وجهت الصين الدعوة لكل من مصر وكازاخستان لحضور قمة مجموعة العشرين كضيفى شرف، وليكونا ممثلين للدول النامية خلال الاجتماع حيث أكد وزير الخارجية الصينى وانج يى أن الصين باعتبارها أكبر دولة نامية فى العالم تتحمل مسئولية الحفاظ على حقوق ومصالح الدول النامية الأخرى وتوسيعها. وقال وزير الخارجية الصينى إن بكين وجهت أيضا الدعوة لحضور قمة مجموعة العشرين، إلى كل من تشاد بوصفها الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقي، ولاوس رئيسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، والسنغال رئيسة الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (بيباد)، كما سيحضرها رئيس وزراء تايلاند بوصفها رئيسة مجموعة ال77 حاليا. هذا التوجه الصينى نحو توسيع قاعدة مشاركة الدول النامية فى قمة مجموعة العشرين ينبع من رؤية صينية مفادها أنه رغم أخذ المجموعة فى الاعتبار التوازن بين الدول المتقدمة والدول النامية، إلا أن ظاهرة التمثيل غير المتكافئ للدول النامية لاتزال قائمة فى المنظمة، وهو ما تصفه الصين بالعجز الديمقراطى وتسعى لعلاجه من خلال رفع مستوى مشاركة الدول النامية فى الإدارة الدولية. وتعتقد الصين أن هذا الحضور المكثف للدول النامية فى اجتماع قمة العشرين من شأنه أن يدفع المجموعة باتجاه الاتحاد الإفريقى ودول الآسيان ومجموعة ال77، كما ستكون فرصة لإبلاغ أصوات ومطالب الدول النامية، حيث تلعب الصين دور الجسر بين الدول المتقدمة والنامية، وبين الدول النامية ومجموعة العشرين، فى وقت أصبحت مشاركة الدول النامية فى إدارة الاقتصاد الدولى قضية ملحة، حسب رؤية المسئولين الصينيين، الذين يؤكدون مرارا أنه منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية فى 2008 أظهرت التجربة أن الدول النامية والدول المتقدمة بإمكانها تحقيق التنمية جنبا إلى جنب والتعاون والكسب المشترك. وتراهن الصين على الدول النامية لإنعاش اقتصاد العالم، باعتبار أن عدم توازن التنمية فى العالم يعد أحد أسباب ركود الاقتصاد العالمى فى الوقت الراهن، وتوسيع مشاركة الدول النامية فى مجموعة العشرين سيلعب دورا مهما فى دفع توازن التنمية العالمية، وخلق المزيد من الفرص لنمو المزيد من الدول النامية سيحرر المزيد من الطلب، من ثم سيسهم فى دفع نمو الاقتصاد العالمي. وتخطط الصين لأن تكون قمة مجموعة العشرين التى تستضيفها مدينة هانجتشو بهذا الحضور المكثف للدول النامية مختلفة عن سابقاتها، حيث تدفع بكين نحو مفهوم جديد لإدارة الأزمة الاقتصادية العالمية يقوم بالأساس على التنمية، بعد أن كانت مجموعة العشرين منذ تأسيسها عام 1999 تركز اهتماهما على إدارة الأزمة الاقتصادية مع الاقتصادات المتقدمة فقط، حيث تمثل دول المجموعة 85% من الاقتصاد العالمي، و75% من حجم التجارة العالمية، وتضم ثلثى سكان العالم، لكن الصين باعتبارها أكبر دولة نامية حسب تأكيد مسئوليها الدائم- تولى أهمية غير مسبوقة لقضايا التنمية، حيث وعد الرئيس الصينى شى جين بينج فى قمة المجموعة ببريسبان عام 2014 بأن تقدم الصين، بصفتها الدولة المضيفة لقمة عام 2016، مزيدا من الاسهامات فى دفع التنمية الاقتصادية العالمية، وتلعب دورا أكبر فى هذا الصدد. وأكد المسئولون الصينيون أن قمة مجموعة العشرين هذا العام ستنتج عنها قرارات عملية قابلة للتطبيق، حيث قال وزير الخارجية وانج يى إنه سيكون هناك ما يقرب من 30 نتيجة ملموسة فى قمة هانجتشو، ما يجعلها على رأس القمم المثمرة فى تاريخ مجموعة العشرين.