد الاضحي المبارك وهو شعيرة من اعظم شرائع الاسلام ومظهر من اجل مظاهر الدين يفرح فيه المسلمون ويتقربون فيه الي الله بشتي انواع الطاعات واظهار التكبير من فجر يوم عرفة الي اخر ايام التشريق لغير الحجاج بعد كل صلاة فريض وذلك مصداقا لقوله تعالي (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله علي ماهداكم). وهو طاعة وعبادة وذكر لله تعالي وتالف وتعاطف بين جميع المسلمين سواء من كانوا يؤدون فريضة الحج او من كانوا في اوطانهم وفيه من العطاء المتبادل بين المسلمين والالفة والمودة والتواضع والبهجة والفرح والتواصل والتراحم والتكافل مما سيتوجب علي كل افراد الامة الاسلامية ان يقدروا عظمة هذا اليوم وماله من حرمة ومنزلة ومابه من مودة ووفاق فيكون هذا اليوم الكريم دعوة حق ونداء صدق لوحدة المسلمين ونبذ الفرقة بينهم. الاعياد في الاسلام لها منزلة كريمة واهمية عظيمة حيث تمثل فواصل زمنية بين العبادات وتعمل علي تصفية القلوب ونقاء الضمائر وانتشار الالفة والمحبة بين الناس وتتجلي اشراقاتها علي المسلمين فاذا بهم يزدادون حب ومودة ويتم التواصي بينهم وبين ارحامهم ويالفون ويولفون مشيرا الي ان عيد الاضحي ياتي مع عبادة الحج الي بيت الله الحرام فيكبر الناس ربهم علي ما هداهم اليه من ذكره وعبادته وطاعته. عيد الاضحي ياتي عاشر يوم من ايام ذي الحجة وهو شهر من الاشهر الحرم التي يحرم فيها القتال وجعل الاسلام للايام العشرة الاولي من شهر ذي الحجة مكانة عظيمة وضاعف فيها ثواب العبادات فلا يوجد عمل في ايام اخري افضل من هذه العشرة وهذه الايام المباركة يتفق فيها عامة المسلمين مع ضيوف الرحمن الذين يؤدون فريضة الحج ونلاحظ التوافق والتوازن بين العبادات الحجاج في الاراضي المقدسة ونظرائهم في بلادهم فاذا كان الحجاج يقفون علي عرفات وليس لهم ان يصوموا ليتفرغوا للذكر والتلبية والدعاء فان باقي المسلمين في بيوتهم يصومون يوم عرفة ولصيامه فضل كبير حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح صيام يوم عرفة احتسب علي الله ان يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وايضا اذا كان ضيوف الرحمن يذبحون هديهم فان اخوانهم يذبحون اضحيتهم واذا كان الحجاج يلبون فاخوانهم في اوطانهم يكبرون. الحج مدرسة عظيمة ومنحة ربانيه ولها مقاصد واسرار كثيرة وعظيمة فالمتأمل في اعمال الحج يستفيد منها دروسا خالدة ويأخذ منها معاني سامية ومن اهم تلك الدروس العظيمة الوحدة الاسلامية فالقبلة واحدة والرب واحد والدين واحد والوجهة واحدة واللبس واحد فلماذا الفرقة؟ وقد قرر النبي في خطبة الوداع الوحدة والمساواة بين الجميع فقال (يا ايها الناس الا ان ربكم واحد الا وان اباكم واحد الا لا فضل لعربي علي اعجمي الا لا فضل لاسود علي احمر الا بالتقوي الا قد بلغت ؟قالوا نعم (ليبلغ الشاهد الغائب)؟ وامس كان يوم عرقه وهو من افضل الايام في السنة كلها حيث فيه يقف حجاج بيت الله الحرام علي جبل عرفات رغم اختلاف لغاتهم ولهجاتهم يطلبون العفو والمغفرة لذنوبهم من خالق السموات والارض الذي يباهي بهم ملائكتهم ويشهدهم انه قد غفر لهم . ويوم عرفة من الايام التي يجاب فيه الدعوات وتقال العثرات ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات وهو يوم عظم الله امره ورفع علي الايام قدره ويعد يوم اكمال الدين واتمام النعمة ويوم مغفرة الذنب والعتق وشعائر هذا اليوم تبدأ من صلاة الفجر في مني وينتظر الحجاج الي شروق الشمس ثم يسلكون طريقهم الي عرفة مع التلبية ويقضون فيها النهار كله حتي غروب الشمس يدعون الله ويذكرونه ويبتهلون اليه مقتدين في ذلك بفعل النبي صلي الله عليه وسلم. ان الوقوف بعرفة اعظم ركن من اركان الحج وبدونه لا يكون الحج حجا وموقف عرفة مشهم من مشاهد التجلي حيث يدنو رب العزة من عباده دنو رحمة وقرب وحب ومعية ومشهد عرفة يعبر عن مشاهد يوم القيامة حيث يتجرد الحجاج من مظاهر الزينة وقد لبسوا ملابس الاحرام وفي يوم عرفة يعتق الله عباده من النار ويباهي بالحجاج الملائكة وما رئي الشيطان يوما هو فيه اصغر ولا احقر ولا اغيظ منه في يوم عرفة لما يراه من تنزل الرحمات وتجاوز الله عن ذنوب عباده وفيه اكمل الله للامة دينها واتم عليها نعمته وقال تعالي (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا لذا قال النبي الكريم (الحج عرفة)وهناك من الاسرار مالانعرفه عن موقف عرفة ويومه مكانا وزمانا . لمزيد من مقالات فهمي السيد