أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن العالم الإسلامى يمر حاليا بمنعطف خطير ويواجه تحديات غير مسبوقة تستهدف وجوده وشعوبه، وهو ما يستلزم تضافر الجهود وطرح كل الخلافات جانباً. وأشار فى خطابه أمام الاحتفال الذى نظمته وزارة الأوقاف بمناسبة ليلة القدر بقاعة الأزهر للمؤتمرات إلى دقة المرحلة التى تمر بها الأمتان العربية والإسلامية فى الآونة الراهنة ، مؤكدا أن الأمم لا تُقام إلا بالعمل والجهد والإخلاص وليس بالقتل والتخريب وتدمير الأوطان وترويع الآمنين. وشدد على أهمية تحقيق التوازن بين الاتباع وبين النظر والتدبر وإعمال العقل، مشيرا إلى أنه إذا كانت السُنة النبوية المُطهرة قد تمت مراجعتها ووُجد أن هناك نحو 600 ألف حديث غير صحيح، فإنه من الأحرى أن يتم التصدى للتفاسير المغلوطة والممارسات الخاطئة التى يقوم بها البعض فى عالم اليوم، والعمل على إيضاح عدم صحتها حتى يتعرف عامة المسلمين على صحيح الدين. وحذر الرئيس من مغبة استغلال الخلاف المذهبى بين المسلمين، مشيرا إلى أن تفاقم هذا الخلاف يؤدى إلى مزيد من التقسيم والفُرقة، مؤكدا أهمية التصدي للتطرف من خلال عملٍ جاد ومنظم، والعمل على الحيلولة دون توسعه واستمراره فى تشويه صورة الدين. وأوضح أن الدول التى تسقط فى براثن الإرهاب والفوضى لا تعود مرة أخرى، مشيرا إلى أن أعداء الدول لم يعودوا مقتصرين فقط على الأعداء من الخارج ولكن أيضاً هناك أعداء من الداخل يودون هدم الدولة، وهو الأمر الذى يتطلب التصدى لمحاولات تقويض الدولة الوطنية. وخلال الاحتفال قام الرئيس السيسى بتكريم حفظة القرآن الكريم الفائزين فى المسابقة العالمية الثالثة والعشرين للقرآن. من جانبه، دعا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف المصريين إلى التلاحُم والتكاتُف من أجل إغلاقِ الأبوابِ وسدِّها فى وجوه مُثيرى الفِتَن والشِّقاق والعَبَث بالوطنِ، وأن يكونوا عوناً وسَنَدًا لولاة الأمور فى جهودهم المخلصة فى كلِّ ما يحقق المصلحة والمنفعة لمصر والمصريين. وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن تصحيح المفاهيم الخاطئة وبيان صحيح الإسلام ونشر منهجه الوسطى السمح وإبراز قيمه الإنسانية والحضارية تعد من ألزم واجباتنا، موضحا أن الجماعات المتطرفةَ تلوى أعناق النصوص، بما يخرجها عن سياقها ومغزاها ومقاصدها الكلية.