رجال الدفاع المدني( المطافي) يمتازون بالكفاءة والشهامة والخبرة وإنكار الذات, يضحون بأرواحهم من أجل طفل رضيع أو امرأة غير قادرة علي الحركة أو شيخ عجوز ولأن الوقاية خير من العلاج فإننا عندما نلقي نظرة سريعة علي إحصائيات الحرائق المتكررة بمصر نجد ان النسبة أكثر من10 آلاف حريق كل عام منها نحو96% نتيجة الإهمال, والباقي ناجم عن بقايا فأر السبتية الذي ظهر في أواخر الستينيات من القرن الماضي. وبالتحليل السريع عن اسباب الحرائق نجد انها محصورة مابين مواد قابلة للاشتعال أو مصدر حراري أو من شرارة كهربائية نتيجة زيادة الإهمال مع ارتفاع درجات الحرارة أو عدم التهوية الجيدة بالمخازن. زمان كنا نلاحظ رجال الإطفاء بالزي المميز لهم يحملون المفاتيح الثقيلة في مجموعات ويطوفون الشوارع والحواري والأزقة ويمرون علي حنفيات الإطفاء للتأكد من صلاحيتها للعمل. ولكن هذه الأيام انعدمت تماما حنفيات الإطفاء بل تلاشت في الأحياء القديمة وحتي في المدن الجديدة, وإننا نجد سيارات الإطفاء وأخري يطلق عليها خزانات المياه والتي تعجز عن الدخول في المناطق الضيقة, وفي بعض الأحيان تأتي تلك الخزانات فارغة من المياه, والأخطر عندما تحدث حرائق في إحدي المناطق العشوائية تكون المصيبة أكبر والخسائر فادحة, واعترف وزير الإسكان المهندس مصطفي مدبولي بخطورة المشكلة وأعلن أنه سيتم تركيب حنفيات حريق في نطاق3 محافظات وتوفير الدعم المالي لهم بتكلفة مليونين و400ألف جنيه, بواقع800 ألف جنيه لكل محافظة فكيف سيتم توزيع800 ألف جنيه, علي مراكزها التي تتألف من مئات القري والنجوع, وما هو مصير باقي المحافظات؟. أخشي علي شارع المعز الذي يضم كنوزا إسلامية ومسيحية من مختلف العصور من أي حريق.. فالشارع بلا حنفية إطفاء واحدة.. فهل هذا معقول؟ لمزيد من مقالات حسين غيته