المفاجأة لعبت دورا كبيرا فى حياة البطل الأوليمبى محمود فياض صاحب ذهبية أوليمبياد لندن 1948، ففى أحد الأيام ذهب للنادى الأوليمبى ليشاهد مباراة فى المصارعة كان احد طرفيها شقيقه الأكبر عبدالله فياض وبعد المباراة تحدث معه مدرب رفع الأثقال محمد عزيز طلعت بعدما أعجب بالنمط الجسمانى وقوة عضلاته وطلب منه الانضمام للفريق والتدريب مع اللاعبين، وانتظم فياض فى التدريبات يوميا مع شقيقه الأكبر وظل يتدرب لمدة عامين بجدية وقوة وعزيمة وإصرار وتم اعداده بدنيا وفنيا للمشاركة فى البطولات والتى بدأت عام 1942، واستمر منذ هذا التاريخ حتى اعتزاله 1951 محتكرا صدارة بطولات مصر فى وزن الريشة، وفى عام 1946 شارك لأول مرة فى بطولة العالم بفرنسا، وحصل على الميدالية الفضية وكانت مفاجأة مدوية لمصر فى عالم اللعبة، وتم اختياره ضمن الفريق القومى المصرى لرفع الأثقال فى دورة لندن الأوليمبية، وفى هذه الدورة دخل الأسطورة محمود فياض التاريخ الأوليمبى من أوسع أبوابه بتحقيقه الميدالية الذهبية متصدرا عمالقة العالم فى اللعبة وسطر اسمه بحروف من ذهب ورفع علم مصر فوق منصات التتويج الذهبية. وفى عام 1949 فاز بالميدالية الذهبية فى بطولة العالم بلاهاي، وفجر مفاجأة جديدة من العيار الثقيل قلب بها موازين اللعبة عالميا وعاد مرة أخرى ليتصدر قائمة الأبطال العالميين بفوزه بالميدالية الذهبية فى بطولة العالم عام 1951 بباريس. وكانت البعثة المصرية وزملاؤه تسانده اثناء المشاركة فى البطولات والتدريب بقوة وتعطيه الدافع النفسى والمعنوى لتحقيق أكبر الانجازات لمصر خاصة فى أوليمبياد لندن 1948 وبطولات العالم، ومن أبرز زملائه الأسطورة الذهبى الأسمر إبراهيم شمس وعطية محمود من ابطال رفع الأثقال ومحمود حسن وإبراهيم عرابى من أبطال المصارعة. الصدمة الكبري وحقق الأسطورة محمود فياض انجازات عالمية وأوليمبية وضعته فى قائمة وصدارة الأبطال وكتب اسمه بحروف من ذهب فى أوليمبياد لندند 1948، ولكن للأسف اثناء عودته من الألعاب الأوليمبية بلندن لم يجد أحد فى استقباله بالمطار وخرج وركب الأوتوبيس العام ليصل إلى محطة القطار واستقل أحد قطارات الدرجة الثالثة عائدا إلى مدينته الإسكندرية. ها هو حال الألعاب الفردية!! والصدمة الكبرى الثانية التى تعرض لها محمود فياض والتى كان لها آثار عكسية وصحية ومؤلمة ومحزنة هى اصابة الذهبى الأوليمبى فى عام 1951 اثناء استعداداته للمشاركة فى بطولة العالم عندما أصيب فى احدى التدريبات بانزلاق غضروفى فى العمود الفقرى وتتطلب منه إجراء جراحة عاجلة وبرنامج علاجي، ولكن للأسف النادى الذى لعب له وباسمه واعطاه عمره تجاهله تماما واعطاه ظهره، والمجلس الأعلى للرياضة لم يسأل عنه، بالرغم من الشهادات التى تقدم بها والتى تفيد ظروفه المالية القهرية وتم علاجه بعد وقوف المقربين منه بجانبه، وبعد شفائه ابتعد عن اللعبة نهائيا واعتزلها. وهكذا كانت نهاية بطل أوليمبى ذهبى أسطورى رفع علم مصر عالميا وأوليمبيا فوق منصات التتويج وكان صورة مشرفة لتاريخ مصر. وكانت الميدالية الذهبية التى حققها فياض فى أوليمبياد لندن 1948 هى آخر ميدالية ذهبية تحققت فى العصر الذهبى ولم تر مصر الميدالية الذهبية إلا بعد مرور 56 عاما فى أوليمبياد اثينا على أيدى المصارع الأسطورة كرم جابر، وصاحب فضية لندن، ولم تر مصر مرة أخرى الميدالية الذهبية فهل تنجح بعثة مصر المشاركة فى أوليمبياد جانيرو 2016 فى تحقيق انجاز أكبر ممن تحقق فى اثينا فى عهد المهندس هشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية وخاصة أن هناك مجموعة من أبطال وبطلات مصر قادرين على تحقيق ميداليات أوليمبية فى ريورى جانيرو بالبرازيل.