غازل الرئيس الايراني أحمدي نجاد المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة فقال إنني أنتظر بفارغ الصبر زيارة مصر وشعبها العظيم. وقال نجاد في أثناء لقائه أواخر الشهر الماضي في طهران الوفد الصحفي المصري: نحن نحب الشعب المصري ونؤيد ثورته في 25 يناير لاستعادة مصر دورها القيادي في المنطقة.. وإنني كمهندس تواق الي مصر ومساعدتها في بناء السدود وتطوير الصناعة..إلا أن هذا الغزل السياسي الذي أبداه نجاد وبلغ ذروته, لم يتم تلقفه والاستجابة السريعة له لصدوره في وقت غير مناسب, تنشعل فيه مصر بترتيب أوضاعها الداخلية بعد الثورة وحشد الجمهور لعبور المرحلة الانتقالية بنجاح من الثورة الي بناء الدولة. وبالرغم من ذلك يبدو في الأفق ان الاستجابة لهذا الغزل باتت قريبة وأصبحت عودة العلاقات الدبلوماسية مسألة وقت, بعد انقطاعها لأكثر من ثلاثين عاما بقرار من آية الله الخميني عام 1979, احتجاجا علي توقيع الرئيس السادات معاهدة السلام مع اسرائيل, واستقباله واستضافته شاه ايران المخلوع محمد رضا بهلوي في القاهرة, كما أطلقت ايران بعد اغتيال السادات اسم قاتله خالد الاسلامبولي علي أحد شوارع طهران. وقد تغير الموقف بعد ثورة 25 يناير, حيث عرض وزير الخارجية نبيل العربي حينذاك فتح صفحة جديدة في العلاقات مع ايران باعتبارها دولة جارة وغير معادية ولها علاقات تاريخية مع مصر, واذا كانت هذه التصريحات قد دفعت ايران الي غزل مصر سياسيا لعودة العلاقات الدبلوماسية معها, إلا أن ذلك وجد تخوفا من دول الخليج العربية.. والسؤال الآن لماذا هذا التخوف؟ أليس بين هذه الدول علاقات دبلوماسية وسفراء مع ايران? فالإمارات التي تحتل ايران ثلاث جزر منها بلغ حجم التبادل معها 12 مليار دولار وهناك 32 رحلة جوية بين طهران ودبي التي توجد بها 100 شركة استثمارية ايرانية, ثم لماذا هذه المخاوف بعد أن اعلنت مصر أن امنها مرتبط بأمن وعروبة الدول العربية في الخليج, وتعتبر ذلك خطا أحمر. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين