لا وجه للمقارنة، عالم يبني، وعالم يهدم، كبار يتفقون، وصغار يختلفون، فكر يدعو للنظام، وفكر ينشر الفوضى، شتان بين عقليتين، وأيضا بين عالمين، الفرق كبير، والنتيجة تختلف، هناك من يحصد ثمار البناء، وهناك من يدفع ثمن الهدم، يكفي أن تنظر حولك. في عالمنا كل شيء يتغير، المواقف تتغير، والحسابات تتغير، حتى القواعد تتغير، أعداء الأمس يصبحون أصدقاء اليوم، وأعداء اليوم يصبحون حلفاء الغد، الناجحون يخططون للمستقبل، والفاشلون يعيشون في الماضي، وحتى تعيش أطول، دع غيرك يعيش، لكنه مستوى آخر من التفكير، وهذه قضية أخرى. التفاهم ليس سهلا، وأيضا ليس صعبا، لكنه يتطلب مرونة، ورغبة في الاتفاق، لا يهم من المصيب، ومن المخطيء، المهم الجلوس إلى طاولة الحوار، لا مجال للعاطفة، ولا للأفكار المسبقة، فالأولوية للمصالح المتبادلة، هذه هي لغة العالم، أمس واليوم وغدا. الحياة لعبة، ولكل لعبة قواعد، حتى القواعد يمكن تغييرها، المهم أن نتحرك في الاتجاه الصحيح، وأن نعرف الهدف، لا مجال لخصومات أبدية، ولا لصراعات مفتوحة، هذا من تراث الماضي، وللمستقبل حسابات أخرى، حين تستمر أزمة بلا حل، لا مفر من إعادة نظر. يمكنك أن تدير حياتك بالعقل، ويمكنك أن تديرها بالعاطفة، الاختيار لك، المشكلة معروفة، والحل أيضا معروف، والقضية هل نتجه إلى اليمين، أم نتحرك إلى اليسار، ومع كل قرار هناك ربح، وهناك خسارة، والسؤال أيهما يحقق المصلحة: البناء أم الهدم؟ لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود