فى خطوة مفاجئة تشير إلى انقسام لم يتوقعه أحد فى معسكر «الخروج» بين أهم رجلين فيه، أعلن وزير العدل البريطانى مايكل جوف ترشحه لرئاسة حزب المحافظين الحاكم ومنصب رئيس الوزراء المقبل، فى تحد لصديقه الحميم رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون والذى أعلن بعد ذلك بساعات قليلة عدم ترشحه، رغم أنه كان المرشح الأبرز. وكان من المعتقد حتى ال24 ساعة الماضية أن جوف سيدعم جونسون وسيتولى قيادة حملته الانتخابية. وكتب جوف فى مقال نشر بموقع مجلة «سبيكتيتور» لإعلان أسباب ترشحه : «كنت أرغب فى بناء فريق يقف وراء بوريس جونسون - الذى دعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى - ويمكنه من قيادتنا نحو مستقبل أفضل». وأضاف «لكنى توصلت على مضض لنتيجة مفادها أن بوريس ليس بمقدوره القيام بدور القائد أو بناء فريق مؤهل للوفاء بالمهمة التى ستكون بانتظاره». من ناحيته، قال جونسون فى مؤتمر صحفى قبل غلق باب الترشح بدقائق إنه «لابد من جمع معسكرى البقاء والمغادرة معا فى الحزب.. إنها فرصتنا لتوحيد الحزب والبلد والمجتمع»، وشدد جونسون على أن بريطانيا ستقود من «أول الطابور وليس من آخره»، قائلا إنها ستتجه لتوسيع قاعدتها التجارية لتشمل كل العالم وليس الاتحاد الأوروبى فقط، مذكرا بإنجازاته عندما كان رئيسا لبلدية لندن، ثم أعلن قنبلته المدوية بعدم الترشح لزعامة الحزب. وقال مقربون من جونسون إنه «فوجئ» بإعلان جوف ترشيحه لزعامة الحزب صباح أمس. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات وتتم تسمية رئيس جديد للحزب ورئيس للوزراء بحلول 9 سبتمبر المقبل بعد تصويت أعضاء حزب المحافظين البالغ عددهم 150 ألفا، للاختيار بين مرشحين يعينهما نواب الحزب. وأبرز الأسماء المرشحة الأخرى وزيرة الداخلية تريزا ماى المؤيدة للبقاء فى الاتحاد الأوروبي، والتى أعلنت خوضها السباق الانتخابى على زعامة حزب المحافظين، مشيرة إلى أنه لا يجب تنفيذ المادة 50 من معاهدة لشبونة الخاصة بالخروج من الاتحاد الأوروبى قبل نهاية العام الجاري. وقالت ماى إنها قادرة على لم شمل حزب المحافظين بعد الانقسامات داخله حول البقاء أو مغادرة الأتحاد الأوروبي، وأشارت إلى سجلها على رأس وزارة الداخلية، موضحة أنها لطالما دعمت تقييد الهجرة، دون أن يضر ذلك بمكانة بريطانيا أو علاقاتها الأوروبية. وأعلن أيضا أندريا ليدسوم وزير الطاقة فى وقت سابق أمس خوضه السباق الانتخابى على زعامة حزب المحافظين، وينضم بذلك كل من ماى وجوف وليدسوم إلى وزير الدفاع الأسبق ليام فوكس، بجانب وزير العمل والمعاشات ستيفن كراب، الذين أعلنوا خوضهم السباق.