تعتبر سوهاج من أغنى محافظات الجمهورية بآثارها الفرعونية التى يرجع تاريخها إلى عصر ما قبل الأسرات والآثار اليونانية والمسيحية والإسلامية التى تغطى ربوع المحافظة. وبالرغم من ذلك ما زالت معظم هذه المواقع مغلقة بالضبة والمفتاح أمام استقبال الزوار السائحين الأجانب أو المصريين نتيجة عدم استكمال تطويرها وإعدادها للزيارة أو استكمال الكشف عنها باستثناء منطقة عرابة أبيدوس التى يتم زيارتها على استحياء ضمن برامج زيارة آثار الأقصر .. ومن بين هذه المواقع جبانة المقاطعة التاسعة فى مصر القديمة مقابر الحواويش الأثرية بالجبل الشرقى لمركز اخميم والتى تبعد عن مدينة سوهاج العاصمة 10 كم وتحتوى على 800 مقبرة ترجع للأسرتين الخامسة والسادسة لحكام إقليم اخميم وسبق أن عثر بداخلها على أول ثوب فرعونى من الكتان وتمثال خشبى يبلغ طوله نصف متر يرجح أن يكون تعويذة لحراسة المقابر . وقد شرعت المحافظة فى تطوير هذه المقابر عام 1992 اى منذ 24 عاما لتنشيط السياحة واستقبال السائحين وتم بالفعل عمل الرسومات والتصميمات الخاصة بإنشاء مدرجات على الجبل للوصول إلى المقابر التى تقع فى بطن الجبل الشرقى عام 1996 اى منذ 20 عاما بتمويل من وزارة السياحة فى ذلك الوقت قدره 48 ألف جنيه للبدء فى الإنشاء إلا أنه عند التنفيذ فوجئ الجميع باعتراض منطقة آثار سوهاج لحين الحصول على موافقتى هيئة الآثار المصرية واللجنة المصرية الدائمة للآثار وقررت الأخيرة رفض المشروع ثم أفادت بتشكيل لجنة لدراسته والموافقة على بدء التنفيذ بإنشاء مشروع متطور يضم ساحة انتظار سيارات وكافيتريا ودورات مياه بالإضافة للمدرجات ولكن دون تدبير أى اعتمادات من وزارة الثقافة قبل إنشاء وزارة مستقلة للآثار وقيام وزارة السياحة بسحب المبالغ التى سبق اعتمادها للإسهام فى تنفيذ المشروع بسبب المعوقات التى وضعتها وزارة الثقافة أمام المشروع. وفى إطار تصميم المحافظة على تنفيذ المشروع قامت من جانبها عام 1998 بتمهيد ورصف الطريق المؤدى للمنطقة وإنشاء دورة مياه ومظلة للسيارات بتكلفة 356 ألف جنيه تهالكت مع الوقت وتوصيل الكهرباء بتكلفة 123 ألف جنيه , ومنذ ذلك الوقت وبالتحديد منذ 18 عاما تسعى المحافظة مع وزارتى الآثار والسياحة لاستكمال خطة تطوير المنطقة والتى تشمل عمل درج صاعد إلى الجبل حتى يمكن الوصول للمقابر وربط بعضها البعض وكذا أعمال الترميمات المطلوبة وإنارتها من الداخل حتى يمكن افتتاحها أمام الزيارة بتكلفة تصل إلى مليونى جنيه دون جدوى .. ولا تعليق ؟ !