نفت روسيا أمس مزاعم حول تحضيرها عملية عسكرية لاقتحام مدينة حلب، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أنها ستدرس مقترحات ستافان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة للأزمة السورية بشأن العملية الإنسانية. فمن جانبه، نفى سيرجى ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسى فى تصريحات لوكالة «إنترفاكس» الروسية» قطعيا مسألة الإعداد لأى اقتحام، وأضاف قائلا: «للأسف فإن زملاءنا الأمريكيين هم من ينسبون إلينا هذا الأمر، استنادا إلى شبهاتهم وآرائهم المسبقة، أفكارا غير واقعية». وأضاف ريابكوف:«لا يمكننا قبول هذه المسألة. لا أساس للشك فى الطبيعة الإنسانية للعملية التى أعلنا عنها فى المدينة. هذه الشكوك تمثل محاولة جديدة لخوض لعبة سياسية، بدلا من الإسهام فى حل مشاكل إنسانية، خاصة المساعدة فى إشراك المنظمات الدولية الإنسانية، كالصليب الأحمر». وفى السياق نفسه، أعلن أناتولى أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسى أن الوزارة ستدرس بعناية مقترحات »دى ميستورا» بشأن تنفيذ العملية الإنسانية الروسية فى حلب. وأشار أنطونوف إلى أهمية دور منظمة الأممالمتحدة فى تقديم مساعدة إنسانية لأهالى حلب، لافتا إلى أن موسكو ترحب بالتوجه الإيجابى لمقترحات مبعوث المنظمة الخاص إلى سوريا. وشدد أنطونوف على أن وزارة الدفاع مستعدة للتعاون مع جميع المنظمات الإنسانية الدولية، موضحا أن الممرات الإنسانية فى حلب ستفتح بالاتجاهين، من وإلى حلب. وأكد«أننا لن نسمح باستخدام هذه الممرات من قبل المسلحين للتسلل إلى المدينة، ودعم الارهابيين بالسلاح والذخيرة». جاء هذا فى الوقت الذى شككت فيه الولاياتالمتحدة فى الإعلان الروسى عن خطة فتح»ممرات إنسانية» فى حلب، وقال جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى إنه يخشى أن تكون»خدعة». وأشار كيرى إلى أن»التعاون بين روسياوالولاياتالمتحدة سيتضرر إذا ما تبين أن هذا الإعلان مخيب للآمال. إذا كانت هذه خدعة فهناك خطر بأن تنسف بالكامل مستوى التعاون القائم بين واشنطنوموسكو». وعلى صعيد متصل، أعلن جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية«سى. آى. إيه» أن واشنطن تعقد آمالا كبيرة على موسكو فى تنفيذها جميع التزاماتها بشأن تسوية الأزمة السورية. وقال برينان فى تصريحات على هامش مشاركته فى منتدى الأمن بمدينة أسبين فى ولاية كولورادو الأمريكية: «آمل فى أن الروس لديهم نية جدية فيما يخص تنفيذ التزاماتهم بشأن وقف إطلاق النار وتخفيف العنف فى سوريا». وأوضح برينان أن واشنطن تتمنى أن تستخدم موسكو نفوذها لتحقيق»انتقال سياسي» فى سوريا، مشيرا فى الوقت نفسه أنه فى حالة فشل الجهود المبذولة لحل الأزمة»فلا أعرف ما إذا كان يمكن أو لا يمكن عودة سوريا موحدة مرة أخري». ميدانيا، أدانت الخارجية السورية بشدة استهداف المدنيين والبنى التحتية فى سوريا سواء من قبل طائرات التحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدة أو من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة. وذكرت وزارة الخارجية السورية فى بيان لها أن»القصف يأتى فى إطار نهج مستمر لطائرات التحالف التى كانت قد استهدفت بتاريخ 19يوليو الجارى قرية طوخان الكبرى التى ارتفع عدد شهدائها منذ ذلك التاريخ إلى أكثر من 300مدنى وأكثر من 100جريح». وأضاف البيان: «لقد رافقت مجازر التحالف الدولى هذه مجزرة جديدة ارتكبها تنظيم داعش الإرهابى ضد الأهالى الآمنين من سكان قرية البوير الكائنة بالقرب من مدينة منبج أيضا حيث أعدم مجرمو داعش 24مدنيا». وطالبت الحكومة السورية مجلس الأمن بالاضطلاع بمسئولياته فى حفظ السلم والأمن الدوليين ووقف جرائم «التحالف الأمريكى» ضد المدنيين السوريين واتخاذ الإجراءات العقابية فى حق الدول والأنظمة الداعمة والممولة والراعية للإرهاب. ومن جانبه، أعلن مركز«حميميم» للمصالحة الروسى رصد 6انتهاكات لنظام وقف الأعمال القتالية خلال الساعات ال24 الماضية. وأوضح المركز أن مجموعات تنظيم «جيش الإسلام» الذى يدعى انتماءه إلى المعارضة، قصفت بلدات جوبر وعربين وحوش الفارة ودوما وحرستا بريف دمشق، بينما قام مسلحو»الجيش السورى الحر» بقصف بلدة طومة فى ريف اللاذقية. وذكر البيان أن عدد البلدات السورية المنضمة إلى عملية المصالحة الوطنية بلغ 301بلدة، إضافة إلى مواصلة مفاوضات مع قادة المعارضة المسلحة فى أرياف دمشق وحماة والقنيطرة حول انضمامهم إلى الهدنة فى البلاد. ومن جهة ثانية، قالت مصادر إعلامية أن المدفعية التركية استهدفت مواقع لتنظيم داعش على الحدود مع سوريا، وطال القصف قرى عين السودة والحلوانية والخليلية وجورتان قرب مدينة جرابلس بريف حلب الشمالى، وذلك فى أحدث توتر تشهده الحدود بين البلدين منذ محاولة الانقلاب فى منتصف يوليو الجارى.