يا حسرة على المجتمع مما نراه هذه الأيام ونسمعه من انفلات اللسان فى غير حق، وكأن لسانه ليس منه، أو ليس وراءه عقل يحكمه أو دين أو حاكم يردعه، فما تكاد تختلف مع انسان ولأسباب تافهة حتى تجد الألفاظ النابية. والكلمات الوقحة تتساقط من فمه كاللمم النتن، لدرجة أن التجاوز يتعدى حدود سب الأفراد والبشر بل وصل الى الذات العلية ويسب الدين وحاشا لله وهذا بداية ليس بمسلم يعرف حق أخيه عليه وإن صلى وصام فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وقد جاء القرآن الكريم والسنة المكرمة بتحريم السباب وبالجزاء الرادع الزاجر الذى يستحقه السباب اللعان قال تعالى: «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا» «لاحزاب: 58، وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله» صلى الله عليه وسلم« المستبان هو أن يشتمه بما فيه أو بما ليس فيه ما قالا، فعلى البادئ منهما أى إن شتم أحدهما الآخر فالذنب على البادئ حتى ينتصر المشتوم لنفسه حتى يتعدى المظلوم، وعن أبى الدرداء رضى الله عنه قال: رسول الله «صلى الله عليه وسلم» لا يكون اللعانون شفعاء، ولا شهداء يوم القيامة، وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش واتفق جميع الفقهاء على أن المسلم اذا سب الله يقتل لأنه بذلك كافر مرتد بل أسوأ من الكافر، فإن الكافر يعظم الرب، ويعتقد أن ما عليه من الدين الباطل ليس باستهزاء بالله ولا مسبة له ولدينه سواء أكان مازحا أو جادا وقال تعالى: ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون التوبة 65، ولم يقتصر الأمر على سب الانسان وتغليظ تحريمه إلا من استتاب ورجع بل تعدى الى الحيوان بمعنى أن الحيوان لا يستطيع الرد لأخذ حقه فتعلق اللعن والسباب حتى يقتص الله تعالى منه يوم القيامة، ورأى النبى «صلى الله عليه وسلم» حمارا قد وشم فى وجهه فقال لعن الله من وشم هذا، أما الآفة التى تمر بالمجتمع وتدمره وتربى عليها الصغير، ويفعلها الكبير ليلا ونهارا، لعن الانسان والديه سواء اللعن مباشرة أو كان سببا فى لعنهما فقد قال: «صلى الله عليه وسلم» إن من أكبر الكبائر لعن الرجل والديه سواء اللعن مباشرة أو كان سببا فى لعنهما فقد قال: «صلى الله عليه وسلم» إن من أكبر الكبائر لعن الرجل ولديه قالوا يا رسول الله وهل يلعن الرجل أبويه قال: يسب أبا الرجل فيسب الرجل أباه، يسب أمه فيسب أمه، وهذا الحديث نراه وقد تحقق فى مجتمعنا فى كل ساعة وأمام أعين الجميع ولا يحرك المجتمع ساكنا أو تغضب الوجوه لغضب الله ورسوله. قال تعالى: ولا تنابزوا بالألقاب الحجرات وقال الرسول الكريم إن اللعن ترجع الى من تفوه بالسباب والشتم إذا صدرت الى غير ما يستحقه «وهل يكب الناس فى النار على مناخرهم أو على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم» والفحش ما قبح من القول والفعل فشر الناس منزلة عند الله من تركه الناس لفحشه وقال النبى «صلى الله عليه وسلم» إن الله لا يحب كل فاحش متفحش، وهذه الأوصاف تنطبق على كثير من الناس غالب أحاديثهم ألفاظ شنيعة لا ترقى بلسان المسلم، والعجيب أن الأسر فى مجتمعنا تربى أبنائها منذ الصغر على شعار من شتمك اشتمه، ومن ضربك اضربه يا عظمة المصيبة على تلك الكارثة التى أخرجت إلينا أجيالا سبابة تخرج عن الملة بفسوقها وفحش لسانها، فهل لنا فيهم الأسوة الحسنة حتى يبارك الله لنا فى أيامنا.