كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مفاجأة تتعلق بشخصية عمر متين - الأمريكى من أصل أفغانى - منفذ هجوم أورلاندو الأخير الذى أوقع 50 قتيلا و53 جريحا، ووصف بالأكبر فى التاريخ الأمريكى الحديث، حيث ذكرت أن الجانى معروف لدى مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى "إف.بي.آي."، وسبق استجوابه مرتين وإخضاعه للمراقبة الأمنية لفترة. وذكر تقرير الصحيفة أن الجانى محسوب على الجيل الثانى من المهاجرين الأفغان إلى الولاياتالمتحدة وأنه عاش طفولة ومراهقة طبيعية داخل المجتمع الأمريكي، حيث لم يظهر أى دلائل على اعتناقه أُفكارا متطرفة خلال هذه المرحلة. وكشف التقرير عن أن متين حصل على درجة علمية فيما يعرف بتكنولوجيا التعقب الإجرامى عام 2006، وانضم فى 2007 للعمل ضمن صفوف شركة خدمات أمنية. وفى مفاجأة، كشفت الصحيفة أن "إف.بي.آي" أجرى تحقيقات حول ولاءات متين على مرحلتين، وأشار التقرير الى أن التحقيق الأول بدأ عام 2011 إثر بلاغات من زملاء متين حول احتمالية اعتناقه أفكارا متطرفة، وأنه تم إخضاعه للرقابة فى حينها قبل إغلاق التحقيق لعدم التوصل لوجود دليل ضد متين، وأعيد فتح التحقيقات حول متين عام 2014، عقب اكتشاف تواصل بينه وبين منير محمد أبو صالحة، والمعروف كأول مقاتل أمريكى يحارب فى صفوف تنظيم النصرة فى سوريا، وتم إغلاق التحقيق مرة ثانية بعد إثبات عدم وجود علاقة وثيقة بين الرجلين. وكشف تقرير آخر لشبكة "سى بى إس" أن متين كان يحمل ترخيصا لحمل أسلحة نارية منذ عام 2011 وأن ذلك الترخيص سار حتى سبتمبر 2017، وذلك وفقا لمقتضيات عمله. من جانب آخر، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابى مسئوليته عن تنفيذ اعتداء ملهى أورلاندو، وأعلنت إذاعة "البيان" التابعة للتنظيم أن من وصفته ب"جندى من جنود الخلافة" هو الذى استهدف ملهى ليلى لخدمة المثليين جنسيا فى مدينة أورلاندو بولاية فلوريداالأمريكية. من جانبه، وصف الرئيس الأمريكى باراك أوباما حادث أورلاندو الذى يعد أسوأ حادث إطلاق رصاص فى تاريخ الولاياتالمتحدة الحديث بأنه "عمل إرهابى مدفوع بالكراهية"، معتبرا إياه هجوما على كل الأمريكيين. وكان البيت الأبيض قد أعلن فى وقت سابق أن الرئيس أوباما أرجأ رحلة كانت مقررة له غدا إلى ولاية ويسكونسن للمشاركة فى تجمع انتخابى لصالح هيلارى كلينتون المرشحة الديمقراطية المحتملة فى انتخابات الرئاسة بعد حادث إطلاق النار فى فلوريدا. وكان من المخطط أن يكون هذا التجمع الانتخابى أول ظهور علنى مشترك لأوباما وكلينتون منذ خوضها السباق الانتخابى، كما أجلت كلينتون نفسها ذلك التجمع الانتخابى بسبب الحادث. على الصعيد نفسه، علق بول ريان رئيس مجلس النواب الأمريكى على حادث أورلاندو قائلا : "علينا مع التئام الجرح أن نكون فطنين بشأن من الذى فعل هذا. . إننا أمة فى حالة حرب مع الإسلاميين الإرهابيين"، بحسب تعبيره. وأضاف فى بيان أنه أمر بتنكيس الأعلام فوق مبنى الكونجرس تكريما لأرواح ضحايا الهجوم. فى الوقت ذاته، ألقى الحادث بظلاله على السباق الانتخابى بين المرشحين الأبرز الديمقراطية هيلارى كلينتون والجمهورى دونالد ترامب الذى استغل كل منهما الحادث لصالح حملته الانتخابية. أما ترامب، فقد دعا أوباما صراحة إلى ضرورة التنحى لعدم استخدامه كلمتى "الإسلام الراديكالى" فى بيانه حول مذبحة أورلاندو، قائلا "رفض أوباما بشكل مخز حتى أن يقول الإسلام الراديكالى، من أجل هذا السبب وحده، فإنه يجب أن يتنحى". كما انتقد ترامب منافسته كلينتون التى وصفت الحادث ب"العمل الإرهابى"، قائلا إنه إذا كانت هيلارى كلينتون، بعد هذا الهجوم، لا تزال لا تستطيع قول هاتين الكلمتين "الإسلام الراديكالي"، فيجب عليها أن تخرج من السباق الرئاسى". ووسط موجة إدانات من مختلف دول العالم لحادث أورلاندو، أدانت مصر على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية هذا الهجوم الإرهابى بأشد العبارات، معربا عن تعازى مصر حكومة وشعبا للحكومة والشعب الأمريكيين. وأكد المتحدث وقوف مصر إلى جوار الشعب الأمريكى فى تلك الأوقات الصعبة، مقدماً خالص التعازى والمواساة لأسر الضحايا، ومتمنياً للمصابين الشفاء العاجل. وجدد المتحدث باسم الخارجية تأكيد الموقف المصرى الثابت القائم على ضرورة المواجهة الشاملة لظاهرة الإرهاب، التى لا تعرف حدوداً أو دين، وتتنافى مع جميع المبادئ والقيم الإنسانية،