سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحداث تركيا فى عيون خبراء الإعلام :مصر كبيرة وإعلامها لا يعمل ضد أحد وليس هناك توجيه أو شماتة..التليفزيون المصرى نقل الحدث بموضوعية دون مزايدات أو تحليلات غير واقعية
جسدت التغطية الإعلامية لمحاولة الانقلاب فى تركيا توجهات كل قناة وإعلامييها تجاه الموضوع، فبالرغم من التغطيات الحية والمباشرة للحدث على مدار الساعة ومنذ بدايته، إلا أن عدد من القنوات وقع فى فخ الإختيار الخاطئ للضيوف الذين يحسبوا على تيار الجماعة الإرهابية، وتضمن تفسيراتهم وتحليلاتهم توجهات معينة، فسقط عديد من الإعلاميين في فخ عدم الحيادية باستقطاب ضيوف ليسوا على قدر الحدث ولا يتسمون بالحيادية المطلوبة فى تفسير الآحداث، فتدخلت الأهواء على حساب المهنية الإعلامية، فسار البعض فى إتجاه أقصى اليمين، والبعض الآخر فى اتجاه أقصى اليسار، بينما استطاع التليفزيون المصرى أن يكون محايدا وملتزما بالخبر والتحليل الدقيق على لسان الخبراء ذوى الصلة بالشأن التركى، فحسب قول د.هويدا مصطفى أستاذ الإعلام والتى أكدت أن قنوات التليفزيون المصرى وما قدمه من مادة إخبارية كانت متوازنة تماما بين القنوات الأخرى التى أخذ جانب منها الهجوم على الإنقلاب وجانب آخر تدعيم نجاح الإنقلاب فاستبقت بعض القنوات الأحداث التى كانت فى الأساس متلاحقة جدا ولا تستحق استباقا. وأضافت: القيمة الحقيقية فى النقل الإخبارى هى الإلتزام بالأخبار وليس الإستباق بالتحليلات والتفسيرات طبقا لوجهة نظر الضيف، ولذلك فلابد من الإلتزام بما تنقله الشاشات، وأن يكون تحليل الضيوف متناسقا مع ما يتم نقله، ولكن هناك بعض المشاهد واللقطات التى عرضتها القنوات على الهواء فى بث حى ولم نفهمها لأن التحليلات لم تكن متناسقة مع ما نشاهده، فقد كانت الصورة أحيانا عكس التعليقات عليها، ومنها مشهد الجمهور وهو يحتفل فى الشارع باللافتات والأعلام، فالبديهى أن يكون الإحتفال بالحدث الجديد وهو الإنقلاب ولكن ما كان يتم تفسيره أنه تجمع لأفراد الشعب من أجل مناصرة أردوغان ، وهو ليس منطقى بينما هذا ما كان يفسره البعض على الشاشات التى تنقل الحدث ولأحد يعرف الحقيقة! وأشارت د.هويدا مصطفى إلى أنه لابد من اختيار الضيوف بدقة وعناية خاصة فى وقت الأزمات، ولا يوجد مبرر لوسائل الإعلام فى الإرتباك ولابد من الحياد وعدم التحيز واختيار المتخصصين، حتى يستطيعوا التفسير المنطقى عندما تكون المعلومات غير كافية. ويقول الإعلامى إبراهيم الصياد إن التغطية الإعلامية للأحداث فى تركيا كانت مكثفة ولاقت إهتماما كبيرا من وسائل الإعلام المختلفة وقد نجح التليفزيون المصرى بإقتدار فى هذه التغطية حيث نقل الأحداث بموضوعية كاملة وتوازن وحياد ورؤية ثاقبة وقدم الحدث دون مزايدات أو تحليلات غير واقعية وهذا هو الدور الحقيقى الذى يلعبه إعلام الدولة فى الأحداث الكبرى فرغم أن العلاقات السياسية المصرية التركية ليست فى أحسن حالتها إلا أن تليفزيون الدولة كان موقفه إيجابيا وموضوعيا ولم يهول من الأحداث أو ينحاز لطرف ضد أخر بل نقل الأحداث بصورة مهنية عاليه . ويضيف: فى مثل هذه الأحداث الخارجية على الإعلامى أن يتريث ويركز على النقل الخبرى أو التغطية الخبرية بعيدا عن التحليلات والرأى المتسرع فالحكمة تقتضى أن يكون الإعلامى ملم بالأحداث ولديه رؤية، والإعلام أساسه المصداقية والحياد والموضوعية والحقيقية أن الإعلام المصرى لم يتخذ أسلوب الشماته فيما حدث بتركيا وكانت تغطياته متوازنة وجيدة وعليه أن يسير على نفس النهج فى تغطية الأحداث التركية أو أى أحداث فى أى دولة أخرى خاصة ان الإعلام يمكن ان يكون سببا فى توتر للعلاقات أو يلعب دور التهدئة خاصة مع الدول التى تتسم علاقاتنا بها بالحساسية ، وقد كانت التغطيات سريعة بخلاف ماحدث فى فرنسا حيث إتسم الأداء بالبطء، بينما أرى أن إستضافة أى إخوانى على الشاشات المصرية يعد خطأ كبير ويجب محاسبة من أقدم عليه وهى خطوة غير سليمة ولاتخدم إلا أصحاب المصالح الخاصة وتقول د.ميرفت الطرابيشى إن الإعلام المصرى كان موضوعى ومحايد للأحداث التى جرت فى تركيا وقد شاهدت القناة الأولى والنيل للأخبار ودريم والقاهرة والناس وغيرها والحقيقة كانت على قدر المسئولية ولم تجنح أو تعمل بشماته كما يفعلون هم مع مصر وهذا يثبت أن مصر كبيرة وإعلامها لا يعمل ضد أحد وليس هناك توجيه أو شماته ضد أحد وهذا قدر الكبار، وتضيف لم يكن هناك إندفاع فى التغطية وكانت العقلانية هى السمة السائدة فى الإعلام المصرى وهذا يحسب له فى مثل هذه الأحداث الكبرى، وأنا ضد إستضافة أى إخوانى على الشاشات المصرية فى أى وقت وفى أى أحداث فالإخوان جماعة إرهابية وبالتالى هى جماعة غير شرعية وتعمل ضد الدولة والشعب ومن يستضيفها فهو ضد الدولة المصرية وليس لديه أى مصداقية أو حس وطنى ويجب معاقبته بالقانون