الفرق بين الأفراح والاتراح لم يعد يستغرق سوي طلقه طائشة تخرج مندفعه من فوهة مسدس أو بندقية ايما كانت آلية أو خرطوش بدعوي الابتهاج والاحتفال والمزيد من التباهي لتحيل المناسبة السعيده لحادث مؤسف بعد ان تخطئ هدفها وتضل طريقها. وبدلا من تأدية الغرض الذي كان يصبو اليه مطلقها تخترق صدر او رأس أحد المدعوين ليتوقف طرق الدفوف ويحل بدلا منه اصوات النحيب والصراخ والعويل معلنة مأساة جديدة وبدلا من توجه العروسين لعشهما تزفهما دعوات الاماني بالفرحة والسعاده وسط اسرتيهما ينفض الفرح ويبدأ الاعداد لسرادق عزاء بعد ان تحول الفرح الي مأتم بوفاة احد المدعوين خطأ برصاصة طائشة . كان سعيد شقيق العروس بحماس الشباب يتابع بنفسه كل تجهيزات الفرح ليخرج في افضل صورة ، الفرقة الأضواء الزينات ،المشروبات والمأكولات واستقبال المدعوين كان حريصا علي اسعاد شقيقته وجعل عرسها يبدو كليلة من الف ليلة يحكي الجميع عنها ويتحاكي لسنوات ،ظل يبحث كثيرا عما يرتديه في اليوم الموعود وتنقل بين المحال لانتقاء البدلة وربطة العنق فهو الوصيف المتوج شقيق العروس وبالطبع سيكون محلا للأنظار ولم يكن لينسي ما جبل عليه وأصدقاؤه من تأمين مسدس لاطلاق الخرطوش كعادة توارثوها لاعلان فرحتهم . ومع بدء الحفل ظل يصول ويجول يتنقل هنا وهناك ، في الوقت نفسه ومن بين المدعوين كان محمد 17عاما بصحبة شقيقه الاكبر سامح قد وصلا لحضور الحفل وتقديم التهنئة ومع خروج موكب العروس وتجمع سعيد وأصدقائه سارع بالامساك بالمسدس واطلاق الأعيرة ورغم تنبيه أحد المدعوين ودعوته بالتوقف عن اطلاق الرصاص خوفا من حدوث مكروه فإن أحدا لم ينتبه اليه وواصل الشاب مندفعا بفرحته ما يفعل لتنطلق احدي الرصاصات بالخطأ صوب محمد وتفجر رأسه ولاذ الجاني بالفرار الا ان اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية امر اللواء هشام خطاب مدير المباحث الجنائية بسرعة القبض عليه وتمكن العميد أحمد عبدالعزيز رئيس المباحث الجنائية من ضبطه.