عادتنا ولن نشتريها.. الإنجازات نتجاهلها والسلبيات نبرزها!. المسألة لم تعد رد فعل عابر أو تعثر طارئ.. إنما ثقافة تملكت.. وسلوكيات تأصلت.. وإصرار وإلحاح على التكرار إلى أن أصبح العقل الباطن والظاهر شديد السلبية تجاه كل ما هو إيجابى.. وبالغ الإيجابية والحضور على كل ما هو سلبى!. حالة إنكار الإنجاز ونشر الإخفاق.. حالها من حال «الفوضى الخلاقة» والفتنة «الخلابة» والشائعات «البناءة».. التى لها من ينظمها ويرعاها ويمولها ويشجعها فى إطار مُمَنْهَج عرف طريقه لمصر من فترة أبعد من 25 يناير!. تذكرت حالنا الذى نعيشه والعاشر من رمضان «هَلَّ» علينا!. تذكرت إنكار الحق وإعلاء الباطل دون خجل أو حياء من ذكرى يوم عظيم مثل العاشر من رمضان.. الذى هو 6 أكتوبر 1973.. الذى هو أعظم انتصارات الأمة!. تذكرت أعظم انتصارات أمة العرب الذى ننساه أكثر مما نتذكره!. الحقيقة أن حرب أكتوبر أسطورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى!. لماذا؟.. لأن التحول من أقسى هزيمة إلى أعظم انتصار فى لا وقت بالقياسات العسكرية.. لابد وأن يكون أسطورة!. هذه محاولة جديدة فى سنتيمترات قليلة من مساحة هذه الحرب الضخمة جداً جداً!. لا طيران ولا مدفعية ولا مدرعات ولا مشاة ولا دفاع جوى ولا بحرية ولا صاعقة ولا مظلات.. لا حديث عنهم هنا.. إنما الكلام عن العبقرية العسكرية المصرية التى سبقت العالم كله فى فكرها وتخطيطها ودقة تنفيذها!. العالم أنكر علينا هذا ورجاله فى الداخل قللوا من ذلك.. لكنهم أبداً لن يطمسوا الحقيقة التى أضعها أمام حضراتكم فى هذه النقاط: 1 التاريخ والتوقيت أحد أهم العلامات العبقرية المميزة لحرب أكتوبر المجيدة العظيمة!. اختيار 6 أكتوبر الموافق 10 رمضان موعداً للحرب!. تحديد الثانية بعد الظهر ساعة الصفر لانطلاق الحرب!. على أى أساس تحدد 6 أكتوبر يوماً للحرب؟ والثانية موعداً لبدء الحرب؟. السؤال طرحته على اللواء أركان حرب صلاح فهمى.. فرع التخطيط بهيئة عمليات القوات المسلحة.. قبل وخلال حرب أكتوبر. قال: الفريق الجمسى أعطانى كتاباً خاصاً عن الأعياد والمواسم الإسرائيلية وقال لى اقرأ الكتاب وقل لى بماذا ستخرج منه؟. قرأت الكتاب.. ومنه عرفت أن أطول عيد عندهم هو يوم الغفران.. هو 6 أيام والأهم ليست المدة إنما تعاليمهم التى تلزم الإسرائيليين بعدم الخروج مطلقاً من المنزل والجلوس بجوار الشباك المفتوح طلباً للغفران!. معنى ذلك أن أى تعبئة للعدو تستغرق ثلاثة أيام على الأقل وكل ثانية تأخير فى تعبئة جيش العدو هى لصالح قواتنا!. قرأت الكتاب وكتبت مذكرة أن عيد الغفران هو أنسب تاريخ للحرب!. الفريق الجمسى قرأها وقال لى: «سيبها على مكتبى وانساها» والمعنى.. المعلومة ممنوع تداولها!. 2 المؤكد الذى أغفلوه فى الخارج وتجاهلوه فى الداخل أن اختيار الساعة 2 بعد الظهر ساعة الصفر للحرب.. اختيار عبقرى يُحْسَب للعسكرية المصرية!. يُحْسَب لها أنها أول من اتخذ قراراً مثل هذا.. لأنه على مدى تاريخ الحروب العسكرية فى العالم لم تبدأ حرب فى الثانية بعد الظهر!. الحروب إما مع أول ضوء أو آخر ضوء.. لكن الحرب ظهراً قرار عبقرى دقيق!. 3 عبقرية القرار أنه جمع قمة الخداع مع قمة الدراسة التامة لكل التفصيلات!. قمة الخداع لاستحالة تَخَيُل العدو أو توقعه أن تبدأ الحرب فى الثانية ظهراً!. هذا المستحيل خدع العدو حتى بعد معلومة الجاسوس الذى أبلغهم أن المصريين سيحاربون فى 6 أكتوبر!. العدو عرف هذه المعلومة فجر يوم 6 أكتوبر وجولدا مائير عقدت جلسة مجلس وزراء مصغرة «مجلس حرب» فجر 6 أكتوبر!. ناقشوا المعلومة.. لم يستبعدوها ولم يرفضوها.. لذلك قرروا أن يذهب وزير الدفاع موشى ديان بنفسه إلى الجهة الجنوبية «سيناء» وعلى ضوء ما يراه سيكون القرار!. موشى ديان كان موجوداً فى الحادية عشرة على القناة ورصدته نقطة استطلاع مصرية..أبلغت عن وجوده واستأذنت فى التعامل مع النقطة الموجود فيها وزير الدفاع!. وجاء الرد قبل أن ينتهى الكلام.. ممنوع أى اشتباك لأن طلقة واحدة تفسد أعظم خطة خداع!. 4 أعظم خطة خداع لأن وزير دفاعهم بنفسه.. شاهد وراقب وحلل.. واقتنع باستحالة أن تكون الجبهة الموجودة أمامه مسرحاً لحرب بعد سِتْ أو سَبْع ساعات على اعتبار أنه طالما أول ضوء لم تبدأ فيه الحرب فإنها ستكون مع آخر ضوء ليوم 6 أكتوبر!. ما شاهده موشى ديان على الجبهة المصرية.. تحركات عادية.. وجنود تلعب «كورة» وآخرون يغسلون ملابسهم!. موشى ديان هو من شاهد وهو من أكد استحالة قيام المصريين بالحرب!. موشى ديان وزير دفاع العدو وصقر عسكريتهم ابتلع الطعم لأن الجبهة الساكنة أمامه ستتحول إلى جحيم عليه وعلى جيشه بعد ثلاث ساعات فقط فى «عز الضهر» وليس فى آخر ضوء!. 5 اختيار الثانية كان للخداع وأمور أخرى على نفس الأهمية!. هذه حرب سيخوضها جيش فيه مليون مقاتل وأمر مهم أن تخدع العدو فى موعد بدء الحرب لكن الأهم أن يحقق هذا الموعد أكبر فائدة موجودة تستفيد منها القوات المصرية فى الحرب!. إنها حرب تحدد مصير منطقة بأسرها ولا مجال لمصادفة ولا وجود لسهو.. وأعظم ما فى قرار الحرب أنه قمة الخداع وقمة العسكرية!. لم يخطر على بال العدو أن تبدأ الحرب فى الثانية بل ولم يصدق أنها ستكون ليلاً!. عنده معلومات من عميل لكن الخداع المصرى كان أكبر من العميل!. الخداع المصرى اختار الساعة الثانية بعد الظهر موعداً للحرب خلافاً لكل حرب.. عرفها العالم.. لذلك لم يتوقع العدو واستحالة أن يتوقع وتلك عبقرية المصريين!. 6 هل حددنا توقيت الحرب لأجل الخداع فقط وفيما بعد نواجه المجهول أو «نِلِبسْ» فى قطار سكة حديد.. باعتبار أن الأمر كله الخداع والباقى حسب التساهيل!. طبعاً لا.. وألف لا.. لأن كل تفصيلة صغيرة على مواجهة ال 170 كيلو متراً من السويس إلى بور سعيد.. كل صغيرة قبل الكبيرة مدروسة بعناية فائقة! خلال سنوات الاستعداد من بعد 1967 وحتى أكتوبر 1973. كل حرف «جُوَه» كلمة بجملة على سطر فى خطة الحرب.. خلفته ساعات وأيام وأسابيع وشهور بل وسنوات فكر وتخطيط وتدريب وعرق وجهد!. لم نترك مساحة أرض فى سيناء والعدو فيها إلا ودخلناها وبقيت تحت عيوننا!. قرار الحرب لم يتخذ إلا ونحن على دراية تامة بكل موقع للعدو وقوته وتسليحه ومواعيد إجازته وأنواع خدماته!. المعلومات من جهات مختلفة لا واحدة فقط!. المخابرات الحربية ورجالها فى الاستطلاع موجودون فى دوريات خلف خطوط العدو من 1967 وحتى الحرب!. أهالينا فى قبائل سيناء ودورهم الرائع فى معاونة رجال الاستطلاع!. معلومات من العدو نفسه عن طريق إغارات بدوريات مصرية صغيرة العدد على مواقع بعينها والعودة بأسير أو عدة أسرى والحصول على المعلومات اللازمة منهم!. 7 خطة الحرب نتاج معلومات لا تحصى ونتائج لا شك فيها وأظن أن نتائج ال 500 يوم حرب الاستنزاف رسمت لنا الصورة الحقيقية للعدو.. لا تهويل بمقولة الجيش الذى لا يقهر ولا تهوين بالصورة التى أقنعونا بها سنوات عن الشخصية الصهيونية!. على سبيل المثال لا الحصر.. سوف أتكلم عن عبقرية اختيار الثانية بعد الظهر موعداً للحرب من وجهة النظر العملياتية وليست فقط الخداعية.. علماً بأن خطة الحرب فيها عشرات القرارات العبقرية على مستوى الحروب العالمية.. لأن حرب أكتوبر حكمتها الطبيعة بمانع مائى هو قناة السويس وهذا أمر لم تشهده أى حرب فى أى مكان بالعالم.. وازداد الأمر صعوبة فى قيام العدو بإضافة مانعين صناعيين.. الأول ساتر ترابى على الشاطئ الشرقى للقناة بطول 170 كيلو متراً والآخر خط بارليف المكون من 31 نقطة قوية. النقطة القوية مساحتها 4000 متر مربع أى فدان أرض.. وهى تحت الأرض وفوق الأرض وتصميم تشييدها يتحمل ما لا تتحمله أى نقاط دفاعية عرفتها الحروب!. خط بارليف تكلف فى الستينيات على مرحلتين مليار دولار!. خلاصة القول أن خبراء العسكرية فى العالم أجمعوا على استحالة اقتحام جيش مصر للقناة والساتر وبارليف!. أجمعوا على أن الخسائر هى التى ستوقف الحرب قبل أن تبدأ!. أجمعوا على أن خسائر جيش مصر فى أول يوم قتال 65٪ أى كل مائة جندى يحاولون العبور 65 جندياً منهم خسائر!. أما خبراء السياسة فقد انتهوا إلى أن الحدوتة «خِلْصِتْ» ووجود الصهاينة على القناة أمر واقع وعلى المصريين أن يقبلوه أو يقبلوه لأن البديل ويقصدون الحرب هو قرار انتحار دولة إذا ما فكرت مصر فيه!. 8 أعود للساعة الثانية كقرار له شق خداعى وله شق أهم «عملياتى»!. الشمس دائماً هى لها الكلمة الأولى فى قرار الحرب!. جرت العادة إما أول ضوء.. تبدأ الحرب والدنيا ظلام.. والظلام يساعد فى عمليات الهجوم على مواقع العدو التى يصعب عليها الرصد!. المهم هنا ما بعد الظلام.. عندما تبدأ الشمس فى السطوع.. لابد وأن تكون الشمس من لحظة الإشراق وحتى الظهر فى ظهرك وليست فى صدرك!. خلفك الشمس وأنت تتحرك .. لتكون فى «عين» العدو وليست فى عينيك!. 9 العسكرية المصرية لا مع أول ولا آخر ضوء.. إنما اختارت قلب الضوء الثانية ظهراً.. الاختيار حكمته الشمس!. كلنا يعلم أن خط الزوال هو الثانية عشرة ظهراً وفيه الشمس فى قلب السماء. ونعلم أنه فى كل دقيقة الشمس تتحرك غرباً. كيف نستخدم الشمس وهى فى «عز» سطوعها؟. ضد العدو!. الثانية عشرة ظهراً.. الشمس رأسية على الأرض.. الشمس فى وضع حيادى بيننا وبين العدو. الواحدة ظهراً.. الشمس بدأت زاوية الميل تجاه الغرب.. لكن هذه الزاوية فى الواحدة ظهراً مازالت أقرب للقائمة منها للمائلة وهى بذلك لن تعوق العدو وربما تكون إعاقتها متساوية لنا وللعدو!. علينا ملاحظة أن مصلحتنا فى أطول فترة زمنية من بدء الحرب وحتى حلول الظلام!. 10 نريد الوقت الذى فيه الشمس تركت خط الزوال وتميل جهة الغرب. نريدها فى ظهرنا من الزوال وحتى الليل!. ليه؟. لأن بداية الحرب ضربة جوية وبعدها تمهيد نيرانى للمدفعية!. لا نريد الشمس فى عيون طيارينا!. نريدها خلف مدافعنا لأجل أفضل ملاحظة لأفضل تصويب!. نريد تحقيق الهدف من التمهيد النيرانى للطيران والمدفعية وهو تدمير مراكز قيادات العدو فى العمق ومخازن أسلحته وقواعد صواريخه وراداراته وأى تجمعات له من خط بارليف وحتى الحدود!. الشمس مع العدو من الفجر وحتى الزوال «12 ظهراً» .. والشمس معنا من بعد الثانية عشرة وحتى الليل.. وعليه كان أول قرار حرب فى الثانية بعد الظهر!.. إنه التوقيت الذى لم يستخدمه أى جيش فى أى حرب بأى مكان فى العالم!. 11 قرار الثانية بعد الظهر التوقيت الأصح على الإطلاق لنا والأسوأ لهم!. لنا.. لأن مجال الرؤية هو الأفضل لمدة خمس ساعات على الأقل فى كل الجبهة.. وأفضل رؤية لأفضل استطلاع والشمس فى ظهرك وهى فى طريقها للغروب!. الحرب فى الثانية بعد الظهر.. لطمة خداع ولَطْمَة لطيران العدو «اللى» فى عين الشمس!. 12 المهندسون العسكريون وعمليات إنشاء الكبارى. الشمس فى عيون العدو أفسدت أغلب محاولات تدخل مدفعيته التى طاشت داناتها.. طاشت من الشمس والأكثر من الخوف والرعب والذهول من التمهيد النيرانى الرهيب من 220 طائرة مصرية و2000 مدفع ضربوا العدو ب 3000 طن ذخيرة لمدة 53 دقيقة متواصلة.. فكيف لهذا العدو بعد تلك «الخَضَّة» أن يفعل شيئاً؟!. 13 الانهيار الذى اجتاج العدو.. أساسه المفاجأة المذهلة التى وجد العدو نفسه فيها فى الثانية بعد الظهر!. المفاجأة صنعتها خطة حرب مصرية محكمة غطت كل شىء وتفادت أى شىء!. خطط الخداع مدروسة ومرتبة ومتسلسلة لأجل أن تكون منطقية ويسهل ابتلاعها!. فى هيئة العمليات عقيد مهندس كمال نبيه وضع خطط الخداع على مختلف الأصعدة.. خارجياً وداخلياً.. منها على سبيل المثال خطة تحرك مصرية على الصعيد الدولى يتم تنفيذها من خلال الخارجية المصرية.. بحيث لا يترك حدثاً فى الخارج إلا واستغلته مصر بدعوتها للسلام!. الفدائيون خطفوا قطاراً فى النمسا كان يقل يهوداً يتم تجميعهم للهجرة إلى إسرائيل!. جولدا مائير سافرت إلى النمسا لمتابعة الحادث الذى أوقف العالم كله على أصابع قدميه!. الرئيس السادات أوفد مبعوثاً برسالة إلى مستشار النمسا ليبلغ جولدا مائير رغبة مصر فى السلام وأن السلام وحده هو الذى سيمنع وقوع مثل هذه الأحداث!. مصر تعرض السلام وتتكلم عن السلام وهى تعلم يقيناً أن العدو لن يترك سيناء.. وأن تحرير الأرض بالحرب ولا شىء إلا الحرب.. والمهم أن توفر لتلك الحرب كل سبل النجاح.. وخداع العدو وإيهام العدو أننا لا حول لنا ولا قوة.. هو ما جعل العدو يبتلع الطعم ويتأكد باستحالة أن تفكر مصر فى الحرب .. وبقدر هذا اليقين عند العدو كان الانهيار للعدو من لحظة بدء الحرب!. العدو الذى يجمع معلومات يومية من مصر وعن مصر.. فوجئ بخبر صغير غير مفتعل وغير مغالى فيه!. خبر صغير منشور فى صحيفة واحدة حتى لا يظنوا أنه تعميم!. الخبر صغير فى مساحته وغير ملفت فى مكان نشره.. الخبر يتحدث عن فتح باب العمرة أمام الضباط!. معلوم أنه من بعد 1967 لا إجازات ولا سفر ولا يحزنون بالنسبة للضباط.. وعندما تأتى فى شهر رجب أو شعبان وهى أشهر لها وضعها الدينى عند المسلمين.. عندما تفتح العمرة التى لم تكن متاحة لست سنوات.. فهذا معناه إقبال كبير من الضباط على العمرة!. معناه أن الجيش سَيُقَضِيها عُمْرّة!. البلد التى تطلب السلام يومياً وتسمح لضباطها بالسفر خارج مصر.. مستحيل تحارب.. لذلك تشككوا فى معلومة الجاسوس!. كان هذا يقين العدو.. فماذا عنا؟. مصر فى مايو 1973 وصلت إلى تمام الاستعداد للحرب!. الخمسة أشهر القادمة مطلوب فيها أقصى درجات الحذر واليقظة والسرية!. مصر جاهزة.. لكن استمرار الجاهزية يتطلب استمرار التدريب للإبقاء على الكفاءة القتالية فى أعلى درجاتها.. وأغلب التدريبات تطبيقات لما سيحدث فى الحرب.. والخوف من غلطة فى زلة لسان!. نجحنا فى السِرّيَة التى حرمتهم من معلومات بالغة الأهمية.. ونجحنا فى خداعهم الذى أعماهم عن رؤية الحقيقة وإنكارها عندما عرفوها من جاسوس لهم!. الذى لم يعرفه العدو ولن يعرفه أبداً.. جملة من ست كلمات: من كان الله معه فمن عليه؟. يا أهلى يا حبايبى يا إخواتى على طول البلاد وعرضها بل على كل أرض عربية.. حقنا أن نفرح ونفخر ونسعد بخير أجناد الأرض جيش مصر العظيم فى الأمس واليوم والغد وكل غد بإذن الله. لمزيد من مقالات ابراهيم حجازى