أكد وزير الخارجية سامح شكرى أن انتشار الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط يهدد عملية السلام، وقال خلال زيارته لتل أبيب أمس إن مصر حريصة على إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، وتحرص على إقامة جسور من الثقة بين الطرفين. وأكد وزير الخارجية أن الزيارة التى قام بها إلى إسرائيل أمس تأتى فى إطار جهد مصرى نابع من شعور بالمسئولية تجاه تحقيق السلام لنفسها وجميع شعوب المنطقة، ولا سيما الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى اللذين عانيا سنوات طويلة من جراء امتداد هذا الصراع الدموى البغيض. وأضاف شكرى خلال مؤتمر صحفى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو فى تل أبيب، أن الزيارة تأتى فى إطار الرؤية التى عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى السابع عشر من مايو الماضى لتحقيق سلام شامل وعادل بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، ووضع حد نهائى لهذا الصراع الطويل. وقال إن "هذا الإنجاز إذا تحقق، فستكون له آثار إيجابية على منطقة الشرق الأوسط"، مؤكدا استعداد مصر للإسهام بفاعلية فى تحقيق هذا الهدف استناداً إلى تجربتها التاريخية فى تحقيق السلام. وأشار وزير الخارجية فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى، إلى أن رؤية حل الدولتين ليست بعيدة المنال، وأن هناك الكثير من الأفكار والمبادرات المطروحة التى يمكن أن تسهم فى ترجمته إلى واقع عملى، إلا أن تنفيذ تلك الرؤية يقتضى اتخاذ خطوات جادة على مسار بناء الثقة، وتوفر إرادة حقيقية غير قابلة للتشتت أو فقدان البوصلة تحت أى ظرف من الظروف، مؤكدا أن التزام مصر بدعم حل عادل وشامل ودائم للنزاع الفلسطينى- الإسرائيلى، وبدعم السلام والأمن فى الشرق الأوسط، هو التزام أصيل وثابت. وتابع شكرى أن زيارته تأتى فى توقيت مهم وحرج تمر به منطقة الشرق الأوسط، فيما يمتد الصراع الفلسطيني- الإسرائيلى لما يزيد على نصف قرن راح ضحيته الآلاف، وتحطمت على جداره طموحات وآمال الملايين من أبناء الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وفقاً لحدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وطموحات الملايين من أبناء الشعب الإسرائيلى فى العيش فى أمان واستقرار وسلام، ويزيد من هشاشة الأوضاع فى الشرق الأوسط وخطورتها، ذلك التنامى والانتشار المخيف لظاهرة الإرهاب، وما باتت تمثله من خطر وجودى على شعوب المنطقة، بل والعالم أجمع، دون استثناء أو حصانة لأى شخص أو جماعة أو شعب. كما نقلت وكالة "أسوشييتدبرس" للأنباء عن نيتانياهو قوله فى المؤتمر الصحفي، إنه يجب على الفلسطينيين "أن يتخذوا النهج الشجاع الذى انتهجته كل من مصر والأردن والانضمام إلينا فى مفاوضات مباشرة". ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلى بعرض الرئيس السيسى من أجل المضى قدماً فى عملية السلام بالشرق الأوسط، قائلاً : "من المهم أن يكون هناك استقرار شامل". وأكد أن الزيارة تدل على تحسن العلاقات بين مصر وإسرائيل خاصة عقب دعوة الرئيس السيسى المهمة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفى غضون ذلك، وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الزيارة ب"التاريخية"، وأوضحت أنه بجانب عملية السلام سوف يناقش الجانبان عودة حطام الطائرة المصرية التى سقطت فى البحر المتوسط مايو الماضي. وذكر راديو "صوت إسرائيل" أن مصادر سياسية إسرائيلية رجحت أن تكون زيارة شكرى تأتى للتمهيد لزيارة يقوم بها نيتانياهو للقاهرة قريبا.